مقالات سياسية

جرد الحساب في الـ97 قبل المئة من الحرب العبثية في السودان

يوسف عيسى عبدالكريم

ونحن على اعتاب مئوية اندلاع هذه الحرب العبثية في السودان أتمنى ان نقف وننظر للوراء و نسترجع الدروس و العبر عل ذلك يجدي نفعا او يسمع عاقلا وقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي .

يقيني ان كل من تفاجأ بهذه الحرب لم يكن ليظن انها قد تتجاوز اسبوعها الأول ناهيك عن يومها العاشر على اسواء الفروض و التقدير حيث اعتقد الكثير من نافخي الكير ان الدعم السريع قد أورد نفسه مورد التهلكة بإقدامه على هذه المواجهة وانه ليس هناك من عاقل يقاتل دولة وجيش وان اغلب معسكرات الدعم السريع قد تم الاستيلاء عليها او تحييدها في اليومين الأوائل من الحرب . كما اعتقد الدعامة و من شايعهم من لجان المقاومة ان استيلائهم على الدولة وامتلاكهم لمقاليد الحكم لن يفصل بينهم و بينه سوى سويعات يقضون فيها على البرهان و يسيطرون فيها على القيادة العامة و يذيعون بيان النصر من داخل الإذاعة والتلفزيون ثم تبدء مملكة دقلو الأولى .

ولكن سوء تقدير الطرفين للأمر منحنا جميعا الفرصة لنكتشف اسواء ما فينا وما فيهم
لقد اكتشفنا اننا و طيلة الثلاثون عاما الماضية و التي اوهمنا فيها النظام البائد بانه كان يأخذ ال 80 % من ميزانية الدولة ليصرفها على مؤسسات الدولة الأمنية والجيش والدعم السريع لتقويتها ولرفع كفاءتها .

اننا كنا نربي ثعابين في حجرنا و ذئاب في قطيعنا فهؤلاء لم يشفع لنا عندهم انهم قد تدربوا وتغذوا و كبروا على مواردنا وتسلحوا من استقطاعات اموالنا من الضرائب والزكاة واشعلوا لنا حربا أحرقت احلامنا و نسفت امالنا و شردتنا وقتلتنا بدم بارد.

لقد اكتشفنا في هذه المئة يوم ان تشدقنا بالصفات الحميدة من كرم و نخوة وشهامة و نصرة المظلوم و إغاثة الملهوف لم يكون سوى صورة ذهنية سرعان ما انكشف غبارها عندما اصطدمت بواقع الإيجارات التي تضاعفت و طارت السماء و تذاكر السفر التي ارتفعت و البيوت و المحلات التي نهبت و السيارات التي سرقت و النفوس التي ازهقت والحرائر التي اغتصبت .
لقد اكتشفنا في هذه المئة يوم ان جيشنا بكامل قوته وعتاده و دباباته و طيرانه و سمعة جنديه و وحداته الموزعة على طول البلاد وعرضها لم يستطع ان يهزم مليشيا مكونة من عربات دفع رباعي و أسلحة خفيفة .

كما اكتشفنا في هذه الأيام المئة ان ما كان و ما زال يدعو له الدعم السريع من خطاب إعادة الديمقراطية و بناء الدولة المدنية ليس سوى طلس وان ديمقراطية البدو الرحل التي تستند في نضالها على البندقية والعنف لن تورث الا خرابا.

يجب ان تقف هذه الحرب
لقد اكتشفنا ان هذه المليشيا عظمها اقوى مما كنا نظن و نتوقع وان الجيش اضعف من ما كنا نظن ونتوقع .

هذه الحرب لا يعرف سرها احد سوى البرهان وحميدتي فقط مثلما لم يعرف حقيقة انقلاب الإنقاذ احد سوى البشير و الإسلاميين فكل الذين هللوا و باركوا و دعموا اكشفوا الحقيقة فيما بعد .
لذا لا تتطرفوا في الواقف فغدا ستنكشف الأسرار وستخرج الحقيقة ساطعة كضوء الشمس وسيعرف الناس ما كان يدور ما وراء هذه الحرب .. لذا أيها البلابسة والجغامسة لا ترهقونا بامتلاك الحقيقة الكاملة ولا تحتكروا صكوك الوطنية توزعونها كيفما تشاؤون..
فنحن أيضا بني جلدتكم يجرى في شراييننا نفس الدم الذي يجري تحت جلودكم
ولكن ادمغتنا فقط هي التي لم تتلوث بعد بفيروس بل بس..

لذا يجب ان تتوقف هذه الحرب لأننا شعبنا لا يستحق كل هذا العناء .

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..