“الاستيحاش” بلال وجاغم!

فايز السليك
عندما أجرى علماء تجاربهم بوضع أربعة ضفادع داخل إناء مملوء بماءٍ ساخن بلغت حرارته درجة الغليان، قفزت جميع الضفادع بسرعة شديدة إلى خارج الإناء خوفاً من الموت، لكن ذات العلماء بحثوا في تجربة أخرى أطلقوا عليها الموت البطيء.
لجأ العلماء إلى حيلة جديدة لترويض الضفادع عن طريق رفع درجة الحرارة تدريجياً فكانت النتيجة استكانة الضفادع مع الوضع الجديد دون ادراك منها لخطورة الأمر، لأنها لم تكن تشعر بالتغيير الذي حدث للماء، بل تكيفت مع الوضع بكل سرور؛ وتطبعت وتصالحت معه، دون أن تتوقع أن نهايتها ستكون الموت مع مرور فترة زمنية قصيرة.
بالفعل قتلت المياه الضفادع الغافلة عن كارثة ارتفاع درجة الحرارة المتصاعدة دون أن تشعر بها فبلغ الماء درجة الغليان فعجزت الضفادع عن القفز والنجاة. تكمن دلالة التجربة في قدرة الكائنات على امتلاك الإدراك بالمخاطر القريبة منها أو المباشرة ، لكن ذات الكائنات تغفل من خطورة المخاطر الزاحفة، أو المتسللة بهدوء حينما تأتي متدرجةً على دفعات.
تتمظهر المخاطر الزاحفة في السودان منذ اندلاع حرب الخرطوم العبثية في ظهور مدنيين يجوبون الشوارع أثناء قتال الأطراف المتحاربة دون اكتراث للقصف المكثف، أوتساقط الرصاص، بل أن البعض كان يشجع بإخلاص وحماس شديد أحد الطرفين على القتل والسحل والذبح، مثلما كان هناك من يجلسون على الأرض يتفرجون على القتال، كانوا كأنهم يشاهدون مباراة في كرة القدم.تعني هذه المشاهد أننا قطعنا شوطاً طويلاً في طريق التطبع مع الحرب، وتعنى في النهاية بلوغ مرحلة الموت البطئ، أو التعايش المتدرج مع الدمار، والتصالح مع البؤس.
هي حالة نفسية، يمكن ملاحظتها من الشخص نفسه، من داخل ذاته، تكيفه مع ما حوله من فوضى، أو بؤس حال، بل يمكن الإشارة عكسياً إلى أن الانسان يتعود على العطر الذي يتعطر عليه يومياً فيصل مرحلة عدم شم ذاك العطر، أو قل المعطر داخل سيارته أو غرفته. عندما يتحول التطبع إلى حالة جماعية، فلسوف يسيطر سلوك القطيع، ومعروف أن الجماهير ككتلة تحركها العواطف أكثر من أن يحركها العقل ، وفق نظرية ” عقلية القطيع”، جربت هذه النظرية خلال الثورة الفرنسية في القرن السادس عشر، واحتلال سجن الباستيل، وهو كان من أعتى زنازين القمع في ذاك العصر.
حين انتفضت الجماهير، وثارت اقتحمت هذا الحصن العتي، وأقامت المذابح في الشوارع، وللغرابة فإن من بين الثائرين كان رجال قانون، ومفكرون، وقادة رأي، إلا أن اجتماع الجماهير في مكان واحد، وفي لحظة زمانية واحدة، يغيب العقل، ويصبح الجميع مثل قطيع أبقار تقوده البقرة التي تقف في المقدمة، تدحرجه عواطفه، تقوده غريزته يرى الفيلسوف الفرنسي غوستاف لوبون في كتابه ” سيكلوجية الجماهير” أن غالبية خصائص الجماهير عاطفية، تتمثل في سرعة الانفعال، النزق، وتلاشي الرأي الشخصي، وغياب الروح النقدية، والمبالغة في اظهار العواطف والمشاعر، وغيرها.بل تصل الجماهير اذا ما غضبت، أو تعرضت الى استفزاز ومؤثرات مرحلة الكائنات التي تنتمي إلى الأشكال الدنيا من التطور ، أي الكائنات المتوحشة.في السودان نحن عرضة لما يمكن تسميته ” الاستيحاش” بسبب اكتئاب ما بعد الثورة الناتج عن عدم نجاح الثورة في تحقيق أحلام وتطلعات الثائرين، الانقلاب العسكري، ثم الحرب الدامية، وتغذى هذا الشعور من خطاب كراهية للآخر وللذات، العنف اللفظي الذي يغلب على حوارات ” السوشيال ميديا”، بل حتى الندوات الجماهيرية التي تعرض غالبيتها الى الفض بقوة الغاز المسيل للدموع، وابتزاز هتافات التخوين وبيع دم الشهداء، أو العمالة للخارج.
صار ” الوحش السوداني” يلتهم يومياً وجباته من خلافات وشعارات وهتافات السوشيال ميديا، الحاق الأذى عبر ما يسمى ” الردم، التبخيس، حفلات الشواء التي لا يتورع أقرب الأقربين من المشاركة فيها، أو رفدها بالزيت والحطب. نتج من كل ذلك حالة انقسام واضحة، تتجلى في خطاب العنصرية والعنصرية المضادة، ( الغرابة والجلابة، الجنجويد والجيش، قحت والكيزان، دولة ٥٦ والهامش، ولا يمكن أخذ ما ارتكبه أفراد من الدعم السريع من انتهاكات خطيرة، شملت احتلال البيوت، اغتصابات، نهب منظم، بعيدا عن مشهد التعبئة، في مقابل قصف طيران، اعتقالات أحياناً على الهوية، فكانت النتيجة كل هذا الاحباط أو الاكتئاب والتنفيس عنه بعبارات ” البل” و” الجغم” فكان التلذذ بذبح الخصوم، سفك الدماء، والرقص على الجثث طرباً، وغناءً أو تمثيلاً وانتهاكا لحرمات الأموات وكرامة الأسرى.
ندق ناقوس الخطر من حالة ” الاستيحاش ” التي نمر بها، والتي ستؤدي الى حرب أهلية، أو فوضى بحرب الكل ضد الكل، وليس ببعيد وقوع إبادة جماعية مثل تلك التي حدثت في رواندا، حيث كان وقودها العنف اللفظي، كلمات لتحقير الآخر والحط من كرامته الانسانية، بتسمية جماعة التوستي بأنهم ” حشرات”، أي لا قيمة لهم، بل هم مؤذيون، فتقد هذه التسمية التعاطف لأنها نزعت الانسانية عن الموصوف.يمكننا وضع ” عميل” خائن، عبيد، مقابلاً لـ” الحشرات” وعليه تشكل مفردتا” البل والجغم، مقابلا لمفردات نفخ روح دراكولا فينا، تلذذاً بالدماء، التصفيق لمطاردات الشوارع، اطلاق الزغاريد مع لعلعة الرصاص، والرقص فوق جماجم القتلى.
واحدة من أخطاء حمدوك “رغم افتقادنا له كافتقاد البدر في هذه الليالي الحالكة السواد” هو تعيين أشخاص خبراتهم ضيقة أو ذمتهم واسعة، فقط لأن أشخاص يثق بهم رشحوهم له .. السليك من نوع الناس ذو الخبرات المتواضعة “مافي داعي تنشر سيرتك الذاتية يا سليك لقد رأينا تلك التي نشرتها مع مقالك بتاع ندى القلعة” نعم للسيك خبرات صحفية لا بأس بها لكن خبراته في الحياة والسياسة متواضعة ولا تتجاوز خبرات طالب متوسطة مؤتمرجي “مؤتمر مستقلين”ينشر في جريدة حائطية … وهو عموما أفضل من الذين عينهم حمدوك واتضح أن ذمتهم واسعة بل مبوشة، مثل أردول
الما بتلحقو جدعو يا الدنقلاوي، من ناحية الثقافة لن تجد أحدا في كابينة حمدوك الضعيف من يبزه في هذا الجانب،، هو الوحيد الذي يتحدث بلغة رصينة ومرتبة في كل اللقاءات الاعلامية بدون جرجرة او تلعثم او بحث عن الأفكار، ولكنه حال السودان والحسد ومعاداة الناجحين،، ماذا تعنى بالخبرة؟ اعطني وزير اعلام سودانى واحد أتى للوزارة بخبرات متراكمة، اظن كل نقدك الموجه لفايز مرتكز على كرهك لمؤتمر الطلاب المستقلين وكأنه تنظيم مستورد لم يقم بتكوينه طلاب عاديون بعيدا عن تقليدية العمل الطلابي المرتكز على أحزاب سياسية،، فايز لا يحتاج ان ينثر سيرته الذاتية في الاسافير، كتاباته وعمق الأفكار التي يطرحها في مقالاته تكفي، ولكننا امه تعشق الحلاقيم المتكورة والأصوات الجهورة الفارغة لنعرض في الدائرة بلا وعي وبلا دراية بمضمون الحديث الذى يدلق
كل الذين جمعهم حمدوك حوله كانوا بلا خبرة وحالهم تدعو للشفقة، القرار الواحد كان يآخذ منهم دهرا لفهمه والتعبير عنه ووضعه موضع التنفيذ مما دفع الامم المتحدة لتقديم الدعم اللوجستي لهم وجعل الكيزان يعودون للمشهد بعد الثورة بفترة قصيرة
واحد مؤتمر طلاب مستقلين تاني، وهو يؤكد ما ذهبت أنا إليه ويقدم نموذج ساطع للطفولة السياسية والتهافت والسذاجة العاطفية، هذا أمر عام ليس فيه مجال للحب والكراهية ولا للحسد، فأنا أرى أن تعينات حمدوك “مجبورا عليها أم بطل” معظمها كانت دون تمحيص وبنيت على توصيات المعارف وخاصة في مجال الإعلام “من فيصل، وأنا من أشد المعجبين بفيصل كصحفي مسؤول ومحلل سياسي متجرد، مرورا بالجوخ حتى بتاع التلفزيون وأظن أسمه لقمان وختاما بالسليك” أما في المجالات الأخري فيكفينا أردول، بالمناسبة السليك نشر سيرته الذاتية مع مقاله السابق
حمدوك ما عين زول بس عين وزير الماليه و وزير الصحه الباقى كله فرض عليه من قبل الحركات المسلحه و غير المسلحه .حمدوك رضى بالوضع على أمل غلبه الحق على الباطل بمساعده المجتمع الدولى. حكومه حمدوك كانت مولود وثيقه سلام جوبا الذى كما صرح بأنه قبل به لحقن الدماء و هنا الخطأ … لو كنت مكان حمدوك كان قبل أداء القسم أعلنت برنامج الحكومه ثم ممثليها فى مؤتمر صحفى و اهم بند فىبرنامج الحكومه هو الدمج العاجل للدعم و الحركات الاخرى فى الجيش بعد تعديل الجيش نفسه و لاكن تناول هذه النقطه تم بخجول و تأخير و دعم إعلامى ضعيف .
يا فايز،، الاستيحاش احيانا ضرورى ومهم لمواجهة قوة مستوحشة كالجنجويد، لأن حصاد الاستيحاش هو الدم، والدم هو ما اتي به الجنجويد الي كل المدن التي ولغوا فيها بدءا من الجنينة وأخواتها في دارفور ومكوثا في الخرطوم، ولو كان هناك شيئ من الاستيحاش في مواطني الخرطوم، لما استباح الجنجا كل المدينة، هناك زمن لدالتون وزمن لروبسبير ،زمن للخطب والشعر وزمن للبندقية والبارود والمقاصل ،والانسان الماجد هو من يتأقلم مع ازمنة الكوارث وليس الإنسان الضعيف الذي يصاب بالصدمة والاسهال، هذا زمن الصمود ،زمن ان تكون او لا شيئ
عفوا
دانتون وليس دالتون
سيبنا من اللف والدوران دا كله وضفادع وقعونج والتنظير الفاضي
جماعة مسلحة ..سمها ما شئت، متمردين ..جنجويد..قوة تطالب بعودة الديمقراطية..ناس مهمشين..سمها كما تشاء
هذه القوة عملت الآتي:
1- قتلت
2- احتلت بيوت المواطنين
3- حرقت المتاحف وهاجمت الجامعات
4- نهبت البنوك\
5- اغتصبت الفتيات القاصرات والنساء
6- خطفت الشباب والرجال
7- اعاقت حرية التنقل
قبل ان نسمع نقيق الضفادع من جانبك..نرجو ان تكتب صراحة وبلا مواربة انك تدين هذه الافعال..وان من يرتكب مثل هذه الافعال مجرم.
بعدين تعال كلمنا عن حمدوك والوحوش و الكيزان .