مقالات سياسية

ماذا يريد البرهان او بالأحرى ماذا يريد الكيزان؟

يوسف عيسى عبدالكريم

تفاجأ المراقبين للأحداث بالجلبة التي أحدثها وفد الخارجية السودانية المتواجد في أديس أبابا برفضه الانخراط في طاولة المفاوضات وانسحابه بحجة اعتراضه على رئاسة كينيا و رئيسها وليم روتو لجلسة التفاوض.

وقد انتقد الجميع هذا التصرف  واعتبره المراقبين تخبط في المواقف لان المفترض أن يكون الموقف القوى والمتسق مع الاحداث  هو اما رفض الجيش التفاوض من الأساس و بالتالي يقرر عدم سفر وفده إلى أديس أبابا مالم يتم تغير رئاسة كينيا لجلسة التفاوض .

او ان يقبل الذهاب للتفاوض بغض النظر عن  ما سيحدث في اديس ابابا  لان الأمور معقودة بالنوايا فالسؤال هو ماذا يريد البرهان الحرب ام إيقافها  ؟ لان موقف الكيزان المعلن والمعروف لدى الجميع هو استمرار الحرب إلى ما لا نهاية حتى و لو أدى ذلك الى فناء الدولة السودانية حتى يتسنى لهم ان يحكموا كوم التراب المتبقي . ولكن للمرة الثانية نسال ماذا يريد البرهان .

إن الحجج التي ساقها الوفد الحكومي للانسحاب من التفاوض تبدو واهية و غير متماسكة. وتضع الجيش في زاوية ضيقة باعتباره الطرف الرافض للتفاوض مما سيفتح الباب أمام سيناريوهات عدة قد تبدا بالعقوبات و لا ندري و ربما قد تنتهي بالتدخل الدولي المباشر ونشر قوات حفظ سلام في العاصمة السودانية الخرطوم.

اذا كان البرهان يريد الحرب وهي خياره و اذا كان لديه القدرة على تحقيق النصر  ( مع الاخذ في الاعتبار ان هنا عدد مقدر من السودانيين و الكيزان يدعمون هذا الخيار منذ 90 يوما )  و بالرغم من  وجود امتياز الغطاء الجوي  و البريقدار التركي اذا لماذا لم يستطع ان يحسم المعركة ويدحر التمرد و يعيد الأمان للخرطوم ؟

و اذا كان ليس لديه القدرة على الانتصار حسب الوضع الحالي للجيش وعلى أساس ذلك اضطر لقبول التفاوض والجلوس على طاولة الحوار مع الدعم السريع  فلماذا اذا كل هذه الجلبة و المسرحية ذات الأداء دون المتوسط  و السيناريو السمج  علاوة على الإخراج السيئ من وفد الخارجية السودانية في اديس ابابا  فهل تغيير رئيس لجنة  التفاوض سيؤثر على قناعات و مواقف الدعم السريع في التوصل لاتفاق  ام هل وجود الرئيس الكيني كرئيس للجنة التفاوض سيرغم وفد الحكومة السودانية على قبول شروط  معينة او  تبني مواقف لا تنسجم مع ظروفه السياسية او الميدانية .

اننا في هذا الظرف نحتاج إلى إجابة محددة لسؤال مفتاحي في هذه المرحلة هل إذا رفضنا التفاوض وانسحبنا  من  المشهد الإقليمي نمتلك قدرة عسكرية على حسم المعركة في الميدان وفي مدى زمني قصير قبل أن تنهال علينا تداعيات الانسحاب من المحيط الإقليمي الدولي ؟

ان وضعية رجل في الخرطوم و التانية  في مدني هذه لن تكون الا في مصلحة ناس الكاملين ومن شابههم في المحيط الإقليمي و المجتمع الدولي وهم ليسوا بقليل و كلهم ينتظر هذه الفرصة . لذا رجاء  اقبلوا التفاوض أوقفوا هذه الحرب العبثية واحقنوا الدماء التي ما زالت تسيل.

[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..