
هل تعلمون لماذا نقف نحن ضد هذه الحرب العبثية ونرفع شعار لا للحرب؟ .
هل تعلمون لماذا نناضل من أجل السلام والحكم المدني؟ .
مهما حاول الناس ان يصوروا لك هذه الحرب ويخدعوك باسباب كثيرة ومتعددة ، الا ان الحقيقة الواضحة والصريحة انها حرب سلطة (سين لام طاء تاء).
عبر التاريخ ما جرد سيف واطلقت رصاصة في كل بقاع العالم اكثر مما جرد في الصراع على السلطة.
لذلك علم الناس في مشارق الارض ومغاربها ان القتال حول السلطة هو أكبر سبب لقتل الناس وتدمير البلاد وتشريد الامم واضعافها ، لذلك بحثول في طريقة لايقاف هذا القتل المجنون ، فاهتدوا إلى ان الوصول الى السلطة يجب ان يتم بطريقة سلمية متفق عليها، وهي الحكم المدني الانتخابي.
منذ ان اكتشف الناس الحكم المدني الذي يستخدم الانتخابات وسيلة سلمية لوصول الرؤساء لكرسي الحكم ولتبادل السلطة سلميا بينهم، قل بشكل كبير جدا عدد الناس الذين يموتون عبثا في حروب سياسية من أجل الحكم، يمكنك أن ترى ان امريكا لم تحدث فيها حرب حول السلطة منذ عام ١٧٨٩م العام الذي اعتمدوا فيه التبادل السلمي للسلطة عبر الانتخابات والان لهم ٢٣٤ سنة في تبادل سلمي للسلطة لذلك صاروا أعظم دولة في العالم، كذلك كل دول اوربا المدنية تتبادل السلطة سلميا لقرابة المئة عام بلا حرب داخلية حول السلطة، لذلك هي دول قوية ومستقرة.
لم يعد الناس يموتون في حروب السلطة الا في البلدان المتخلفة التي لم تصل عقول شعوبها بعد إلى الإيمان الراسخ بالحكم المدني والتبادل السلمي للسلطة.
منذ الاستقلال حتى اليوم فقدنا في الحروب اكثر من ثلاثة ملايين سوداني قتلوا برصاص الحروب العبثية، وسنظل في حروب وقتل مستمر ما لم نتفق كسودانيين على ان لا مجال لعسكري ولا مليشيا ولا حزب ولا قبيلة ولا جماعة دينية ان تعتلي كرسي الحكم بالسلاح والحرب وانما فقط بالانتخابات الحرة النزيهة.
فلنوقف الان هذه الحرب باتفاق سياسي يضم جميع السودانيين يقر هذا المفهوم، مفهوم التبادل السلمي للسلطة، فهذه فرصتنا التاريخية لإغلاق باب الموت في حروب السلطة بالضبة والمفتاح والمحافظة على الوطن والامة ، أو ان واصلنا قتالا عبثيا في حروب السلطة فان هذا السودان لن تقم له قائمة ابدا.
هذه الجملة المضيئة في مقالك المستنير يا استاذ يوسف السندي:
“نتفق كسودانيين على ان لا مجال لعسكري ولا مليشيا ولا حزب ولا قبيلة ولا جماعة دينية ان تعتلي كرسي الحكم بالسلاح والحرب وانما فقط بالانتخابات الحرة النزيهة.”
تكتب بماء الذهب وتعلق علي استار المبني الاصلي القديم للبرلمان … صدقت واجزت !!
يا ريت لو كان عندنا أحزاب سياسية تفهم كلامك ده لكن مشكلتنا ان العسكر يدمروا البلد بالسلاح وأهل السياسة يدمروا البلد بالاختلاف والمحاصصات والجدال العقيم فلا فرق.. ربما هذه الحرب تصحى الشعب ولا يقف متفرجا على الأحداث ليخرج في ثورة يوم واحد كل عقدين ثلاثة وبعدها يترك الأمر لصاحب النصيب الجديد. ويدفع الثمن غاليا بعد ذلك.