مقالات سياسية

شرطة عطبرة وصلت..

خليل محمد سليمان

سأستعير عبارة المدفعية عطبرة لأسقطها علي حال الشرطة السودانية..

انا شخصياً كنت ارى في غياب الشرطة اثناء الحرب امر طبيعي، بل يمكن ان يكون بقرار، لأن ذلك يعني الحفاظ عليها كجهاز مدني منعاً لإنهياره في حال الإنكسار نتيجة للحرب، و المواجهات العسكرية، في حال تعذر للجيش ان يحمي هذه المراكز.

كنت شاهد عيان ايام الثورة المصرية و كيف قام الجيش المصري بحماية اقسام الشرطة، و مقراتها بالدبابات، و المجنزرات و المدافع، منعاً لإنهيارها.

في حالتنا التي تغني عن السؤال، فكان الغياب، و الإختفاء هو الخيار الوحيد، و الصائب حسب رؤيتي، و في الغالب كان بقرارات فردية، لأن كثير من المدونات اثبتت هروب اعداد مهولة من ضباط الشرطة، و افرادها خارج البلاد.

نعم غابت الشرطة، و عجزت المؤسسة العسكرية من تحقيق الامن بشكل يضمن سلامة الممتلكات العامة، و الخاصة و البنوك من النهب، و السلب، حتي البعيدة من مناطق الإشتباك، و المناطق الساخنة لم تسلم.

قرأت خبراً جميلاً اعاد بعض الثقة، و رفع بعض الروح المعنوية.. مفاده ان شرطة كرري تستعد للإنتشار لأداء واجبها في حفظ الامن.

بدر الي ذهني سؤال..هل ستعود نفس ذات الشرطة قبل 15 ابريل، ام بأيّ وجه سنرى هذا الجهاز الحساس الذي اسهم بشكل مباشر في كل ازمات السودان حيث البطش، و الفساد، و الرشوة، و سنتحدث عن هذا الملف المهم، و الحيوي بشكل من التفصيل إن امد الله في الآجال.

قصة كنت بطلها..

في صيف 2021 رجعت الي البيت في منتصف النهار لأخذ بعض المتعلقات للذهاب الي احد المشافي لعيادة مريض.

ركنت العربية امام باب المنزل، فكل المدة التي غبتها لا تتجاوز الربع ساعة، حيث وجدت الزجاج الخلفي مكسوراً و تمت سرقة مبلغ من المال كان في الدرج.

ذهبت الي قسم الشرطة لفتح بلاغ، بعد دردشة مع الضابط برتبة النقيب، و عرفته بأني ضابط جيش متقاعد .. قال لي ” والله يا جنابو ح اكون صريح معاك الحرامي الكسر عربيتك دي ممكن نجيبوا ليك في عشرة دقايق، بس هسي لو اديت تعليمات لأي عسكري ما بشتغل، لأنه لو مشى و اشتبك مع الحرامي ح يطلع العسكري ضحية، و غلطان، و ح تقوم الدنيا و ما ح تقعد، عشان كدا بقينا قاعدين في الاقسام نتفرج بس”

آي والله دا الحوار الدار بيني و بين الضابط في القسم..

الخلاصة..

اعتقد مقدمات الحرب اللعينة التي تعيشها البلاد لقد بدت نذرها في وقت مبكر و لكن لا احداً ينتبه.

إن لم نتعلم الدرس من هذه الحرب، و اعدنا صاياغة كل مؤسسات الدولة بشكل مهني تخدم مصلحة المواطن بشكل اساسي بعيداً عن ايّ إعتبارات يبقى لا رحنا، ولا جينا، و سنكرر المكرر، و نجرب المجرب لنجني حسرة، و ندامة اخرى.

اخيراً..

اعتقد لا تلزمنا شرطة قبل 15 ابريل في شيئ، و سنظل ننتظرها كما إنتظرنا المدفعية عطبرة طويلاً..

لكي لا نظلم المدفعية عطبرة.. فهل وصلت، ام لم تصل بعد افيدوني اثابكم الله؟

‫2 تعليقات

  1. الحفاظ عليها كجهاز مدني منعاً لإنهياره

    معقولة يا جنابو المحافظة علي المواطن الأعزل المسكين العاجز فيهم كبير السن فيهم الحريم ولا العسكري ، في الآخر نكتشف انو المواطن المسحوق عليه التطوع والدخول في القتال جنب الي جنب مع الجندي ،
    إنتوا كنتوا بتعملوا شنو في الكلية الحربية !!!

  2. اولا ياجنابو حسب خبرتى فى العمل الأمني خارج السودان وفى كل المجالات من جرائم القتل والجريمة المنظمة ومتابعة السيارات المسروقة حول العالم اقول لك ان العسكريين دائما يروا مالم يراه المواطن العادى واقول لك فى مثل حالة السرقة من سيارتك فأنت كنت متابع منذ أن صرفت المبلغ من البنك أو الصرافة لكنك لم تنتبه لمن يتبعك والدليل المدة القصيرة التى تركت فيها سيارتك وحتى بعد أن نزلت منها لم تراقبها بين الفينة والأخرى مع انك تعلم بان فيها مبلغ من المال يبدوا ان هنالك فروقات طفيفة مابين ضابط الجيش وضابط البوليس فى تنمية الحاسة الامنية .. بعدين ياخى مالقيت مثال غير المصريين !

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..