مقالات سياسية

هبل (البرهان) وشطط أذرعه الدبلوماسية!

علي أحمد

ليس ثمة دليلاً على ما ظللنا نردده – حد الملل- من أن قيادة الجيش مختطفة من قبل النظام البائد وأن الكيزان هم من أشعل الحرب، أكثر من هذا العداء المفرط الصادر عنها تجاه المحيط الدولي والإقليمي. هذا العداء كما يعلم الجميع عادة (كيزانية) قديمة ومقيمة لم يتمكنوا من التخلص منها، والطبع يغلب التطبع !

الشاهد أن قيادة الجيش أوفدت ممثلين لها إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث استضافت، اليوم الاثنين، قمة (رباعية) الهيئة الحكومية الدولية للتنمية (إيغاد) التي تترأس كينيا دورتها الحالية، وذلك للتداول والحوار من اجل إيجاد حل للأزمة السودانية؛ لكن الوفد (الكيزاني) الذي ابتعثته قيادة الجيش فاجأ العالم كله – كعادته – بمقاطعة الاجتماع بحجة أن (إيغاد) لم تستجب لطلب الجيش السوداني بتغيير رئاسة كينيا للرباعية ! وهذا طلب منافٍ ومخالف لكافة الأعراف الدبلوماسية وللتقاليد الإدارية المتبعة في المنظمات الدولية والإقليمية، إذ أنه غير مسموح وفقاً لهذه الأعراف أن تفرض دولة ما إرادتها على هذه المنظومات، وأن ذلك يعتبر خروجاً عن القِيّم المُتعارف عليها، وشططاً دبلوماسياً غير مسبوق.

هذا الشطط، تمثّل في اعتبار “فولكر بيرتس” المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان ورئيس بعثة (يونتامس) شخصاً غير مرغوب به، ومطالبة البرهان للأمين العام للأمم المتحدة باستبداله، ثم تصاعد في حالات رفض مماثلة لكل ما من شأنه وقف نزيف الحرب والحيلولة دون انزلاق السودان إلى حرب أهلية شاملة، كما حذرت من ذلك جهات اعتبارية عديدة أبرزها الأمم المتحدة.

ويبدو أن الحفنة (الكيزانية) المهيمنة على قيادة الجيش والتي نجحت في مصادرة قراراه وسلبته إرادته، تعمل مُجدداً على استعادة مواقفها العدائية الذائعة تجاه دول العالم كله، بما في ذلك دول الجوار – عدا مصر – والتي حتمًا ستنال نصيبها من العداء يومًا ما، وان اعتبرتهم الآن اخوان مسلمين (كيوت)!

هذا العداء ضد الجميع دونما استثناء، هو الدافع الأساسي للبيان الصادر عن الخارجية الأمريكية بالتزامن مع (اضراب) وفد قيادة الجيش عن حضور اجتماعات أديس أبابا، إذ دعت طرفي الصراع في السودان إلى انهاء الحرب والعودة إلى الثكنات، وأنه لا حل عسكري للصراع، ما يعني أنّ هناك إرادة دولية وإقليمية متنامية وقوية على ضرورة وقف القتال في السودان ومنع تحوله إلى حرب أهلية شاملة، وهذا ما سيمثل عبئاً إضافياً وضغطاً دبلوماسياً على قيادة الجيش المختطف الرافضة دوماً لأية حلول سلمية تفضي إلى أن تضع الحرب أوزارها.

من جهة أخرى فإن الناظر إلى البيان الختامي الصادر عن رباعية “إيغاد” بشأن الأزمة، وتأكيده أن الوساطة تهدف إلى دعم مسار وقف إطلاق النار والوصول إلى حل سياسي، وأنها ستشرع فوراً بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي في حشد جهود جميع الأطراف المعنية من أجل ابتدار عملية تواصل بهدف تحقيق ذلك، وإعرابه عن اسفه لغياب الجيش السوداني، يرى بوضوح بأن الرباعية مدعومة بإرادة سياسية دولية وإقليمية للمضي قدماً في حل الأزمة السودانية، وأن رئاسة كينيا من عدمها تظل مسألة رمزية وأن هذا التشدُّد إزائها ليس صادراً عن قيادة الجيش بالأصالة وإنما عن كفيلها ومتعهدها السياسي والإعلامي والدبلوماسي (حزب المؤتمر الوطني) البائد!

المتعهد الكيزاني لقيادة الجيش، يمضي بسرعة البرق نحو تحقيق مكاسب دبلوماسية وسياسية لصالح قوات الدعم السريع، حتى ليخيل إلى المراقب أن (علي الصادق) خادم دبلوماسي مطيع في بلاط الدعم السريع، فكلما جاء الرجل بأمرٍ ما مهد الأرض وسوّاها لإنجاح العمل الدبلوماسي لقوات الدعم السريع، الأمر الذي جعل مواقف دول كثيرة تجاه قوات الدعم السريع تصبح أكثر مرونة وواقعية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن العديد من المنابر الدبلوماسية الدولية فتحت منصاتها على مصراعيها للاستماع إلى وجهة نظر الدعم السريع وأخذها في الاعتبار، خاصة فيما يتعلق بتمسك قيادتها بالتحول المدني الديمقراطي ودعمه، وفي إبداء رغبتها بالحوار والحل السلمي وقبولها لجميع المبادرات المطروحة، هذا رغم تقدمها الميداني في القتال، وعجز الجيش عن هزيمتها ليس في 3 أيام كما ادّعى بداية الحرب، بل في ثلاثة أشهر؛ ذاهبة إلى أربعة ولربما أكثر من ذلك.

إن الشطط الدبلوماسي واستعداء كافة دول الجوار والمجتمعين الدولي والإقليمي، والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وإيغاد، يكشف بوضوح تام عن الذهنية “الكيزانية” المريضة التي تدير هذا الملف الحسّاس، كما يكشف عن هيمنة النظام البائد على قادة الجيش والعمل على توريطهم مع الجميع، كما تم توريطهم في الحرب الراهنة ، والأهم يجيب عن سؤال من أشعل الحرب؟ ولماذا؟؟.

‫7 تعليقات

  1. جاء في االانباء ومن عدة مصادر متواترة كما يقول اهل التدقيق والتوثيق الصحفي ان احد قادة الاسلامين قال:
    “قحت و وجدي صالح كانوا بردا وسلاما علينا مقارنة بما يحدث لنا الآن وما سيحدث ..”
    أقول لهذا الغافل ولمن هم في مقامه .. عندي ليكم بشارة يا كيزان كرتي !!
    الغريق قدام !!
    يا جماعة لحدي هسه دي بس المناظر … الفليم لسة ما ابتدي !!
    معركة الموجة التانية من الهجوم الجنجويدي الضخم يتم الاعداد لها بصمت وتكتم في عواصم بعيدة والموضوع داخلين فيها باسهم ذهبية كل من دولة الامارات وفرنسا بإيماءات مباركة تحريضية امريكية !!
    والهدف هو وضع كافة الجهات المعصلجة والمتعنتة امام الامر الواقع !! باستخدام زرقينة موجة هجومية كاسحة وصادمة تغير كامل لحقائق الاوضاع فى ارض الواقع ؟؟!!
    الا هل بلغت اللهم فاشهد !!
    علي حد قول يانكي متابع لــ”الامور”:
    Boy oh boy sick of it all !!. time to get rolling, we had enough of this

  2. لكن إذا كان الشعب ساكت والسكوت علامة الرضاء يبقى المجتمع الدولي يعمل شنو غير النبح.. قلنا مرارا وتكرارا أخذا رأي الشعب بالداخل مهم قبل فرض اي شيء من الخارج..انتو القاليكم قاتلوا بدون حاضنة سياسية عندها قاعدة شعبية منو.. خموا وصروا.

    1. علامة الرضي يا ميمي !! يا ها دي ذاتا “والله مش كده يا وداد ؟؟” ومن شابه مخلوعه فما ظلم !!
      يا كيزان كرتي اركزوا !!
      Mohd الخايس تالتن الفي الدلكة مخالتن !!
      ولم يبق في جعبتكم يا مراكيب الحركة الاسلامية السودانية الا ثلاث:
      – ندي الشريف مبسوط او ندي محمد عثمان المشهورة بـ “ندي القالعة” …
      – داليا الفحل الياس ..
      – عاشة عبد الماجد “الماجدي” ..!!

    2. تقصد شعب ديل من هم الشعب شعب الخرطوم ولا الشعب السوداني أكان الشعب السوداني لا للحرب العسكر للثكنات والكيزان ودولة ٥٦ برا تاني مافي سواقه بالخلا يا حمار أنت Mohd

  3. بوق قتلة الجنجويد الاعلامي يواصل ردمنا ببروبغاندا مرتزقة الجنجا.

  4. المدعو Mohd إنت كوز واطى ونتن، عليك اللعنة أنت وكيزانك الي يوم الدين. قال الشعب السوداني راضى قال وقسما يا كيزان مش تعمل حرب تانى السودان ما تحكموه يا كلاب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..