قصف بالمدفعية والمسيّرات يستهدف تجمعات لـ«الدعم السريع»

شهدت الخرطوم، هدوءاً نسبيا، أمس الخميس، مع تحليق مستمر لطائرات الاستطلاع التابعة للجيش وقصف محدود بالمدفعية والمسيرات على تجمعات لـ«الدعم السريع» في مناطق متفرقة من العاصمة السودانية.
ودارت في الأيام الماضية معارك ضارية في أمدرمان غربي الخرطوم، وجنوبا في نواحي سلاح المدرعات، ومنطقة العليفون في الريف الجنوبي الشرقي للعاصمة، مما أوقع مزيدا من الضحايا وسط المدنيين ونزوح مئات الأسر من منازلهم الواقعة في محيط الاشتباكات إلى مناطق آمنة.
وقال شهود عيان لـ«القدس العربي» إن القصف المدفعي الصادر من سلاح المهندسين جنوب أمدرمان، ظل متواصلا بصورة متقطعة منذ الأربعاء على أهداف في منطقة صالحة الواقعة في الجنوب الغربي من المدينة.
ووفق بيان أصدره للجان مقاومة المنطقة، فقد أدى القصف إلى تدمير منزل أحد المواطنين ومقتل طفل وإصابة (10) آخرين.
ونفذ الطيران المسير التابع للجيش غارات على مقرات الدعم في المدينة الرياضية وأرض المعسكرات جنوب شرق العاصمة مع سماع دوي إطلاق المضادات الأرضية لقوات الدعم.
واتهمت غرفة طوارئ مدينة أمدرمان القديمة قوات الدعم بارتكاب جرائم الحرب وانتهاكات ضد المواطنين العزل، مشيرة إلى أنها استباحت أمس الأول، أحياء المسالمة والركابية في أمدرمان حيث اقتحمت البيوت ومارست عمليات النهب والسرقة والاعتداء بالضرب واعتقال عدد من السكان.
وقالت إن «ممارسات ميليشيا الدعم السريع تمثل عملا إرهابيا كامل الأركان لا يمكن ان نتسامح او نقبل بتواجد هذه الميليشيا في المستقبل القريب».
وفي الأثناء، نشر الجيش في مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع مصورة لما قال إنها عمليات تمشيط قامت بها قوات العمل الخاصة في أحياء جبرة والعشرة بالقرب من سلاح المدرعات.
وتظهر الفيديوهات جنود الجيش يتحولون في الشوارع والأزقة ويتساءلون عن وجود الدعم السريع. كذلك نشر الإعلام العسكري مقاطع آخرى لعملية تمشيط في محيط القيادة العامة للجيش، بينما أعلنت الدعم انضمام (50) من ضباط الصف والجنود من الفرقة السادسة في مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور إلى صفوفها.
وقالت في بيان لها إن «القوة المنضمة وغيرها من الذين أعلنوا انحيازهم خلال الفترة الماضية والذين تجاوز عددهم الآلاف، سيشكلون مع إخوانهم في الدعم السريع النواة الأساسية للجيش القومي المهني الواحد الذي يضم جميع السودانيين على اختلاف انتماءاتهم الجهوية والإثنية بما يعكس التنوع الحقيقي لبلادنا».
وأشارت إلى أن «التغول السافر للنظام البائد وسيطرته على قيادة الجيش وتحكمه المطلق في قراره أضعفه وأفقده قوميته وسلب موارده وأفقر منسوبيه وجعله أداة بطش لمحاربة الشعوب السودانية وتنفيذ الانقلابات بدلاً من الدفاع عنهم وحماية الدستور وحدود الوطن»
وفي سياق متصل، أعلنت الفرقة (11) مشاة في ولاية كسلا شرق السودان، عن ضبط (2) عربة ماركة بوكس مُحملة بعدد (1000) قطعة سلاح بندقية قنص وذخائر كانت مُهربة في طريقها لاسناد قواد الدعم السريع في الخرطوم.
ويأتي ذلك في وقت، رصد ناشطون تحركات لعشرات العربات العسكرية المحملة بالذخائر وجنود الدعم قادمة نحو أمدرمان عبر طرق ترابية في ولاية شمال كردفان.
وقالت مصادر عسكرية لـ«القدس العربي» إن الطيران الحربي نفذ أيضا ضربات على منطقة «حمرة الشيخ» شمال كردفان التي ظلت تستخدمها قوات «حميدتي» محطة للإمداد العسكري القادمة من غرب السودان. وحسب المصادر أدت الضربات الجوية إلى تدمير (2) مركبة قتالية وقتل (3) جنود وعدد آخر من الجرحى.
ومنذ منتصف نيسان/أبريل، اندلعت الحرب في السودان بين الجيش وقوات «حميدتي» – الدعم السريع – بسبب خلاف حول قضايا الدمج والإصلاح الأمني والعسكري، واتهم كل طرف الآخر بالاستيلاء على السلطة بقوة السلاح.
القدس العربي