مقالات سياسية

فلنذهب الى سلطة وطنية لا مكان فيها للبرهان وحميدتي

عثمان بابكر محجوب

نعيش في حرب السودان حالة بوهيمية نادرة الى حد  انه لا احد يعرف ماذا يجري في ميدان الحرب ولا احد يدري الى اين وصلت المبادرات السياسية الاقليمية والدولية   وهل هي بالفعل تهدف الى وقف الحرب ام الى استمرارها ؟

والبوهيمية في قصدنا ليس ان نتناول اصلها الغجري أوالتطرق الى استخداماتها في الفن والادب والرسم   بل القصد منها ان نلفت النظر الى ان  الانسان السوداني المتفرد بطبعه المشغول دائما بصقل لسانه  وفق مبدأ ( وطهروا ألسنتكم بالفاسقين ) ما زال لا يدري ان حالة الغموض التي تكتنف حرب السودان وما يدور حولها تؤشر الى ان هناك صفقة ما بين البرهان وحميدتي على اشعال هذه الحرب حتى اذا ما نظرنا الى الامر باقصى نية حسنة  يبدو واضحا ان مصلحة البرهان وحميدتي تكمن في استمرار هذه الحرب وفق القاعدة الذهبية التي تنص على ان وقف الحرب يعني نهاية حميدتي والبرهان لان الشعب السوداني في ثورة ديسمبر بصق الحركة الاسلامية الى مزبلة التاريخ ومع نهاية هذه الحرب سيبصق بقاياها اي حميدتي والبرهان . ومن يظن اننا عميان لا نرى الفرق بين البرهان قائد جيش فلول الاخونجية وحميدتي كلب حراسة الاخونجية سيتحقق من صحة نظرتنا في جلده  لا فرق بين من ينتصر فيها  لكن هناك من يتعامى  عن الحقيقة لاسباب انتهازية  والنموذج الصارخ  الوقح يوسف عزت كمثال  حيث يظهر على وسائل الاعلام بوصفه مستشارا للدعم السريع علما ان الدعم السريع يحاول الدفاع عن شرعية وجوده كونه فصيل من الجيش السوداني وليس حركة سياسية فما صفة هذا الدجال من حيث القانون ؟ وهو باية حال  لا يستحق منا  ان نذكره بالاسم لانه اصغر من ذلك بكثير لكن في زمن الاقزام تكون مضطرا لذكرهم لكن بقرف يكاد ان يتحول الى تقيؤ. ويكفي هذا البوق من الهوان والذل ظنه ان الديمقراطية والحضارة ستصل السودان على اجنحة السفاح ولص الذهب والماعز والغنم حمايتي بتاع البشير .

وما يؤسف له ان الكثيرين  من أهل بلدي ما زالوا ينظرونا الى هذه الحرب على انها مجرد حرائق وفي لحظة ما سيتطيع فريق اطفاء ما السيطرة على الحريق واطفاءه لكن الحقيقة المجردة  تؤكد ان هذه الحرب ادت الى زيادة الحروق في روح السودان وأهله وانه ليس من السهل معالجة تلك الحروق لان تجارب التاريخ  اثبتت ذلك اذ ان من تعامل مع حرب الجنوب كأنها حريق.  انطفأ حريقها لكن ما زالت حروقها تؤلم جسد الشمال والجنوب معا  ومجازر وحروب كردفان والنيل الازرق ودارفور توقف فيها الحريق  لكن عدم شفاء حروقها اشعل حرائقها من جديد ولن تكون الخرطوم وتوابعها في أفضل حال من المناطق الاخرى .

ويسأل البعض وما هو الحل اذن ؟ طالما ان الاغلبية من الشعب السوداني  ترفض حمل السلاح لا بد من انقاذ المناطق الامنة  من الحرائق والحروق  ويكون ذلك بانشاء سلطة تنتج عن  حوار وتوافق عميق بين فعاليات المجتمع الاهلي لان انتظار من سيربح الحرب للاتفاق معه هو بمثابة انتحار جماعي لان المنتصر في هذه الحرب او المهزوم فيها يجب محاكمته كمجرم حرب وليس مشاركته في حكم البلاد باعادة تعويمه .

[email protected]

تعليق واحد

  1. أستاذ عثمان بابكر
    فى هذه اللحظة الحرب مستعمرة وحميدتى غائب تماما وقد يكون فى ذمة الله وهذا يعنى أن من يدير هذه الحرب هى جماعة تمسك بالرموت كنترول وتحركها من الخارج وما دام هؤلاء لم يكتووا بنار الحرب ولم تدمر بيوتهم سيظلوا ممسكين على الرموت كنترول وبالتالي الطرف الآخر وهو الجيش سيقاتل ولن يتوقف ولابد أن يستعين الجيش ببيت خبرة متخصص فى حرب المدن ونحن شاهدنا ان كيف روسيا مع عظمتها وقوتها العسكرية عانت ما عانت من اوكرانيا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..