البيان الختامي لقمة دول جوار السودان لم يخرج عن التوقعات
عثمان فضل الله
في تقديري البيان الختامي لقمة دول جوار السودان لم يخرج عن التوقعات .. على اعتبار أن الدول التي اجتمعت في القاهرة اليوم هي أكثر الدول تأثرا بالاوضاع في السودان وكلها اذا استثنينا مصر وارتريا تعاني هشاشة أمنية بالغة واي نزاع مسلح في بلد ذي تداخلات اثنية مع خمسة منها على الاقل بإمكانه أن يحيل هشاشتها الي هشيم.
فلا يتوقع من تلك الدول أن تدعم الحسم العسكري الذي له ارتدادات سيئة لاتخفى على حصيف أكثرها سوءًا هي الحرب الأهلية والتي بدأت مؤشراتها في التشكل وقلاها نشوب نزاع دام في دارفور.
لذا دعا البيان الختامي (أطراف النزاع) الي إنهاء الحرب بطرائق سلمية .. وتحدث عن الانتهاكات في حق المدنيين دونما تحميل طرف المسؤولية، وهذه نقطة يجب التوقف عندها لان تفسيراتها معقدة.
وأشار البيان الي تكامل جهود دول الجوار الأفريقي مع الجهود المبذولة بمافيها ايقاد والاتحاد الأفريقي وحددهما بالاسم رغم ان تلك الجهود مشيطنة تماما من احد طرفي الحرب.
وبالنظر الي موقف دول الجوار باعتباره هو آخر منبر ستطرح فيه القضية السودانية والحجر الاخير في بركة انهائها نجد ان العالم متفق على توصيف هذه الازمة باعتبارها حرب بين طرفين ورافض تماما التوصيف الذي تطالب به الخرطوم القائم على ان طرف متمرد على الشرعية .. ومجمع كذلك على توصيف الحرب بانها نزاع داخلي يجب وقفه .
ولعل مافاق التوقعات هو أن البيان غفل او تغافل عن ايراد اي إشارة الي(حكومةسودانية) وهي النقطة التي تؤخذ على الجهود السابقة (جدة، ايقاد) ممايعني أن آلية دول الجوار انطلقت من ذات نقطة حصر اطراف النزاع في (الجيش والدعم السريع) وبالتالي لايحق لوزارة الخارجية او غيرها من المؤسسات المدنية أن تعتبر نفسها طرفا في المشاورات حول مستقبل العملية السياسية الهادفة لانهاء الحرب وما يعضد هذه الفرضية هي عدم الإشارة الي حضور وفد السودان برئاسة مالك عقار .. ومن خلال ملاحظتي لم اشاهده في الجلسة الافتتاحية ولاعلم عندي أن كان شارك في الجلسة المغلقة ام لا ولكن خلو البيان من الإشارة اليه رغم تسجيله لكل الحضور تكشف بوضوح انه اذا حضر فإن الحضور ذاك اعتبر حضورا غير رسمي.
تبقى الاشارة الي أن أخطر نقطة وردت في البيان والتي ستظل محل نظر عندي حتى أجد لها تفسيرا هي دعوة البيان الي ضرورة إدخال المساعدات عبر دول الجوار والناظر الي الرقعة الملتهبة في السودان يجدها انها ليست عائقا لوصول الإغاثة عبر الداخل السوداني فمطارات بورتسودان ودنقلا والفاشر عاملة وهي موجودة في مناطق يمكن منها مد جميع اطراف البلد بالمساعدة في زمن اقل بكثير من أن تدخل الإغاثة عبر دول الجوار ماعدا تشاد والتي يمكن أن تمد بعض أجزاء دارفور وليس كلها.
نختم بالقول أن جهد دول الحوار بإمكانه أن يحدث اختراق كبيرا في إنهاء النزاع الحالي خاصة وانه الي حد كبير نجده معافى من الاسقاطات النفسية التي دمغت الجهود السابقة وانه يجد القبول من الطرفين المتنازعين فالناظر الي الخارطة السابقة يجد أن الجيش يضع ثقته في مصر ولايثق في إثيوبيا والدعم السريع يثق في إثيوبيا وينظر الي الدور المصري بريبة وتتوزع بقية الدول ثقة الاطراف بدراجات متفاوتة فإذا استغلت الآلية المعتزم تشكيلها هذه الميزة يمكنها أن تصل الي حلول مقبولة من الجميع.
والوطن وحده من وراء القصد
#قلبي_على_وطني
#جنجويد_رباطة
#كيزان_عواليق