مِنحة الرئيس .. للشقى و التعيس!

أعلنت وزارة المالية وشؤون المستهلك في وقتٍ سابق من شهر إغسطس عام 2012م عن صرف منحة الرئيس الأولى والثانية للعاملين و المعاشيين التابعين للصندوق القومي للمعاشات اعتباراً من الثلاثاء 7 أغسطس وحتى 17 أغسطس 2012م، وتهلل العُمال والموظفين الهالكين بفعل طحن الغلاء علهم يطفئون قليلاً مِن إشتعال الأسواق بهذه المِنحة بل إن البعض رقص فرحاً لنافذة الرحمة التى فُتخت فى وجوههم.

ولم تستثني المِنحة الأولى العاملين بالقطاعات الخاصة بل كان لهم فيها نصيباً كإخوانهم فى القطاعات الحكومية، و أكد – حينها- الأستاذ آدم فضل (أمين علاقات العمل باتحاد عمال ولاية الخرطوم) عن اجتماع مع وزارة المالية للتأكيد على تغذية حسابات الوزارات والمحليات بالولاية لمنحة رئيس الجمهورية للعاملين، حرصاً من الولاية لتلبية احتياجات العمال من مستلزمات العيد (عيد الفِطر المُنصرم) وما تلاه من عيد الأضحى الذى بلغ فيه سعر الخروف الصغير (الحمل) مبلغ لا يقل عن ألف جنيه، مع العلم أن العاملين بالقطاع الخاص لم تصرف المائة الثانية حتي الآن وما زال موظفوها وعمالها قابعين على رصيف الإنتظار ولا يعلمون ماهو سبب التأخير هل هو إتحاد أصحاب العمل؟ أم أنها وزارة المالية؟ أم أنهم غير مشمولين ضمن المنحة الثانية؟

المِنحة لم تشمل المُتعاقدين الجُزئيين فى القطاعات الخاصة والعامة، وقد قُررت لتقابل غلاء الأسعار الذى أصاب الأسواق على أن تعتبر خارج مكونات الأجر الأساسي والإجمالي ولا تترتب عليها أية تكلفة مالية لأي من استحقاقات العاملين التي يتم حسابها بالأجر الأساسي أو الإجمالي، بجانب عدم إخضاعها لأية خصومات ضريبية أو زكاة، وبما أن ذلك المبلغ المُضاف إلى مُرتبات العاملين والمعاشيين سُمي مِنحة فهو قطعاً لا يعتبر حقاً يُطالب به! وإلا لثار ذوى الأجور الضعيفة (ناس رزق اليوم باليوم) الذين يهيمون فى الطُرقات ليقطفوا ما فتح الله لهم به مِن رزق دون أن يكون لهم تأمين إجتماعى و لا تأمين صحي ولا بدل إصابة عمل ولا أجر إضافي ولا كل تلك المُنصرفات التى تدخل تحت بند بدلات خارج المرتب لأنهم ليس لهم مرتبات من الأساس، ولطالب بها الخريجون العطالى الذين يستحقون شهرياً أكثر من تِلك المئتان جنيه حتى يتسنى لهم تسيير أمورهم فى رحلتهم الطويلة المُضنية فى البحث عن عمل وحتى لا يكونوا عالةً وعبئاً ثقيلاً على أُسرهم الذين شربوا المًر طيلة فترة تعليمهم، ولإستحقها العاميلن الذين تعرضوا للتسريح و التشريد جراء خصخصة بعض الوحدات والمرافق الحكومية بسبب اجراءات التقشف الأخيرة.

هُناك فئات تستحق المِنحة بل هي فى أمس الحوجة للدعم المُباشر حتى و إن كان فُتات مئتين جنيه للتخفيف من شِدة الغلاء التي تلسعهم اينما وجهوا وجوههم! تِلك الفئات التى ليس لها مصدر مُحدد لكسب العيش و لا يلوون على شئ سوى السعى هائمين متوكلين على الله متوكئين على الأمل فى إيجاد ما يقيهم شرّ المسألة التي باتت قاب قوسين أو أدنى.

همسات – عبير زين
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا عبير
    خليك مع همسات عبير
    هذة المواضيع بتفتح عليك أبواب صعب تخرجي منها ..

  2. لا تصدقوا كل ما يُقال

    ربما يكون واحدة من القرارات التي تم بلّها وشرب مويتها !

    بما اننا والحمد لله والشكر له من السعداء لذا لا تشملنا هذه المنحة التي اصبحت محنة

    ويكفينا بلّ الاشواق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..