مقالات وآراء سياسية

فلتخرس الاصوات التي  تعارض وقف المحنة

عثمان بابكر محجوب 

هناك أصوات ترتفع ضد من يدعو الى وقف الحرب  الى حد اتهامهم تارة بتنفيذ أجندة سفارات او باعتبارهم لا يمتلكون اية فاعلية  وبالتالي هم عاجزون عن  اجبار المتحاربين على وقف هذه الحرب تارة أخرى . نحن نعتقد ان هذه الاصوات لا تصدر عن اتباع الثقافة القدرية الذين يندبون حظهم انهم ولدوا في السودان او انهم يقطنون في مناطق القتال بل عن اناس منحازون للدعم السريع او الى الجيش وينتظرون النصر لمن يضمن مصالحهم على حساب اغلبية الشعب في حرب عنوانها “الانتقام من من لا ذنب له ” .

 

نقول لهؤلاء انه عندما سئل الامام مالك : هل حائك الخليفة المنصور من أعوان الظلمة فاجاب بانه من الظالمين ، وبرر ذلك  قائلا لو امتنع هذا الخياط  عن صناعة الملابس للمنصور لما خرج الى الناس ليقيم فيهم الظلم.                                                                     وبالتالي من يدعو الى وقف الحرب يمكن ان يساهم في خلق رأي عام في المناطق التي لم تشتعل فيها نيران المحنة بعد يعارض الحرب وبالتالي يساهم في منع انتشارها وأول الغيث في هذا النهج ظهرت نتائجه في ولاية كسلا حيث  أصدرت النيابة العامة في كسلا أوامر قبض بحق خمسة من قيادات النظام السابق وهم أحمد هارون وعلي عثمان وعوض الجاز وعبدالرحمن الخضر والفاتح عزالدين وهذه الاوامر صدرت بموجب طلبات تقدمت بها منظمات المجتمع المدني وقوى سياسية وقانونيين بكسلا. وهذه على الاقل ضربة معنوية للاخونجية الذين يريدون اشعال الحرب في كل مناطق السودان نتيجة ساديتهم وكل ذلك تحت ستار دعم الجيش علما انه لا يخفى على احد ان هدفهم العودة الى السلطة. وهناك شكوك حول جدية السلطات في كسلا او بورتسودان او غضارف في تنفيذ هذه المذكرات خصوصا وان السلطات المحلية التابعة للبرهان هي من تساعد قيادات المؤتمر الوطني المحلول على ممارسة أنشطتهم السياسية بكل حرية حيث نظم  أحمد هارون وبقية الفلول اجتماعا  في قاعة بطة في كسلا وعقدوا اجتماعات مماثلة في قاعة ايتنينا ببورتسودان وفي قاعة البراء بالقضارف وكل هذه القاعات مملوكة او تحت سلطة الدولة وفي نفس الوقت تعرقل هذه السلطات نشاطات القوى الشبابية وتحاول منعهم من مساعدة اللاجئين وتقوم بالتضييق على المنادين بوقف الحرب  ورغم ذلك هي ضربة معنوية للفلول اذ تفضح اكاذيبهم امام الراي العام .
وهناك خطاب اخر لا يقل خطورة عن الخطاب الاول اذ تسعى بعض الاصوات الى تحميل الضحايا المسؤولية عن الحرب وتبرئة المجرمين باعتماد الخطاب الديني بانتحال البراءة وذلك باتهام جيل الشباب بالمجون والبعد عن المنهيات وسلوك ما تشمئز له الابدان في تحدي سافر لحدود الله كما يزعمون وسلاحهم الاية الكريمة  ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾. ورقم الآية: النحل (112) . فهل هذه الاية عنوانها البرهان وحميدتي ام المسالمين  في بيوتهم ؟ ويدعو هؤلاء الى نداء متجمعي ديني  من أهل السنة والجماعة والمجمع الفقهي والمشايخ والخطباء والأئمة (وزارة الاوقاف) على الدعوى ليقام صلاة الاستغاثة. نقول لهؤلاء ان الدين هو مجموعة من الكذابين المحتالين الذين يبيعون الفكرة المهدئة بأن جسدك هو معبد الله ، بينما عقلك ملك لهم.وبعد تجربة حكم الاسلام لاكثر من ثلاثين سنة اصبح الدين هو ما تشمئز منه الابدان والارواح والانفس ولم يعد مقبولا  التجني على شباب يتوق الى الحرية بتوزيع اضبارات التكفير .لقد حول الاسلام السياسي السودان الى مزرعة الخنازير التي تحدث عنها جورج اوريل  في روايته وما زال هؤلاء مصرون على متابعة طريق القذارة .
ويريدون من كل حر ان يفقأ عينه كما فعل اوديب كي لا يرى الحقيفة . حتى اننا نشك في جدية البرهان وحميدتي في وقف الحرب من خلال مفاوضات جدة لانهما يستغلان منبر جدة  لممارسة دبلوماسية شبيهة بدبلوماسية المافيا الايطالية وهي بالتعريف “داعب الكلب بحنو حتى تتمكن من ضربه بحجر “.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..