أخبار السودان

بعد تزايد قتلى مليشياتها.. هل تواصل الحركة الإسلامية حربها؟

(تقرير- علي أحمد)

بعد ثمانين يوماً من اندلاع الحرب في البلاد، تتزايد أعداد القتلى في صفوف مليشيات (الحركة الإسلامية)، وخاصة مليشيا (البراء بن مالك). ما يدعم حديث قائد قوات الدعم السريع في أواخر أبريل الماضي، عن أن قواته تقاتل فلول النظام البائد، وتنظيم الحركة الإسلامية في الجيش وخارجه بزعامة رئيسها (علي كرتي)، الذي تلاحقه جرائم فساد كشفتها لجنة تفكيك تمكين نظام الثلاثين من يونيو في أعقاب ثورة ديسمبر.
ونتيجة للهزائم المُتلاحقة التي مني بها الجيش وهو يقاتل تحت راية (الفلول)، اضطرت الحركة الاسلامية للتخلي عن (فقه ادخار القوة)، وعن حرب الجيش بالوكالة، وأعلنت نفسها كطرف أصيل في المعارك التي تدور حالياً. وأعاد البرهان تقنين هذه المليشيا بعد إعلانه تأسيس ( النفرة الشعبية). وهي اسم آخر لمليشيات الدفاع الشعبي المحلول وكتائب المجاهدين، ابتدعه الفلول بعد فشل الدعوة للجهاد، ورفض السودانيون أن يكونوا أداة في عودة الفلول (الدامية) للسُلطة.

تكرار انقلاب الثلاثين من يونيو:

أراد فلول النظام البائد في الجيش تنفيذ انقلابهم في الخامس عشر من أبريل، بذات المنهج الذي سلكوه في انقلاب الإنقاذ البائدة 1989. فأخفوا نواياهم عن المئات من الضباط الشرفاء، الذين لا يزالون في الخدمة، ولا يزال منهم من يشاركون في حرب لا ناقة لهم بها ولا جمل، وقد أدركوا ان هذه الحرب ليست حرب الجيش كمؤسسة، ولا تمت له بصلة، لكن الحركة الإسلامية) حرصت على نفي أي صلة لها بالحرب، حتى كان حديث (أحمد هارون) الداعم للجيش بعد تهريبه من السجن، وتسميته الحرب الدائرة بحرب (الكرامة)، وهو الاسم السائر حتى الآن، ما فجر كثيراً من الشكوك، وأصبح الناس أقرب إلى اليقين في ما يتعلق بـ(من أشعل الحرب الحالية)، ومن (يديرها). وعلى الرغم من نفي البرهان تحالفه مع الاسلاميين في الجيش بعبارته الشهيرة (وينم الكيزان؟)، فقد تتالت الشواهد والإشارات على عكس ذلك. ابتداءً من النشاط المكثف للفلول على وسائط التواصل، والذي يعتمد التضليل والأكاذيب. وليس انتهاءً بتعيين كوز كبير ( دفع الله الحاج علي) كمبعوث شخصي لقائد الجيش، وتشكيل وفد الجيش المفاوض في جدة من عناصر (إخوانية)، رشح أنها تتسول الأموال حالياً في السعودية، بعد توقف مفاوضات جدة. وهذا هو سلوك رموز النظام البائد من الإسلاميين، والذي خبره السودانيون لعقود ثلاث.

ظهور خجول:

وفي مرحلة لاحقة ظهرت منشورات تنعي قتلى (الحركة الإسلامية) في المعارك، وبدفوعات منها حق (الفلول) في الدفاع عن الوطن. لكن حتى ذلك الوقت كانت غرفـ(هم) الإعلامية، تنفي إشعالهم لهذه الحرب، كما تنفي الهدف الأساسي منها، وهو العودة للسلطة عبر فوهة البندقية. وظهرت عبارات (المُر) و(الأمر)! من قبل مثقفين معروفين، يُبررون بها مساندتهم للكيزان باعتبار أن (الدعم السريع)، هو (الأمر) في هذه المعادلة. لكن لم تستمر هذه المرحلة كثيرا ربما لأن (حبل الكذب قصير)، فضلاً عن توالي القرائن والدلائل التي تؤكد عكس ما يقوله الاسلاميين. ومع تصاعد حدة القتال – الذي ظنوه لا يستغرق سوى ساعات – اضطرت (الحركة الإسلامية) للظهور العلني فدعت للجهاد بادئ الأمر، قبل أن تعود لتنفي دعوتها هذه، بعد أن انتشرت على وسائط التواصل الاجتماعي وذكرت الناس بماضي الكيزان الأسود وحجم جرائمهم الهائل في حق السودانيين. فاعتمدت بعد ذلك على النعي (العلني) لمنسوبيها في معارك الخرطوم، وتركت الخيار للناس إما مساندة الجيش الذي يسيطر عليه فلول النظام البائد، أو الدمغ بالخيانة ومواجهة تنكيل استخبارات الجيش المسيس. وروجوا لفكرة أنه (إذا انتصر “الفلول”، فيُمكن القيام بثورة ثانية لاقتلاعهم! على عكس “الدعم السريع” الذي “لا نعلم عنه شيئاً”)! وكأن اقتلاع الكيزان من سُلطة حصلوا عليها بقوة السلاح (نُزهة)، أو جلسة أسمار.

تزايد أعداد قتلى مليشيا (البراء بن مالك):

ونعت مليشيا (البراء بن مالك) أمس الأربعاء، الإرهابي (حسين جمال)، الذي قُتل أثناء المعارك، ووصفته بأنه (عرفته ساحات الجهاد والجامعات). كما نعت الثلاثاء الماضي، الإرهابي المتطرف (عمار عبد القادر)، المُلقب بأمير الدبابين – بحسب صفحة حزب المؤتمر الوطني المحلول على الفيسبوك – ووصفته بأنه (من قدامى المُحاربين)، شارك في الحرب الأهلية في جنوب السودان)، وهو من أبناء مدينة “ود مدني”. عمل في زمن التمكين الكيزاني بوزارة الطاقة، وكان يتلقى العلاج بالهند، قبل عودته عبر مطار بورتسودان للمشاركة في المعارك. ليُقتل في معارك (الاحتياطي المركزي) بأُمدرمان.

وفي وقت سابق هذا الاسبوع نعت الحركة الإسلامية أعداد كبير من قيادات (المجاهدين) التابعين للكتيبة الجهادية ، مثل القيادي: (علي شيخ العرب). كما تم نعي القيادي (محمد عبدالله الطيب)، المُنتسب بدوره لكتيبة (البراء بن مالك). وقُتل من قيادات مليشيات الحركة الإسلامية خلال الشهر الماضي (عمر أبو كلام، بابكر أبو حجيل، عمر قاسم، أيمن عمر، محمد الفضل عبد الواحد، حسن محمود الشهير بـ”أربكان”، احمد فتح الرحمن “جاموس”، محمد عبدالله، صهيب مجدي، ادريس عبدالله، يحي، حسن جابر، عمر العجب، ومحمد عثمان الشاعر).

كما كان من اللافت نعي رئيس الحركة الإسلامية (علي كرتي) العلني، لنائب امين امانتها للفكر والتأصيل (محمد الفضل عبدالواحد عثمان) في السادس عشر من يونيو الماضي. وسبق للفضل أن قاتل في صفوف داعش.

ويمضي الفلول في نهايات الشهر الثالث للحرب في محاولة اتخاذ المواطنين كدروع بشرية، من خلال الدعوة للاستنفار والجهاد، وصناعة الفتن القبلية. بينما تتزايد هزائمهم العسكرية كل يوم، في علاقة طردية مع ارتباكهم الذي يجعلهم يقعون في أخطاء قاتلة، مرة بعد مرة.
إنه الفشل في أوضح تجلياته، يُظلل حرب الفلول الخاسرة.

 

‫9 تعليقات

  1. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يضرب الظالمين بالظالمين وان يدمّر بنيان وأركان وتخطيط الظالمين بالظالمين وأن يخرجنا وبلادنا وشعبها من بينهم سالمين

  2. هي الحارقة هي الساحقة الماحقة علي الكيزان هذا هو الكنس الرباني للكيزان علي جرائمهم ضد الوطن و الشعب السوداني

    اللهم لا تبقي منهم احد اللهم اجعل تدميرهم في تدبيرهم

  3. إن شاء الله ما يفضل فيهم فراك النار كل بلاوى السودان من الكيزان العواليق المخنثين.

  4. السلام عليكم
    عندما يفكر الانسان بعقله بعيداً عن خيالات الاعلام ومعابشةً للواقع المرير الذي تركه بني كوز يجد نفسه منحازاً لنداء لا للحرب وبعمل علي ارسال صوته عبر وسائل الاعلام المتنوعة ويسعي لتحقيق الاهداف السامية والنبيلة .
    كلنا نعرف العبارة :( لا يلدغ المرء من الجحر مرتين ) لذلك لا يمكن ان ننساق وراء بني كوز وعباراتهم التي يخدعون بها الشعب (جهاد وكرامة و… )
    لا للحرب
    لا الدمار
    لا للفلول
    لا لعودة بني كوز

  5. كان للجنجا فرصه وحيدة للسيطرة علي السودان وفرض الامر الواقع فى بداية المعركة ولكن انتهت هذة الفرصه واصبح من ضروب المستحيل ان يعود الجنجا مرة اخري للوجود وسوف يصبح الجنجا قصه من قصص الحبوبات عن الطمع الذى ودر ماجمع.
    بن زايد عامل فيها مستثمر شاطر يستثمر فى اي مشروع حتي لو كان هناك قتل وتشريد وجرائم. فشل هذا الاستثمار فى السودان ربما يؤدي الي عواقب وخيمه علي دوله الامارات سوف نري نتائجها قريبا جدا.

    الطمع ودر ما جمع

  6. في اواخر التسعينيات ايام الطلس الكيزانى الجد جد كان بلطجية اعلام الكيزان (تربية اسحق غزالة مؤلف برنامج الموت الاسمو ساحات الفداء) كان فكوا اشاعة كبيرة خلاص الاشاعة دى سرت سريان النار في الهشيم زى مابيقولوا، المهم الاشاعة كان ايام حرب الجنوب وكان بتقول انو (كل الجنوب اتحرر ومافضل الا مدينة كاجو كاجي بس) وهنا قام الرجرجة والدهماء والغوغايين والدلاهات من الشعب صدقوا الوهمة دى وفرحوا شديد خلاص وهاك يا تنظير البيقول مايودوا الجيش الفي كل السودان ويرموا بيهو في كاجوكاجي والبيقول انحنا ذاتنا ماشين مع ناس الجيش عشان نحرر كاجوكاجي والبقول جيبوا الجيش من بورتسودان وعطبرة وشندى ودارفور ومن وين ماعارف وطلعوا معاه اى زول بيقدر يشيل السلاح ونمشي كوووووووولنا نحرر كاجوكاجي ههههههههههه والجماعة وقعوا هبد وظرب وتنظير شديد خلاص والناس في كل مكان بقي ماعندها الا موضوع تحرير مدينة كاجوكاجي دى،
    بعد شوية تجي مشاكوس فتذهب السكرة وتاتى الفكرة ويتضح ان الجيش كان مهزوم ومدحور في الجنوب والموضوع كلو طلع طلس في طلس واشاعة ساي والجماعة حطب المشروع ماتوا فطائس ساهي. هسي بالله الكوز لو مازول وهم ومغفل يعني تمشي تقتل ليك كم جنوبي في ارضو هناك وتحرق كم قطية وتقول دا عمل عاوز تخش الجنة ههههههههههه
    الكيزان ديل جنو ولا شنو!!!! والله دى الا جنة الهالك الترابي.

    يا اخي دا حتى في التسعينيات التعيسة الكيزان باصات التاتا الهندية قالوا عليها انها (باصات سياحية) ومطاعم العدس والقراصة والجقاجق بقت المطاعم السياحية
    والدلاهات صدقوا.

    محن محن محن والله محن

    هنا في سؤال بيطرح نفسو:
    كل الجيوش في العالم بتجيب جثث الجنود الماتو في الحرب راجعة عشان تدفن في ارض الوطن الا جثث فطائس المشروع الحماري ولانهم رخيصين جثثهم ماجابوها ومافي زول اشتغل بيهم والكوز الهلك في الجنوب حتى اهلوا ماطالبوا بجثته عشان يدفنوها في بلدوا خاصة بعد استقلال الجنوب ومافي زول طلع قال نجيب جثث الناس الماتوا في حرب الجنوب العبثية وندفنا في الشمال.
    الواحد يقول ليك ماشي الجنوب عشان اجاهد عشان امشي الجنة ودا بعد يكون كتل ليهو كم جنوبي مسكين وخرب ارضو وحرق قطيتو والواحد من رخصتو حتى جنازتو اهلو ماسالوا منها واكتفوا بشوالات السكر والفحم والزيت والبصل وقبضوا المال واكلوه بنفس راضية.
    هاك الجنة دى
    الواحد عاوز يخش الجنة بالاونطة.

    محن والله محن

  7. إذا كان الكيزان بيقاتلوا في صف الجيش هذا شيء يشكروا عليه.. انتو عايزنهم يقاتلوا في صف الجنجويد ولا شنو.. الله لا كسبكم.

    1. وعاد الكوز المطرقع جليطة لنشر الاشاعات والتطليس علي الشعب وممارسة الدعارة الكيزانية المعهودة
      تبا لك من كوز جليطة
      يا جليطة
      كوز وجليطة اوسخ من كدا مفيش

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..