بصراحة .. ما جرى في القاهرة هو عملية طبخ

عثمان بابكر محجوب
السؤال السياسي الوحيد الذي يفترض ان يجيب عليه أي سوداني هو : هل ترضى ان يدمر حميدتي والبرهان بلدك نهائيا ؟ واي سؤال اخر هو من نوع اللامبالاة .
افترض مثلا ان فارسك البرهان او ان فارسك حميدتي وان السودان هو الحصان فهل تراهن في السباق على الحصان ام على الخيال ؟ علما انه لا البرهان ينتمي الى صفوف الفرسان او الخيالة ولا حميدتي بل هما مجرد تافهان كانا فلتة شوط في مضمار قدرنا الغاشم الذي غدرنا بوضعهما على قمة السلطة التي تقتل الحصان اي السودان.
وهنا وصف واحد يعبر بدقة عن حالة المبادرات الافليمية والدولية التي دارت وتدور حول حرب السودان فكل هذه المبادرات دون استثناء هي ” كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ”
وهنا ايضا لا بد من التنويه الى بعض الفروقات بين هذه المبادرات اذ يبدو لنا ان مبادرة رباعية اديس اباب هي اخطرها حيث تشابه فيها تصريح ابي أحمد مع التصريح الذي أدلى به المبعوث الاممي فولكرحيث انه من حيث المبدأ يجب ان لا يفهم من هذين التصريحين على أنهماعملية مفاضلة بين الدعم السريع والجيش المسكون بالاسلاميين بل هو هي محاولة خبيثة لتجاهل وحدة السودان بحجة نقد الحكم فيه علما ان كل دول العالم التي تعرضت لمحنة تشبه محنة السودان تم التعامل معها على اساس مبدأ دستوري يفيدبان الحكم استمرارية بغض النظر عن الموقف من الحاكم لان الفراغ في الحكم هو اغتيال للدولة وهنا نطرح سؤال برسم قحت وكل من شارك في تلك المحادثات من السودانيين والسؤال هو اذاما رقصت ست الشاي عارية ،هل من الممكن ان تدخل الجنة؟
فلماذا انتم تفعلون ذلك ؟ هل لديكم لذة بان تكونوا دمى في أيدي الغير ؟ بالمختصر من ما جرى في اديسؤ بابا هو عزف على غيتار شرذمة السودان بما يتلاءم مع مصلحة اسرائيل وفندقية محمد بن زايد .
اما ماجرى في القاهرة هو عملية طبخ اشترك فيها عدة طباخين كل يريد ان يكون الطبق الاكبر من حصته ولا تخفى مباركة السعودية لعملية القاهرة خصوصا بعد ان جمدت أميركا مبادرة جدة لرغبتها في ان تستمر الحرب في السودان حتى تكتمل المواصفات التي وضعتها من أجل فرض التسوية التي تناسب استراتيجيتها المقررة .
وهذه المبادرات تؤكد ان دول جوار السودان لم تدرك بعد ان سلامتها على المحك لان النيران مشتعلة في جدار جارها لذلك تتصرف برعونة أحيانا وتعتمد على المراهنة في أغلب الاحيان .ونحن اهل السودان لا نملك ترف اليأس رغم انحجاب الامل ،وما خسر أبدا من صبر .
صراحة يا اخي نحن الشعب تفاجأنا بالحرب وكنا نحسب ان السياسيين والعسكريين لن يدعوا الأمور تصل للحرب لكنهم خيبوا ظننا ولا يزالون في نفس جهالتهم.. ما يهمنا الان هو انتصار المؤسسة العسكرية والتي هي ملك للشعب اما الدعم السريع مما وضح فهو ملك لآل دقلو وبعد الانتصار لكل حادث حديث.