ألا يتعظ البلابسة

يوسف السندي
دخلت الحرب شهرها الرابع ومازال الموقف العسكري كما هو، لا حسم ولا انتصار لطرف، ويتوقع ان يستمر هذا الموقف على الارض كما هو الى الابد اذا لم تقف الحرب بالتفاوض.
الموقف السياسي للطرفين المتحاربين ظل كما هو، الجيش يتحدث عن محاربة متمردين خرجوا عليه ويتعمد الصمت عن رؤيته لما بعد الحرب، والدعم السريع يتحدث عن محاربة الفلول والكيزان و عن سودان مدني ديمقراطي بعد الحرب.
الموقف السياسي للاطراف السياسية السودانية ظل كما هو منذ بداية الحرب، انصار النظام البائد الكيزان والفلول يدعمون الجيش ويتحدثون عن انها حرب وجودية وليست حرب ضد متمردين كما يقول الجيش، ويقولون لن تتوقف هذه الحرب حتى ولو يحرق السودان، وهي عنترية ليست جديدة فقد حفظ الجميع هتافهم الشهير: فلترق كل الدماء.
القوى السياسية السودانية الاخرى والنقابات المنتخبة وتنسيقيات لجان المقاومة ظل موقفها كما هو رفض الحرب والدعوة لإيقافها واحلال السلام ومعالجة مشاكل تعدد الجيوش وازمة الحكم عبر الحوار السياسي.
القوى الدولية بلا استثناء ظل موقفها متطابقا مع القوى السياسية السودانية وهو رفض الحرب والدعوة لإيقافها. وقد اجتهد مالك عقار في محاولة تغيير هذا المفهوم الدولي وتصوير الحرب بأنها حرب الحكومة السودانية ضد مليشيات اجنبية، الا انه فشل، وذلك لان الحكومة المسيطرة على الحكم في السودان هي حكومة انقلابية لا تحظى باي احترام ولا ثقة ولا تستطيع أي دولة أن تجاهر بدعمها، كما ان حقيقة ان طرفي الحرب هم رئيس ونائب رئيس هذه الحكومة الانقلابية يجعل من المستحيل محاولة خداع العالم بأي نظرية آخرى حول طبيعة هذه الحرب ووصفها بغير انها: حرب الجنرالات.
في ظل كل ما ذكر أعلاه يظهر للجميع أن هذه الحرب هي حرب بلا معنى ولا قيمة، وأن جميع السياسيين داخليا وخارجيا متفقين على وصفها بالحرب العبثية، ويطالبون بايقافها فورا لان من يدفع ثمنها هم المواطنين والوطن، ولكن طرفا واحدا فقط يؤجج نيران هذه الحرب ويستغل عواطف الشعب بالانتهاكات كما استغلها في حرب الجنوب بالدين، هم الكيزان داخل الجيش وخارجه، وقد ثبت زيف شعارات تجييش الشعب بالدين للجماهير بعد سنين عددا، فهل تود هذه الجماهير ان تنتظر سنينا اخرى لكي تكتشف أنها ضحية خداع الكيزان مرة اخرى؟!
ألا يتعظ البلابسة مما حدث سابقا، ومما يقوله لهم العالم أجمع وجميع القوى السياسية والنقابية السودانية بعبثية هذه الحرب، ويصدقون الكيزان والفلول!! من اين جاء هؤلاء؟!
مقال في منتهى الروعة استاذ يوسف. لا مخرج للمأساة والملهاة التي اقحموا فيها الوطن والانسان السودان إلا بوقفها فورا ودون إبطاء لانه لا حل لهذا الصراع سوى الحل السياسي. وارجو ان تسمح لي اختلف معك في جزئية واحدة. الشعب السوداني في عمومه واع ويعرف ألاعيب الكيزان جيدا وما ثورة ديسمبر المجيدة الا نتاج لهذا الوعي وكفر بمشروع المسيلميين القائم على الخديعة والكذب والضلال. المشكلة تكمن في الكيزان اللي راح ليهم الدرب في الموية ولم يتعظوا ولم يحترموا خيار الشعب الذي لفظهم واصروا على العودة الى سدة الحكم بأساليب مختلفة آخرها الحرب حتى لو احترق السودان بأكمله كما صرح احد كبار مجرميهم. سيدفع الكيزان ثمنا غاليا وسوف تشكل هذه الحرب نهايتهم غير مأسوف عليهم. سيسعى القتلة لاطالة امد الحرب والانجرار وراء اوهام تحقيق الانتصار حتى تأتيهم الضربة القاضية بإذن الله ويتم انتزاعهم من ارض السودان انتزاعا.
نفس الكلام نسمع فيهو من أربعة سنين..انتو ما بتملوا التكرار.. السياسة فن الممكن واذا خالفتوا هذا المبدا دخلتم في المحظور وضاعت أمانيكم.
فلا انت جليطة
لن يتعظ البلابسة يا استاذيوسف السندي فهم اغبي من ان يدركوا حجم الكارثة التي حلت بالوطن وفداحة الورطة التي وقعها فيها ..
لقد حفروا قبروهم بانفسهم هذه المرة !!
وتدهوروا وانحطوا علي غرار كل عام ترزلون من
يونيو 1989 – امريكا روسيا قَدْ دَنَا عَذَابُهَا
يوليو 2023 – اثيوبيا كينيا قَدْ دَنَا عَذَابُهَا
أغسطس 2023 – امبدة سوبا قَدْ دَنَا عَذَابُهَا
كيزان والاجر علي الله ؟؟!!