
عندما طلب البرهان تنحية فولكر رفض الامين العام للامم المتحدة طلبه بايعاز اميركي حتى ان فولكر كان بوسعه ان يتنحى عن مهمته لكنه لم بفعل ذلك بايعاز ما ايضا ، اضافة الى ذلك وبشكل مفاجىء جمدت اميركا مسار جدة علما انها ومنذ بداية الحرب تعتبرها حربا بين جنرالين وهذا معناه انها لا تعترف بوجود سلطة شرعية في السودان ولا ننسى الانسحاب المبكر لطاقم سفارتها من الخرطوم فور اندلاع العارك مع ايعازها لباقي البعثات الدبلوماسية بالمغادرة . اضافة الى اصرارها على انتقال السلطة الى المدنيين وفق مبدأ حق يراد به باطل لانها لا تمارس اية ضغوط فعلية لتحقيق ذلك .
بالمقابل نلحظ صمت دولي مريب ازاء ما يجري من أحداث دامية في السودان خصوصا من تلك الدول التي سال لعابها وشاركت في نهب ذهب السودان اقصد بها امارة ود زايد وود راشد اضافة الى تمويل مشاريع اخرى ظاهرها استثماري لكن لها أهداف سياسية مبيتة ومنها مشروع ميناء ابي عمامة اضاقة الى تمويل ال دقلو . ولا يخفى على احد انه خلال الايام الاولى للحرب كان الحماس الاسرائيلي منقطع النظير لاطلاق مبادرة تجمع طرفي النزاع وبعد ذلك لاذت اسرائيل بالصمت سوى انها استقبلت احد اتباع حميدتي الذي اطلق مواقف لا تليق بادعائه انه ينتمي الى قبيلة عربية . هل في الامر صدفة ان يتشابه الى هذا الحد موقف الحلف الثلاثي الاميركي الاسرائيلي الامارتي اما ان في الامر مكيدة ؟ .
ومن جهة اخرى تطلق دول الجوار مبادرات خجولة يبدو انها مبادرات رفع عتب خصوصا من مصر التي لم يرف لها جفن لفركشة الاتفاق الاطاري باقامة رئيس مخابراتها في الخرطوم بشكل شبه دائم حتى حقق مبتغاه حتى تركيا تغيب عن شاشة الاتصالات رغم وعودها السابقة بضخ استثمارات بمليارات الدولارات وضمان ملايين الهكتارات من الاراضي الزراعية ولا عتب على الاتحاد الافريقي او جامعة الدول العربية على غيابهما باعتبارهما منظمات شكلية مخصية لا تقدم ولا تؤخر في مجرى الاحداث حتى ان شركة بيبسي كولا قد يكون لمبادرتها اهمية اذا ما اطلفتها اكثر من مبادرة جامعة الدول العربية في حال تعرض خط استيرادها للصمغ العربي للانقطاع. ولانجد تفسيرا للصمت العربي المخزي لكافة الدول العربية اتجاه ما يجري في السودان سوى حقارتها السياسية والانسانية .
اما الدينامكية السياسية الداخلية فيعبر عنها تقاطع المصالح بين حميدتي بدعمه السريع واخونجية السودان بجيشهم جيش البرهان اذ برغب الطرفان الحفاظ على الدولة العميقة التي ينوها معا لانها تضم لهمااستمرار نهبهما لخيرات السودان ولا خيار لهما غير استمرار الحرب لان اي حل لن يكون في مصلحتهما . وهما بتشاركان في سيناريو الحفاظ على الوضع الراهن اي حرب دون حسم لكن في نهاية المطاف سوف يختل التوازن الحالي نتبجة دخول اطراف اخرى الى هذه الحرب ويصبح الطريف الى تفكك الدولة السودانية معبدا ومفروشا برياحين الصراعات الاثنية -القبلية- الارهابية وليس من قبيل اليأس نقول ان السودان ذهب مع الريح والعودة الى سودان ما قبل 15 نيسان ابريل اضحى حلما بعيد المنال.
الكل شارك في الوصول لهذه المرحلة بل لا يزال الكل متمسك بشعاراته دون أي تنازلات فلماذا نبكي على وطن لم نحميه مثل الرجال.
جهه واحده فقط معروفه للقاصى والدانى والاعمى والاصم هى التى اوصلت السودان لهذه المرحله انهم حزب اراذل القوم فى حلف الشيطان الذى جمع بين عسكر اللجنه الامنيه ومصاصي الدماء من شاكله على كرتى واسامه عبد الله وصلاح قوش ولفيف اخر من الخنازير الانجاس. أما اطلاق التصريحات العرجاء التى ترمى الى اقحام قحت كطرف فى هذه الحرب وغيرها من التصريحات التى تلمح الى نظريه المؤمراه فجميعها عباره عن تدليس وذر الرماد فى العيون الهدف منها التغبيش والتعميه وكان يمكن لهذه التصريحات الخرقاء أن تأتى بؤكلها لولا أن الأمر اصبح مكشوفا من خلال تصريحات تيوس الكيزان الواضحه وندائتهم المتكرره لكتائب الموت (البراء بن مالك) بالانضمام علنا والمشاركه فى حربهم التى أشعلوها وهم يعلمون علم اليقين أنها آخر ورقه لعب يرمون بها فى سبيل العوده للحكم ولكن هيهات فالموت وباطن الارض افضل من سطحها اذا كان الكيزان الانجاس هم من يتحكمون فى هذا السطح.
ود عطبرة تحليل ممتاز. جربنا الموت والإنقاذ بتتضرع في البلاد بكيزانها الخصية وتوابعها من اصحاب البدع والمثلية و الهندوسية (ناس ابوي الشيخ الحرامية) والشيخ التفاف المتكلس. حكومة الكيزان ورتنا العجب والنجوم في عز الضحى ثم تهالكت ورميت في البالوعات بفضل الثورة المجيدة. وهناك من يحاول انعاشها لتعود ولكن هيهات كيف لنا وقلنا الموت ولا الكيزان. اتو بكرتتهم المعتتة النجسة وبكل معرصيهم. ضحكوا على الخلق بإسم الدين والعروبة والجهاد والجنة ورياحها ظلموا نهبوا قتلوا ثم سقطوا ولكن لم يتم الدوس عمليا ساعتها. بقية الكيزان في طريقها إلى الفناء إن شاء الله كما هو واضح لما يجري الآن. اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين.
لقد أصبح من الضروري صياغة علاقاتنا وفقا لمصالح السودان الحيوية بإحداث ثورة دبلوماسية حقيقية في علاقاتنا الخارجية لا من حيث الطواقم والاشخاص فقط بل من حيث صياغة مشروع وطني شامل يهدف الى توسيع آفاق التفكير الاستراتيجي الذكي في سياساتنا الخارجية وفي علاقاتنا الدولية على مبدأ السودان اولاً .السودان اولاً. والسودان اولاً