مقالات سياسية

لا للحرب و بهداوة (2)

الكمالي كمال

اشرنا في المداخلة السابقة انه قحت وقعت في فخ التخوين .. قحت المركزي عندما اندلعت الحرب لم تخرج ببيان مشترك و اعلنت انسحابها من الاتفاق الاطاري و هنا نلاحظ عيوب التحالفات الحزبية ! بل انه المهندس الدقير اكد انه كان في اتصال هاتفي مع البرهان و اكد له الاخير التزامهم بالعملية السياسية ( البرهان الذي رفض التوقيع على الاتفاق الاطاري ! ) و خرج العم برمة ناصر في اتصال هاتفي مع قناة العربية افصح فيه عن رؤيتهم و لكن خلاصة حديثه انه في حال فشلت جهودهم بمعني التوسط ( لن توقف الحرب الا ببندقية اقوي منها ) و عولت قحت كثيرا على جهود القوى الاقليمية و الدولية في ايقاف الحرب و التي كانت آخرها موقف السلم و الامن الافريقي ( يطالب !! ) بخرطوم منزوعة السلاح .

وقوع الحرب يعني جدلا واقع جديد سوف تفرزه هذه الحرب بلا ادني شك و انسحابك من الاتفاق الاطاري يعني انك على استعداد لما بعد الحرب كخصم سياسي قوي و ممثل شرعي للقوى الثورية و لما بعد الحرب سيناريوهات محدودة .. انتصار الجيش – انتصار مليشيا الدعم – اتفاق سلام ينهي هذه الحرب .
و لنبحث في كل من هذه السيناريوهات و مستقبل قحت المركزي

مصير قحت في حال انتصر الجيش و بمواقفها و تصريحات منسوبيها اثناء الحرب يعني انها امام فتاوي عبدالحي يوسف الذي افتي في قطع دابر هولاء ( القوم ) الذين تمردوا على النفاق و الكذب و هذا اسوأ السيناريوهات التي تنتظر قحت الفاقده للسند الشعبي الكبير .

في حال انتصرت مليشيا الدعم على الجيش يعني دخول البلد في دوامة الفوضى الخلاقة و هذا سيناريو لا يمكن التكهن بتفاصيل يومياته و مستقبل السودان كدولة عضو في الامم المتحدة ملتزمة بكل الاتفاقيات الدولية .

اتفاق سلام ينهي الحرب و هذا السيناريو الذي تسعي اليه قحت المركزي و يعني جدلا اننا امام اتفاق ثنائي اصطحب معه قضية دارفور التي عادت الي الواجهة اثناء الحرب و سوف نكون امام فترة انتقالية اللاعبين الاساسيين فيها هم حركات الكفاح المسلح الدارفورية و الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو و الجيش الذي يقوده الكيزان و بذلك تواصل قحت دورها كوسيط و خصم سياسي غير معترف به و لا معترف له بأي دور اثناء الحرب او بعدها ينتظر ما يتمخض عنه اي اخفاق في ادارة الملف الاقتصادي و ملف حقوق الانسان و الانتخابات المخجوجة التي سوف يتلاعب بها الكيزان لكسب الوقت و لارضاء ما يسمي المجتمع الدولي و المهموم بقضية الديمقراطية و الحكم المدني في السودان .

وقعت قحت في الفخ و لم تدرك انه فخ نصب اليها بعناية كخصم سياسي يُراد التخلص منه . كان الاجدر لقحت المركزي ان تعلن انسحابها من الاتفاق الاطاري و تعلن في بيان مشترك انها تفرق بين الشرفاء في القوات المسلحة امثال ( حامد الجامد ) و الذين كان لهم الفضل في نجاح ثورة ديسمبر و بين اعوان النظام البائد ( الكيزان ) الذين لهم مصلحة في اشعال هذه الحرب اللعينة و العبثية لتصفية الثورة و بذلك تعلن موقفها الداعم للقوات المسلحة و وقوفها مع المواطن الذي انتهكت كرامته و تنسق مع تنسيقيات الثورة في الاقاليم للخروج في مظاهرات منددة بالحرب و داعمة للقوات المسلحة في نفس الوقت لتتصالح مع المواطن و لتحافظ على ريادتها في استمرار الحراك الثوري بعد الحرب و لقطع الطريق على اعداء الثورة .
( الجيش للثكنات و الجنجويد ينحل ) .

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..