مقالات سياسية

انتهاكات الجيش.. من يُسأل عن الدم المسفوك؟

(رصد – علي أحمد)

الدم السوداني واحد، وهو غال بلا شك. خاصة إن كنا نتحدث عن دم (مسفوك)، جراء الانتهاكات المصاحبة للحرب الحالية في حق المدنيين. وكما هو معلوم فإن الحق في الحياة مُقدم على كافة الحقوق بحسب الإعلان العالمي لحقوق الانسان. لكن أن تحاول إبراز انتهاكات طرف في هذه الحرب دون الآخر، وتتعامى عن انتهاكات تشمل القتل رمياً بالرصاص، بل وقصفًا بالطائرات على المنشآت المدنية والمنازل السكنية، وتمضي إلى إدانة انتهاكات – بعضها مشكوك في صحته – لا تتضمن القتل حتى في حالة ثبوت صحتها، فهذا هو الانحطاط بعينه.

شغل إعلام الفلول مواقع التواصل الاجتماعي الاسبوع الماضي بالدعوة للتظاهر (رفضاً للانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع بحق المواطنين). وتناسى الفلول – عن عمد وقصد – في حُمى حربهم المسعورة هذه، قتل المواطنين بالقصف الجوي والمدفعية الثقيلة في جنوب الخرطوم، وفي أم درمان، وفي بحري (شمبات)، وصرخات مواطني (كرري)، و(دردوق)، و(مخطط نبتة) السكني، الذين ظلوا يجأرون بالشكوى من انتهاكات تمارسها قوات الجيش ضدهم، من عمليات سرقة وسلب ونهب واغتصاب وقتل للمواطنين، ووجهوا نداء استغاثة لقيادة الجيش في المنطقة. لكنها نفت (وللغرابة) تبعية هذه القوات لها! ما جعل المواطنين في حيرة، والجيش يتخذ الانتهاكات منهجاً وأسلوب عمل، في مناطق سيطرته في امدرمان، والخرطوم بحري.

وفي بيان لها (الخميس) الموافق للثاني والعشرين من يونيو، نددت لجان مقاومة (دردوق) وحي (نبتة) بانتهاكات الجيش، والتي أسفرت عن تفشي حالة من الذعر بالمنطقة، بعد تزايد حالات القتل والنهب والسرقة من قبل قواته. لكن إعلام الفلول كان حينها يعد للتظاهر في (جُمعة الغضب)، ويفبرك من أجلها الفيديوهات لاقناع الناس بأن الانتهاكات هي ماركة مسجلة فقط باسم قوات الدعم السريع. ومضوا في جهود تسعير نار الحرب حد أن طالب أحدهم بضرب أسرى قوات الجيش عند الدعم السريع بالطيران، لكيلا يكون هناك ما تتم المساومة عليه مستقبلاً – بحسب قوله، ويا للهول- علما بأن عدد الأسري من الضباط تجاوزوا الألف ضابط!

وفي الاسبوع الماضي قتلت قوات الجيش المواطن الشاب (محمد المصطفى مجاهد)، وهو من سكان الحارة (18) الثورة رمياً بالرصاص، بعد محاولة فاشلة لسرقة سيارته، من قبل ثلاثة عناصر تنتمي للجيش. وبحسب البيان فقد قتلت قوات الجيش المواطن التجاني موسي (30 عاماً)، داخل منزله بحي (نبتة)، بعد ضربه برصاصتين في البطن. كما قتلت المواطن ( ايهاب عثمان) بمخطط (نبته) بدم بارد، أثناء عودته من السوق، وأصيبت فتاة برصاصة في الصدر. كما أطلقت قوات الجيش النار على مجموعة من الشباب أمام منازلهم بمخطط (نبته)، ما أدى لإصابة (سائق ركشة)، بإصابات بليغة، وتم نهب مقتنيات عدد من المواطنين في الشارع العام.

أما الاعتداءات علي سوق (دردوق)، فقد صارت متكررة وهي تروع المواطنيين، وتنهب ممتلكاتهم تحت تهديد السلاح، في مناطق سيطرة الجيش.
وأدانت اللجان التعدي علي البيوت والمواطنين بذريعة محاربة قوات الدعم السريع من قبل القوات المتمركزة حول المنطقة والتي لم تقتل – والحرب تدخل النصف الثاني من شهرها الثالث – سوى المواطنين من سكان هذه الأحياء السكنية.

ومع تكرار انتهاكات تلك القوات والعجز عن السيطرة عليها من قبل قيادتها، صارت عمليات السرقة والقتل ديدناً لها، فذاق المواطنيين المُر – بحسب البيان – من تلك القوات. الامر الذي دفعهم لتبليغ قيادة معسكر سلاح الاسلحة (الكدرو) بالأمر، لكنهم صُدموا بعد تلقي الرد بأنه (لا توجد قيادة لهذه القوات بالمعسكر)!

ينشغل الفلول بمحاولات إلباس الباطل ثوب الحق عن محنة المواطنين الواقعين تحت رحمة انتهاكات الجيش، ويلجأون للتعمية والتدليس، ويعتمدون الكذب وأنصاف الحقائق، بحثاً عن نصير في حربهم التي عز عليهم فيها النصير. يحاول الاخوان – عبثاً – التعزي بنصر زائف على حساب الحقيقة حتى بعد سقوط أكثر من عشرة آلاف قتيل، ولجوء مئات الآلاف، ونزوح أكثر من مليوني سوداني، ومحاصرة قوات الجيش في آخر معاقلها بالعاصمة. فيا ترى من يُسأل عن هذا الدم المسفوك؟!

‫6 تعليقات

  1. كويس المرة دي كتبت “علي احمد” بس يعني ما “محرري الراكوبه” زي المقال السابق. ملخص مقالك في الفقره دي:
    “وتمضي إلى إدانة انتهاكات – بعضها مشكوك في صحته – لا تتضمن القتل حتى في حالة ثبوت صحتها”.
    باختصار ، انو انتهاكات الدعم السريع في رأيك كلها افتراءات والدعم برئ برأه الحمل الوديع من كل جرم!!. مكابرة وكذب منك كانما الناس عبطاء!. الدعم قتل كميات من الابرياء ، الحاصل في الجنينه ده منو البكتل في الناس؟؟

  2. يوم الخميس دخلوا جنود من الجيش بعض المنازل في نبته بسبة البحث عن قوات للدعم السريع وقاموا بنهي وسرقة موبايلات وكل ماخف وزنه ومحاولة اغتصاب بعض للفتيات وخاصة الأخوة الجنوبين الخفاء بالبيوت حديثة الانشاء ويقولون لك أن هذه القوات تابعة لمالك عقار، غايتو البرهان وكباشي وياسر العطا وابراهيم جابر الله لاكسبهم قادة أخر زمن. اخيس قادة مروا علي للجيش السوداني.

  3. لا تجمّل كتاباتك ياهذا نحن عايزنك تواصل انت واسماعيل عبد الله في دلق عفن وفذارة دواخلكم وحقدكم على الشماليين وتواصلوا طراشكم هنا ليكون دليل عليكم فما تكسكسوا وراء خليكم على نفس مواقفكم بلا تزيين ولاتجميل ولا رتوش المواقف المائعة لم نعهدها عليكم خليكم واقفين قنقر كي للآخر ماتنفزروا هسه

  4. احييك علي اثارة هذا الموضوع الذي يكشف الانحطاط الاخلاقي للذين يريدون ان ينظر الناس الي جانب واحد من العملة وهو ما يتسبب بضياع الحق وافول شمس العدل ولا يرضي الله

  5. يا جماعة ما نتجاهل صرخات المواطن في تلك المناطق المنكوبة
    هذا الأمر كان يحدث قبل الحرب من قبل الشرطة وحملات مكافحة الجريمة وتسعة طويلة
    اشتكى سكان تلك المناطق من نهب جنود الشرطة لاموالهم وهواتفهم وتلفزيوناتهم
    وقد وثقت شبكة عاين لتلك الانتهاكات، اي جندي بدون ربط او حزم أثناء الحرب يمكن
    ان يتحول إلى قاطع طريق وقاتل للمدنيين بلا وازع أخلاقي، بل ومغتصب ،ويكفي سجل بعض
    جنود الغرب في حروب العراق وافغانستان وانتهاكات قوات الأمم المتحدة للمدنيين في مناطق النزاع

  6. كل الانتهاكات ضد المدنيين من اي طرف مرفوضة.. اللهم عليك بهم وبمن برر فعلتهم او دافع عنهم فإنهم لا يعجزونك.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..