مقالات سياسية
الدروب المؤدية لخروج السودان من مأزق الجنجا و الكيزان

برير إسماعيل
*لجان المقاومة.. الجذريون.. الكتلة الديمقراطية.. الإطاريون .. قوى الكفاح المسلح التي لم توقع على إتفاقيات السلام في جوبا… قوى المجتمع المدني السودانية العريضة و كل القوى المحسوبة على الثورة.. متى سيكون موعد وحدتكم بناءً على برنامج الحد الأعلى للثورة لمواجهة الأخطار المحيطة بالسودان من كل جانب بسبب الصراعات السياسية و العسكرية و الإقتصادية و الإقليمية و الدولية للجنجاكيزانيين؟*.
*من الواضح أن حرب الجنجاكيزانيين كشفت العورات السياسية لغالبية القوى المحسوبة على الثورة السِّلِّمية و المُسلَّحة معاً لأن هذه القوى مجتمعة فشلت فشلاً كبيراً و في الغالب الأعم في أن توحَّد مكوِّناتها لمجابهة الأخطار العظيمة التي تواجهها البلاد حالياً. فكل الذي فعلته غالبية مكوِّنات هذه القوى المحسوبة على الثورة هي أنها قلبت الجِّرة السياسية مرة أخرى أي أعادت لُواكة نفس الحديث القديم عن صراعاتها السياسية العدمية و لذلك لا ندري هل ستتوحد مكوِّنات هذه القوى المحسوبة على الثورة في عصر يوم القيامة أم ماذا؟ لأن هذه القوى لم تستطع حتى الآن تجاوز خلافاتها و إختلافاتها السياسية السابقة لمواجهة التحديات الخطيرة الحالية الماثلة أمام أهل السودان أجمعين. و لا ندري أيضاً ما هي الجدوى السياسية من وجود قوى سياسية محسوبة على الثورة تفتقد الحركة الجماهيرية دورها الذي فرض عين عليها القيام به عند المنعطفات التاريخية الحرجة*.؟
*من المحن و الإحن السودانية التي تواجهها البلاد في الوقت الحالي هي الصراع الإعلامي السخيف ما بين (مثقفي) الجنجا و الكيزان القدامى و الجدد في وسائل التواصل الإجتماعية و بقوة عيون يحسدون عليها و يبدو أن وجوه هؤلاء الجنجاكيزانيين مضبَّبَّة بجلد قرنتية لأنهم لا يختشون إذ يتحدث المثقف الجنجويدي منهم عن مليشيا الجنجويد المسماة بقوات الدعم السريع كإسم دلع و كأنه يتحدث عن حركة مكافحة الجراد الصحراوي السودانية منزوعة السلاحين الأبيض و الناري و بينما يتحدث المثقف الكوز عن ما يُسمى بالجيش السوداني و كأنه يتحدث عن حركة الأخوان الجمهوريين التي لا يملك أنصارها غير خاصية الزوووم و قروبات الواتساب للتواصل مع الآخرين*.
*يُلاحظ من خلال متابعة الحراك الجماهيري في الأسافير أن أكثر الأقلام المأجورة و المناصرة للجنجا متواجدة في (المملكة العربية السعودية) و في (الأمارات العربية المتحدة) علماً بأن مواطني هاتين الدولتين ممنوعون من الصرف السياسي أي أنهم ممنوعون من أبسط حقوقهم السياسية و لذلك فإنَّ هذا المنهج الإعلامي المكشوف الصادر عن غالبية الإعلاميين الجنجا المرتزقة المتواجدين في دول الخليج يؤكد دور السلطة السياسية في هذين البلدين في الصراع السياسي والعسكري الجنجاكيزاني في السودان لأنها سمحت لهما بهذا النشاط السياسي و الإعلامي مع أن ذات السلطات الخليجية كانت تقوم بترحيل النشطاء الشرفاء السودانيين المعارضين للنظام الجنجويدي الكيزاني الموحد من قبل حدوث الصراع السياسي و العسكري ذي البعدين الإقليمي و الدولي الحالي حول الإنفراد بالسلطة و كما أن غالبية الأقلام الكيزانية المأجورة المناصرة لما يُسمى بالجيش السوداني تكتب من داخل السودان وهو أمر أكثر من طبيعي و لكن لا بد لنا هنا من ذكر الأقلام القليلة جداً المناصرة لما يُسمى بالجيش السوداني و بدون أن يكون لها أي إرتباط تنظيمي بالكيزان بل كانت و لازالت من ألد الخصوم السياسين للكيزان و قد كتبت ذلك مستندة على قراءة سياسية لا نتفق فيها معها مع كامل الإحترام و التقدير لنضالاتها الراتبة ضد مشروع حركة الأخوان المسلمين الجنجاكوزي الذي ساهم في تفتيت وحدة السودان و في فتق النسيج الإجتماعي للمكوِّنات السودانية بعد أن سطا الكيزان على السلطة في السودان و الناس نيام*.
*لم يستطع الإعلامان الجنجويدي و الكيزاني المرتزقان خداع الحركة الجماهيرية الثائرة بتقديمهما لهذا الصراع على أساس إنه صراع ما بين الخير و الشر حسب الإدعاءات السياسية للجنجاكيزانيين كل حسب أكاذيبه بناءً على مقدراته الإحتيالية*.
*في المجمل سيخرج السودان من هذا المأزق التاريخي الذي دخل فيه بسبب السياسات الحربية الفاشية التي تستهدف الإنفراد بالسلطة و ذات البعدين الإقليمي والدولي ما بين الجنجا و الكيزان عندما تتوحد مجدداً كل مكوِّنات القوى المحسوبة على الثورة السودانية المجيدة السِلِّمية و المُسلَّحة*.
*في المجمل سوف يتحرر السودان من قبضة الجنجا و الكيزان الدولين و ستكون الحركة الجماهيرية الثائرة و قواها الثورية الحيَّة في كفة و الجنجا و الكيزان في الكفة الأخرى*.
*في المجمل لن يتحرر السودان من قبضة الجنجا و الكيزان بكثرة الإرتكازات العسكرية التي يتحدث عنها الجنجاكيزانيون على مدار الساعة بخطاب سياسي قميء من نوع حررنا المكان الفلاني من الجنجويد و إستلمنا المكان العلاني من الفلول الكيزان لأن الإرتكازات الحقيقة التي ستحرر هذه البلاد و تضعها في المسار الديمقراطي الصحيح هي الإرتكازات الجماهيرية السلِّمية المفضية في خاتمة المطاف لحلول سياسية شاملة تتمكن من هزيمة المشروع السياسي للجنجا و الكيزان للأبد*.
*يجب أن يتحمل الكيزان المجرمون السودانيون الدوليون دون غيرهم من القوى السياسية النصيب الأكبر من المسؤولية لكل الدمار و الخراب الذي أصاب السودان في شتى المجالات على سبيل المثال لا الحصر المجالات السياسية و الأخلاقية و الإجتماعية خلال سنوات حكمهم العجاف التي بدأت بإنقلاب 30 يونيو 1989م و لازالت مستمرةً حتى الآن عبر اللجنة الأمنية الكيزانية الجنجويدية الكبرى*.
*يتحمل الكيزان دون غيرهم من القوى السياسية السودانية مسؤولية تأسيس مليشيا الجنجويد المسماة بقوات الدعم السريع لتحقيق مكاسب سياسية وضيعة تسببت بدورها في تمزيق النسيج الإجتماعي للشعوب السودانية و في تقسيم أراضي البلاد و في إذلال و إهانة غالبية المواطنيين كل حسب درجة المظلمة التي وقعت عليه و التي تبدأ من النقص في تقديم الخدمات الضرورية و مروراً بكبت الحريات وصولاً لحروب الإبادات الجماعية و الإثنية كما في حالة إبادة شعب المساليت في دار أندوكة في أثناء حرب الجنجاكيزانيين الحالية*.
*تتحمل غالبية مكوِّنات الحركة السياسية السودانية قديمها و جديدها كل حسب الدور المدمر الذي قام به في البلاد مسؤولية وصول الكيزان للسلطة عبر إنقلابهم المشؤوم و تتحمل كذلك ذات المكوِّنات السياسية مسؤولية إستمرار الكيزان و جنجويدهم في السلطة إلى يومنا هذا*.
*في المشهد السياسي العام لا زال المسلسل اللزج المتمثل في إجراء أنصار الجنجا و الكيزان للمقارنات و المفاضلات السياسية و العسكرية بينهما متواصلاً في وسائل التواصل الإجتماعية مع أن البرنامج السياسي الذي هو فرض عين على كل القوى المحسوبة على الثورة طرحه الآن يجب أن يتناول كيفية التعامل السياسي الجاد مع قضية الحرب الحالية للإجابة للأسئلة من نوع: كيفية السبيل لوقف الحرب؟ و كيفية معالجة آثارها الكارثية؟ و كيفية الوصول لإحداث التحول الديمقراطي في السودان الفضَّل إلى غير ذلك من القضايا السودانية الوطنية الراهنة*.
*الشاهد أن طرائق تكفير الكيزان المدمرة أفضت لمشروعهم السياسي الأحادي في كل تفاصيله وهو في مجمله مشروع سياسي و عسكري موغل في الجنجويدية و في صناعة المليشيات الإجرامية المقاتلة للشعوب السودانية و كما إنه مشروع ثقافي إسلاموعروبي عنصري و إقصائي له أبعاد إقتصادية طفيلية و لصوصية و عليه من السذاجة السياسية بمكان أن يتحدث الجنجويد الذين صنعهم الكيزان عن أنهم سيقضون على مشروع الكيزان الذي يُعشعش في أمخاخهم هم أنفسهم كجنجويد و في أمخاخ الكثيرين غيرهم عبر إستخدام التاتشرات و مدافع الهاون ! لا أعتقد بأن هناك جهالة و عبث سياسي أكثر من هذا التفكير الجنجويدي الفطير في تعامله مع المشروع الكيزاني الذي وُلِدُ الجنجا من رحمه*.
*معلوم بالضرورة للغالبية الغظمى من الناس بأن العقلية الكيزانية و الجنجويدية لا تستطيع العيش بلا مشروع حربي لأن مشروعها السياسي في الأصل ظلَّ مرتكزاً على الآلة الحربية للقضاء على الخصوم السياسين في غياب تام للمشروع السياسي الذي يكون الهدف من وراء طرحه سِلِّمياً على الناس خدمة كل المواطنيين فإن شاءوا قبلوا به و من حقهم في ذات الوقت رفضه*.
*المخيلة الجنجويدية الساذجة لا تفهم غير دوي المدافع و إطلاق النيران على الخصوم السياسين وهو ذات الهدف الإستراتيجي الذي من أجله أسس الكيزان مليشيا الجنجويد المسماة بقوات الدعم السريع و أسسوا غيرها من المليشيات الإجرامية و لهذا السبب يعتقد ذات الجنجا بأن مشاكل السودان العميقة الجذور و التي ناهز عمرها المائة عاماً يُمكن حلها جنجويدياً*.
*لا يستطيع الكيزان و الجنجا أن يتقدما الآن بمشروع سياسي واضح المعالم للمساهمة في وقف الحرب بينهما و من أجل تهيئة المناخ العام في البلاد لإيجاد حلولاً سياسيةً شاملةً تمكَّن الحركة الجماهيرية الثائرة من تكملة مشوار الثورة المجيدة و بسبب غياب المشروع السياسي يعول الجنجاكيزانيون كثيراً على منبر جدة المكان الذي تنطلق منه حروبهما الإرتزاقية ضد الشعب اليمني مقابل المال لصالح عيال سعود و عيال زايد*.
*نكرر القول من باب عسى و لعلَّ: لن يستطيع المجتمعان الإقليمي و الدولي لوحدهما إيجاد حلولاً سياسياً تُلبي طموحات و آمال الحركة الجماهيرية الثائرة ما لم تتوحد كل مكوِّنات القوى المحسوبة على الثورة و التي يٌقصد بها كل قوى المجتمع المدني و كل القوى السياسية التي ناضلت نضالاً سلِّمياً أو مُسلَّحاً ضد منظومة الجبهة الإسلامية القومية و ضد جنجويدها المجرمين*.
*نكرر القول من باب عسى و لعلَّ : إنَّ إستمرار مكوِّنات القوى المحسوبة على الثورة في الصراعات السياسية العبثية البينية سيصب في مصلحة القوى الجنجويدية المتحاربة حالياً و في نفس الوقت فإن إستمرار ذات القوى المحسوبة على الثورة في عملية إجراء المفاضلة السياسية و العسكرية ما بين الجنجاكيزانيين ستصب أيضاً في مصلحة صراع الجنجا و الكيزان الذي خصم من الثورة الكثير*.
*الكيزان المجرمون أنفقوا معظم موارد البلاد لبناء مؤسسات عسكرية أمنية باطشة و جنجويدية مجرمة وصولاً لتأسيسهم لجيشين منفصلين في كل شيء يصرف عليهما دافعو الضرائب السودانيين من عرق جباههم ليعش غالبية المواطنيين تحت خط الفقر لكي يستمر الكيزان في السلطة و الآن يدفع ذات دافعو الضرائب السودانيين على ذات الجيشين ليفكك بعضهما الآخر عسكرياً ليستمر المنتصر في السلطة وفقاً لرؤية المتحاربين السياسية القاصرة بإعتبارهما أكبر حزبين عسكريين الآن في المشهد السياسي العام في السودان*.
*من علامات الردة الثورية الكبرى التي حدثت بعد 11 أبريل 2019م هي أن يتقدم الجنجاكيزانيون المشهد السياسي العام دفاعاً عن التحول الديمقراطي وفقاً للإحتيال السياسي الجنجويدي و تحريراً للبلاد من الجنجا وفقاً للإحتيال السياسي الكيزاني*.
*لا للحرب و نعم لمحاسبة الجنجا و الكيزان المجرمين على كل جرائمهما منذ مجيء الكيزان للسلطة عبر الإنقلاب المشؤوم و نعم لتسليم المطلوبين دولياً للاهاي و نعم للحلول السياسية التي ستفضي لحل مليشيا الجنجويد المسماة بقوات الدعم السريع صنيعة الكيزان و لعودة العسكر المحترفين للثكنات و لتسريح الجنرالات الكيزان الذين يسيطرون الآن على مفاصل صناعة القرارين السياسي و العسكري في المؤسسات العسكرية و الأمنية و الشرطية و الإقتصادية في البلاد*.