مقالات سياسية

جيش البرهان.. التحصن بالأبواب والقتال بالسباب!

(تقرير: علي احمد)

من عجب أن يسعى فلول الوفد التفاوضي للجيش، لانتزاع اعتراف من الإيقاد بشرعيتهم كحكومة تمثل السودان، على أن يكون هذا (الاعتراف) سابقاً للتفاوض نفسه! أي أنهم يريدون جنى ثمار انتصار لم يحدث على الأرض! وكسب المعركة قبل خوضها، وإلا رفضوا الدخول في التفاوض. وهم مدفوعين في ذلك بسياسة (الابتزاز) التي اعتمدوها في سنوات عهدهم البائد حتى صارت تجري منهم مجرى الدم، فدفعتهم لعزلة دولية كان لها بالغ الأثر في إضعاف نظامهم قبل سقوطه. لكن – وللغرابة – يحاول الفلول اليوم إعادة انتاح ذات الخطاب المتهافت والكذوب الذي ينتمي للقرن الماضي، على الرغم من تغير الظروف والملابسات محلياً ودولياً، بعد أن حررت ثورة ديسمبر السودانيين، ولم يعد العالم يكتفي بمجرد العقوبات الاقتصادية، والعاصمة السودانية تحترق. والحرب تهدد بالتحول إلى حرب أهلية إثنية، بل وإقليمية، لا يمكن التنبؤ بمآلاتها.

قبول في جدة ورفض في أديس أبابا:

قبل الفلول في مفاوضات (جدة) برعاية الوساطة السعودية الأمريكية، بتسمية طرفي الصراع بـ(قوات الجيش)، و(قوات الدعم السريع)، كطرفين متكافئين في الصراع. باعتبار أنه لا توجد حكومة في السودان منذ انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر. ولم ينبس فلول الوفد التفاوضي للجيش ببنت شفة، ناهيك عن أن يعترض على ذلك، أو يطالب بتوصيفه – دون وجه حق – كممثل شرعي لحكومة السودان! وسعى الفلول جاهدين لإفشال مساعي منبر جدة عبر خلق منابر جديدة موازية له بغرض إطالة أمد الحرب عبر تعدد المُبادرات، وإضعاف الجاد منها. فاتجهوا للايقاد وهم يحسبون أنها (هينة)، ويمكن ابتزازها عن طريق رفض الدخول في التفاوض، واشتراط التعامل معهم على أنهم (منتصرين) في حرب أبريل، التي تحصن فيها جيشهم – المُحاصر – بالأبواب، وصار يقاتل بالسباب، كما قال المتنبي في واحدة من هجائياته.

عُزلة دولية:

وفي وقت سابق اتهم إعلام الفلول أمريكا والسعودية بالانحياز للدعم السريع، وقالوا:(ضبطنا اسلحة سعودية تدعم الدعم السريع) واتهموا روسيا بدعم الدعم السريع بالمُسيرات والطائرات عبر فاغنر). كما اتهموا الامارات، وطالبوا بطرد السفير الاماراتي من السودان، وسحب السفير السوداني من الامارات. وعبر قناة طيبة (الاخوانية)، اتهم الفلول (تشاد) بالوقوف مع الدعم السريع بعد ان نزعوا منه سودانيته، وصار لا ينتمي للسودان – بحسب زعمهم – كونها قوات من دول (أفريقيا الوسطي، النيجر، نيجيريا، وتشاد). كما اتهموا (ليبيا) بدعم الدعم السريع عبر (حفتر). فضلاً عن توجيه اتهامات شبيهة للأمم المتحدة نفسها! وطالبوا بطرد المبعوث الأممي (فولكر بيرتس)، ورفضوا رئاسة (كينيا) للإيقاد، بمزاعم أنها تقف مع الدعم السريع و(تؤويه)! ولم تنج إثيوبيا من اتهاماتهم الجزافية المبذولة مجاناً ودون أي أسانيد. وقالوا أن المسؤول الجنوب سوداني (توت قُلوك)، كان علي علم بـ(تمرد) قوات الدعم السريع!

شاي كيني وبن حبشي وشتائم للكل:

أطلق فلول النظام البائد النار في كل الاتجاهات إذن، واستعدوا الجميع. حتى برز سؤال من هم حلفاء الفلول إذن، إن كانوا يحظون بكل هذا الكم من الأعداء؟ وظهرت دعاوي (طفولية) من أبواق الاسلاميين الإعلامية، حيث نادى أحدهم بمقاطعة (الشاي الكيني) و(البن الأثيوبي)، على خلفية رفض الايقاد لابتزازهم، وإصرارها على التوصيف الواقعي والحقيقي لما يحدث على الأرض، فيما وصف آخر على قناة (طيبة) الرئيس الأثيوبي آبي أحمد بـ(الحيوان)! وقال بوق ثالث لهم عبر قناة الجزيرة الفضائية، أن الرئيس الكيني (مُرتشي)! وتجمعه علاقات تجارية مع (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع! وهكذا يقود الفلول السودان لعزلة عن المحيط الاقليمي القريب، بعد العُزلة الدولية التي ظلت تعيشها البلاد، مُنذ إنقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر. لكن الذي لا يعلمه الفلول أن تبعات العزلة هذه المرة تختلف عن سابقتها في تسعينيات القرن الماضي، لجهة اعتماد المجتمع الدولي للعقوبات والملاحقات الفردية، والمُطاردات من المحكمة الجنائية للمتهمين بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في دارفور وفي غيرها من فلول النظام البائد، مما يُرجح أن يزيد وضعهم ضغثاً على إبالة.

القاهرة والسمسرة على رقاب السودانيين:

اشرأبت أعناق الفلول لقمة القاهرة لدول الجوار السوداني، بحُسبانها تُشكل مخرجاً لهم من الأزمة، يُجنبهم دفع استحقاقات وقف إطلاق النار الدائم، والسير على طريق الحل السياسي، وأيضلً باعتبار أنها يُمكن أن تعرقل مساعي الحل السلمي للأزمة، من قبيل المبادرة السعودية الأمريكية، ومبادرة الإيقاد، ومبادرة الاتحاد الأفريقي. لكن البيان (العمومي) الصادر عن القمة اليوم الخميس (13) يوليو، تحدث كثيراً ولم يقُل شيئاً. فبعد القلق العميق إزاء استمرار العمليات العسكرية والتدهور الحاد للوضع الأمني والإنساني في السودان، شدد البيان على ضرورة (عدم التدخل في شئونه الداخلية). على الرغم من أن القاصي والداني يعرف مدى تدخل القاهرة – الظاهر والخفي – في السودان مُساندة لفلول النظام البائد. كما أشار البيان لأهمية التعامل مع الأزمة الراهنة، وتبعاتها الإنسانية من تزايد أعداد النازحين واللاجئين إلى دول الجوار، ما يقتضي ضرورة (تحمُل) المجتمع الدولي والدول المانحة لمسئوليتهما في تخصيص مبالغ مناسبة لهذه الدول. ما يُفهم منه أن القاهرة تطلب أموالاً مقابل كل لاجئ سوداني دخل إلى أراضيها، في ظل تدهور اقتصادها بصورة مضطردة. فهي تنظر إلى الحرب في السودان كغنيمة، ومصدر للعملة الصعبة تأتي من المنظمات الدولية العاملة في المجال الانساني، ما يتلاءم ويليق بالدور الذي ظلت تلعبه الجارة الشمالية في إعاقة مسيرة ثورة ديسمبر، منذ اندلاعها في العام 2019.

وتعارض البيان حتى مع خطابات بعض الرؤساء الذين حضروا القمة، ولم يُطالب – بصورة واضحة – بوقف إطلاق نار دائم. بل اكتفى بترحيل كل هذه القضايا الهامة والمُلحة، إلى قمة مُقترحة قادمة، فلا تكاد ترى أثراً يناسب ما صحب الإعلان عن القمة من زخم. لكن غاب على منظميها احتمالية رفض قوات الدعم السريع لهذه المحاولات المصرية لإشراك عملائها في المشهد السياسي السوداني، هو كاف لنسفها، وكأنها لم تكن.

‫10 تعليقات

  1. شغلك نضيف. اردم الفاسدين الشاذين اولاد الحرام.
    احرق فشفاش الكيزان وطمم بطونهم الكبيرة من اكل مال الشعب السوداني الفقير المسكين

    1. يا اخ سليم … الجماعة متعودين وادمنوا السلطة … الشفاء من الادمان صعب جداً والمدمن دايماً شخص مخاتل وخبيث ؟؟

      ذا استطعت أقناع الذباب أن الزهور أفضل له من القمامة حينها تستطيع إقناع الكيزان الخونة تجار الدين أن الوطن المعافى أفضل من المال والسلطة ..

  2. ابراهيم بغال الجنجويدى الحالى والكوز السابق معلوم بانه قلم للبيع ( وهو صاحب المقال اليومى باسم على احمد ) اين قائدك الجديد العميل الاماراتى حميدتى هل هلك ؟ واذا كان هلك نسال الله ان يلحقك به

  3. لماذا لانسمع من الدارفوريين او على الأقل مثقفيها المطالبة بالانفصال او على الاقل حق تقرير المصير .. الاجابة معروفة لأنكم ان انفصلتم فلن تتوقف الحرب وستقتلون بعضكم البعض بعدها سنستلم الارض فضاءا مع بعض المقابر الجماعية .. هل سمعت بقبائل الشمال قاتلت بعضها البعض او حرقت القرى ! لأنكم بصراحة لاتنتموا إلينا بل تحملون جينات تشاد والنيجر ومالى وأفريقيا الوسطى ..انكم فعلا لاتشبهوننا

    1. مافي انفصال و انت لو عندك قدرة اطردهم لدارفور و انفصل و اقفل حدودك بدل كلام المشاطات البتعمل فيهو ده بنقول عليهو شغل مديدة حرقتني فناس دارفور الما عاجبنك ديل قاعدين هنا ده لانهم رجال السودان مافي غيرهم غلطتهم انهم رجعوا زمان بعد ما حرروا البلد دي كلها و رووها دم رغم وجود العملاء الزيك تجي اخر الزمن ببساطة و استهبال تعمل الارض لك و دايرهم يمشوا كان قادر وريهم وش سلاحك بلا قلة ادب معاك قال ما بتشبهونا ما بشبهوك و لا دايرين خلقتك و لا اخلاقك قمئ

  4. الجنجويدي الخائب المليشيا لا ترتقي لكافة الجيش ولا تكافئها
    اراك تجاهد كثير حتي تجعل للصوص قضيه ولكن الشعب صاحي والمتاجرة باسم الفلول والكيزان
    فضحه غباء مرتزقتكم وأفعالهم وظهور نواياهم الخبيثه
    أما مخرجات القمه في القاهره لم ترضينا حتي وإن كانت مقبوله وحتي لم تكن لها مطالب تختلف عن غيرها
    ظل الجيش يطالب بإعلان الوصف الطبيعي للمليشيا بأنها متمرده وليست صنو للجيش ولن تكون كذلك والان يتم سحقها في الخرطوم وكل العالم يري قصة الفأر السكران الذي ادعي البطوله أمام القط فكانت نهايته بين مخالب القط
    أما أنتم ومليشياتكم أمام الجيش مجرد براغيت حتي وصفكم بفار كبير عليكم
    اين تلك القوه بسياراتها وعتادها الان مجموعات هاربه تتخفي خلف الاطفال والنساء ولكن ايادي الجيش ستطالكم
    اخبر ورشتكم أن تجتهد كثيرا لا خراج مقالك القادم أكثر موضوعية وان تكف بوصف مكزبينكم بالكيزان لأن الشعب لن يقبل بمن قتل واغتصب وسرق فرحته في الأعياد أن يتصدر المشهد انتم اوالكيزان نعم الكيزان تم ترحيل حسابهم لبعد القضاء علي حشراتكم

  5. نحن برضو محتارين في الزيك دا . لانك تحمل كل الصفات المشبوهة للجنجويد . مرة سوداني مرة تشادي مرة مالي . وتكتب مقالك صادقا لو حولته جهة دعمك الجنجويدي . لكنك كالنعامة تدفن رأسك في رمال العمالة والخيانة وتقف في صف القتلة واللصوص . استحي يا رجل واعلم انك ميت و محاسب على كلامك يوم لا ينفعك الا عملك .فهل انت مستعد للحساب

  6. ” الفأر السكران الذي ادعي البطوله أمام القط فكانت نهايته بين مخالب القط” مثال جميل، يلا عاين كويس عشان تشوف مييين الفاااار السكراااان، للمساعدة (أكيد مدسي تحت الأرض)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..