مقالات سياسية

صرخة في وجه دعاة الموت فهل من مجيب

يوسف عيسى عبدالكريم

في الوقت الذي تتنافس فيه بعض الدول في التقدم واحتلال مرتبة متقدمة في مؤشر سعادة الشعوب و رفاهية المجتمعات واطالة معدل عمر رعاياها اعتمادا على تحسين جودة أنظمة التأميني الصحي لديها نجد أنفسنا ولله الحمد والمنة تطالعنا الأخبار الدولية بأن محكمة الجنايات الدولية سوف تفتح تحقيق في جرائم منسوبة لقوات الدعم السريع في إقليم دارفور وقد ترقى الى إبادة جماعية . و لسخرية القدر يتزامن ذلك مع الذكرى الخامسة عشر لإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف ضد الرئيس السوداني السابق عمر البشير وكأنما نحن لم نبارح مكاننا منذ 15 سنة .

فرغم انتشار رقعة التعليم و تعدد الأحزاب والمنابر السياسية في البلاد الا ان الله لم يفتح علينا بوعي وإدراك يجعلنا نستطيع أن نفهم أن عملية البناء في الدولة لا تتطلب ان يتم التدمير أولاً.
و ذلك لان معظم الذين يشجعون هذه الحرب العبثية من الطرفين ينطلقون من فرضية انه لابد من هدم وتدمير الموجود حاليا كي يتم البناء على انقاضه و يصرون على ضرورة استمرار هذه الحرب مهما كانت كلفتها و حتى و لو أدى ذلك ال تدمير البلاد و قتل العباد معتمدين على منطق
أصلا البلد دي لازم تجوط عشان تتعدل.

او .. لازم الجيش ينتصر و ينتهي من الدعم السريع دا عشان يصفى لينا جيش واحد و بعد داك الحركات المسلحة الثانية دي تاني ما راح تقدر تفتح خشمها.
أو….. دي معركة افترضت علينا ولازم تخوضها للنهاية.

ان هذه الادمغة التي ما فتح الله عليها بحلول للازمة الراهنة الا من خلال استخدام معاول الهدم هي عقول مهما اكتسبت من علم وفهم تظل قلوبها منزوعة الرحمة وبصيرتها مطموسة . لأنها لا ترى مريض السرطان الذي يتلوى الما لأنه لم يأخذ جرعة الكيماوي منذ ابريل السابق أي منذ ثلاث اشهر . ولا تحس برب الاسرة الذي سالت دموعه لأنه لا يجد ما يسد به رمق أبنائه لأنه لم يصرف مرتب او معاش منذ شهر مارس أي منذ أربعة اشهر و لا تشعر بمعاناة الالاف من طلاب الشهادة السودانية الذين سهروا واجتهدوا ما يزيد عن العام والنصف ومازالوا لا يعلمون متى سيتيح لهم القدر ان ينتهوا من هذا الهم ناهيك عن طلاب الجامعات الذين تلاشى حلم عودتهم الى مقاعد الدراسة قريبا .

هؤلاء الذين صح علينا ان ندعوهم بنافخي الكير يجب ان يعلموا ان ما كانوا يظنون انه سوف يحسم في يومين تمادى وبلغ 90 يوما ومازال يتمدد و لا ندري الى اين سيؤل. فدونهم الحرب السورية التي أكملت عامها الثالث عشر وما زالت مستمرة و ها هي اليمن التي ظن الجميع انها حوبة وضحويه تدخل عامها الثامن وما تزال تبحث عن حل يوقف نزيفها. اما روسيا فقد حسبت حساب الأسبوع فقط للسيطرة على أوكرانيا وها هي تتعثر في مستنقعها و تبحث عن مخرج يحفظ لها ماء وجهها و يحقن دماء جنودها .
ان الحرب متى ما انطلقت لا احد يعرف متى سوف تنتهي و مهما كانت نتائجها يظل المنتصر فيها خاسر خصوصا لو كانت بين ابناء الوطن الواحد.
لذا رجاء أوقفوا هذه الحرب و احقنوا ما تبقى من دماء .

وليرحم الله الموتى ويشفي الجرحى و ينفس عن المكروبين و يفك اسر المأسورين و يحسن خلاص المسجونين و يواسي احزان الثكلى و اليتامى و المساكين .

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. ناس بل بس و نعم للحرب حيتهموك بالجنجويدي و الخائن و العميل و هذا طبعهم هؤلاء الكيزان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..