مقالات سياسية

دور المجتمع الإسرائيلي في الحفاظ على مستقبل دولته ومقاربة ذلك مع الحالة السودانية

... رسالة في بريد زمن الوعي القادم

يوسف عيسى عبدالكريم

تابعنا في الأيام السابقة الحراك الذي انتظم المجتمع الإسرائيلي نسبة لإقرار الحكومة تعديلات مست مكانة الجهاز القضائي وادت لحدوث استقطاب و انقسام  حاد في أوساط المجتمع تخوفت على اثره النخب السياسية وحلفاء إسرائيل من تأثيره على مستقبل الدولة الصهيونية في و قد ارتكز مشروع تغيير السلطة القضائية المقدم من وزير القضاء الإسرائيلي على إحداث تغيير جوهري في مكانة و وظيفة السلطة القضائية  في إسرائيل وذلك بغرض افساح المجال وازاحة العقبات التي تواجه المشروع السياسي للأحزاب اليمينية في الكنيست و الحكومة معًا.

و لكي تتضح صورة تأثير هذه التعديلات على شكل و مستقبل الدولة في إسرائيل فقد اشارت رئيسة المحكمة العليا الى  ان خطورة هذا المشروع لا تكمن في تقويضه لاستقلالية السلطة القضائية  فقط و أنما  تكمن في ان  المشروع المقترح لا يهدف لإصلاح السلطة القضائية وانما هدفه الأساس هو القضاء عليها ( في إشارة الى ان وزير القضاء الإسرائيلي الحالي يعتبر من النخب السياسية التي تتبنى من سنوات سابقة مشروع اخضاع السلطة القضائية للسلطة التشريعية ) وأن الخطة المقترحة للتعديلات  ستحول القضاة إلى تابعين للسلطة السياسية والذي يعني تغيير هوية إسرائيل الديمقراطية بشكل جوهري وتمهيد الطريق للفساد الحكومي.

والناظر الى التخوفات التي تنتاب النخب والشريحة الواعية في  المجتمع الإسرائيلي من تأثير هذه التغيرات على مستقبل الدولة يجد ان كل تلك المخاوف التي طرحت  عانت منها الدولة السودانية وعاشتها  واقعا  خلال فترة حكم الإسلاميين في الثلاثين عاما الماضية حيث حدثت و فيها تغييرات و تعديلات تشريعية بصورة درامية تم معظمها بطرق سرية وغير معلنة اثرت على النظام القضائي و القانوني في الدولة السودانية . وتجلت خطورة تلك التغييرات في تمكين الفاعليين السياسيين من القدرة على تحديد عمل السلطة القضائية واحكامها و التأثير على شروط الاستيعاب و التعيين والترقي و تحديد أعضاء المحاكم الدستورية والعليا واحكام السيطرة على السلطة القضائية بواسطة الجهاز التشريعي ( المجلس الوطني والذي كان الإسلاميين يمثلون الغالبية العظمى والمريحة فيه ) والجهاز التنفيذي ( الحكومة والتي مثل الإسلاميين فيها نسبة 100% ) مما أدى الى افرغ الدولة من مفهومها و تحويلها الى دكتاتورية مطلقة تقوم على حكم الفرد و الحزب الواحد الذي  اختطف الدولة في عهد الإنقاذ.

ان الوعي الذي شاهدناه في المجتمع الإسرائيلي برفضه لهذه التغييرات وخروج عشرات الالاف من الإسرائيليين   الى الشوارع  في مسيرات تهدف الى الضغط على الحكومة لإلغاء هذه التعديلات و التهديدات بتنفيذ إضرابات تشل عمل الدولة من قبل اغلب الشرائح المدنية واستقالة الالاف من ضباط وجنود الاحتياط في الجيش احتجاجا على استمرار  الحكومة في مشروعها هو دلالة عافية واشارة واضحة لان هذا المجتمع يختلف تماما عن صورته الذهنية المرسومة في ادمغتنا والتي انتجتها ادبيات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ويجعلنا نقوم بعمل مقاربة و طرح سؤال بديهي وهو لماذا لا يمارس السياسيين و أعضاء الأحزاب و المثقفين السودانيين والنخب الواعية في صراعهم مع السلطة هذا النوع من السلوك الا عند نقطة الانقلاب و قمة القهر فقط حيث يخرج المجتمع ليفجر ثورة سرعان ما تنسف بانقلاب عسكري صادم .

لماذا لا نتعلم هذا السلوك ونجعله نهج اصيلا نمارسه لتحصين مستقبل الدولة السودانية ضد الاختطاف والانحراف والردة عن مرتكزات تطور الدولة في الاتجاه الصحيح والتي يمكن ان نقوم بتعريفها و الاتفاق عليها في  يحدد اساسيات الامن القومي السوداني.

و كتطبيق عملي لهذا السلوك دعونا ندعم مبادرة الرايات البيضاء الداعية لإيقاف هذه الحرب الملعونة دون أي شروط مسبقة حقنا لدماء السودانيين جميعا من كل الأطراف مدنيين وعسكريين.

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. عشم ابليس في الجنه ربنا يكرمك وتقعد تتمسح في الناس البيعتبروك قرد ، اصلك ما حا تفوت طولك مدام عاجباك الدوله الصهيونيه امش عيش فيها عشان تتركب صباح مسا وتعرف انه منزلتك ما بتفوت منزلة الخروف. وعمايلهم دي في طائفه تالته قاعده بتكورك ليهم انه ربنا كدا حا يغضب عليهم ونحن هنا بنقول ليكم انه ربنا حا يغضب عليكم وقت ما بينفعكم مراجعات ولا Edit للمقالات والافكار … قلتو عاوزين تطبعوا وبعد قنعنا الان بالفم المليان بنقول ليكم اتفضلو اتهنو بعاصمه (اللاءات الثلاثه) (السابقه شحما ولحما ) زرعتو الفتن مثل الحشيش في الشعب السوداني ولن تحصد العنب منه … . طز فيك وطز في المتابعات بتاعتك قال تابعنا.. زمان ناس قروب الزريع السوداني كانوا بيتبجحوا بالتكنلوجيا الاسرائيليه في الزراعه …جدا ! اتفضلوا ازرعوا ! زرعكم البلا اليخمكم

    1. يا الوليد عادة في الليل الجسم بيطلع فضلاته بصورة تلقائية لانو العقل بيكون في حلاة من اللاوعي اقرب للسبات وياهو وريتنا جزء من الظاهرة دي في كتاباتك ياكوز يامندس

      1. انا الحمدلله لا كوز ولا عمري ابقى كوز ، لكن في نفس الوقت عمري ما ابقى زيكم الا ان يشاء الله ، كفايه انه الانسان يقرا عن يهود الفلاشا ويقرا مقالات الصهاينه ومظاهراتهم عنك عشان يعرف انت شنو بالنسبه ليهم ، الكوز بينافق يعمل فيها صحبك وما ادراك ، الصهيوني خلاص اداكم العين الحمرا وصرفها ليكم يقول ليكم خراف وانتو تتمسحو فيهم زي الغنمايه اللقت حيطه ، هم ناس بيقتلوا الاطفال انت جاي تسب لي تقول لي انا كوز ؟ الخاتينك تحت رجلينهم ديل شنو ملائكه ؟ .الكلام الان لا عنده فايده معاكم ولا عنده اثر الا في القوم الحا يجو بعديكم ، ربنا جعلنا عبره للناس ، برهان ود اللذين يجي يتقرصن فينا ومخلي نتنياهو القال جاب السلام بالقوه (رجاله كدا يعني) ، وانت جاي تقول شعب وبتاع ، نخوتكم ميته

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..