مقالات وآراء

الزواج من حيث (ضل راجل ولا ضل حيطة)، هل ما زال يجدي؟؟!

نهى محمد الأمين أحمد

صديقتي الجميلة التي تعرفت عليها في بلد النزوح، في واحدة مما يعرف بمحاسن الصدف، فقد التقينا في أمسية اقامها بعض الأكرمين من أهل المدينة للقادمين من العاصمة فرارا من ويلات الحرب، حظي السعيد جعلنا نجلس بجانب بعضنا، تعارفنا فوجدنا أننا تخرجنا من نفس الكلية ونفس الجامعة، هذا جعل أرضية الحوار المشتركة متينة للغاية، وفي بضعة دقائق كنا قد انسجمنا تماما، خاصة بوجود هوايات مشتركة، والأكثر من ذلك جمعنا هم مشترك، وهو هم الخروج من الديار بغير حق، واللجوء قسريا إلى بلد جديد تشاركنا فيه التعرض لتجار الأزمات والاضطرار لدفع مبالغ فلكية في مقابل بيوت كان يتم تأجيرها بعشر هذا المبلغ أو أقل قبل الحرب،
توطدت عرى الصداقة بيننا بسرعة، فالمواضيع المشتركة متعددة، واعتبرت نفسي وجدت صديقة جديدة رائعة بالرغم من أني أكبرها عمرا، فأنا أم لشابين يدرسان بالجامعة، وهي في بداية الثلاثينات ولم تتزوج بعد، ولم يكن صعبا علي أن أفهم أنها تأخرت في الزواج بالرغم من جمال شكلها وروحها، لأنها فضلت أن تتروى في خياراتها وترفض تماما الزواج من أجل الزواج كهدف في حد ذاته،،

صديقتي أخبرتني أنها تلقت عددا من مقدرا من طلبات الزواج حتى في بلد النزوح، ولكن كالعادة لم تكن الخيارات بما يرضي الحد المقبول من طموحاتها بشأن الزواج، فرفضتها في حسم وبدون ندم، فهناك من هو متزوج يرغب التعدد، وهو مرفوض بالنسبة لها، وهناك من يفصلها عنه فارقا تعليميا وثقافيا كبيرا، وهناك من كان فارق العمر الكبير بينها وبينه هو المشكلة،
حكاية صديقتي قادتني لمحاولة تسليط الضوء على موضوع الزواج وخاصة في بلدنا السودان والإحصائيات تشير إلى تأخر سن الزواج عند الفتيات، وازدياد معدلات العنوسة بالإضافة إلى تفشي ظاهرة الطلاق بكثرة تدعو لمراجعة الأمر والوقوف على أسبابه،
مع ارتفاع معدلات تعليم الفتيات، خاصة في الحضر، خروج النساء للعمل، تقلدهن للوظائف المهمة والحساسة، بالإضافة إلى ظاهرة جديرة بالمشاهدة في السودان وهي تحمل الكثير من البنات في البيت للمسؤولية كاملة بالرغم من وجود أشقائهن الذكور، وهذه الظاهرة ربما ترتبط في المقام الأول بالتركيبة النفسية للأنثى فهي كثيرة العاطفة والحنان وتسرف في الرعاية والاهتمام بفطرتها، وقد أصبحت ظاهرة عادية غير مثيرة للدهشة أن تجد الفتيات في الأيام قبل العيد يقمن بطلاء الجدران ونقل الأثاث، وحتى بعض أعمال الكهرباء، النجارة والسباكة،

والمرأة السودانية كما فرضت وجودها في المناصب العليا في الدولة، تفرض ذات الوجود في البيت، وربما الأمر هنا قد فاق حده، فارتفعت نبرات الاحتجاج من أن الرجال أصبحوا يلقون جل أعباء الحياة على النساء، يشمل ذلك العبء المادي،،،

في ظل هذا الاستقلالية التي عضدت ثقة الفتيات بأنفسهن، وربما قللت إلى حد كبير إحساسهن بالحوجة للرجال، تغيرت نظرت غالبية الفتيات للزواج، وربما توارى كثيرا مفهوم (ضل راجل ولا ضل حيطة)، الذي تسيد الموقف حتى زمن قريب، فمفهوم الزواج كهدف في حد ذاته قد تلاشى، والفتاة السودانية أصبحت تتزوج من أجل تحقيق أهداف محددة من الزواج، وحتى من يقدمن التنازلات يكون ذلك بهدف التخلص من ضغوط المجتمع بشأن العنوسة واللحاق بالإنجاب، وهناك من لا يقبلن الزواج إلا بسبب الحب، وهذه الفئة قد تقدم بعض التنازلات المادية والقبول بالقليل من أجل تتويج الحب بالزواج، الفئة الثالثة لديها مواصفات معينة لزوج المستقبل، مواصفات تفصيلية، تشمل الشكل، الأخلاق والسلوك، المستوى التعليمي والوظيفة، الوضع المادي، الوضع الأسري، وهذه الفئة، قد يصل بهن الأمر إلى قرار عدم الزواج نهائيا، ما لم تتوفر هذه المواصفات التفصيلية في الشريك المرتقب،

ولا ننسى أن هناك أقلية يستجبن لضغط الأسرة والمجتمع وقد يقررن خوض التجربة (كبطيخة مقفولة)، تعتمد تماما على الحظ في معناه المطلق، إذا كانت حمراء، يستمر الزواج، وإن طلعت بيضاء فالطلاق خيار لا يتأخرن في اختياره البتة،
وجهة نظري المتواضعة أن الزواج في معناه المفاهيمي، موضوع شخصي جدا جدا، ولا يمكن نهائيا تعميم الأحكام فيه بأية حال من الأحوال،

فما تقبله هذه الفتاة كخيار، قد ترفضه شقيقتها مبدأ وتفصيلا، وفي كل الحياة يظل التنازل أمرا حتميا، فالحياة عادة لا تمنحنا كل ما نريد، والأمر ينطبق بالتأكيد على موضوع الزواج، الله سبحانه وتعالى خلق البشر لإعمار الأرض، والتكاثر وذلك يتم بالتزاوج بين الناس، التنازلات المعقولة منطقية ومقبولة شريطة ألا تصل الحد الذي يؤدي للندم جراء الخيار الخاطئ تماما،،،

‫3 تعليقات

  1. من واقع الخبرة اقول ان اي شاب او شابة عليه الزواج قبل الثلاثين من العمر تحت أي ظرف من الظروف ومع تقديري واعترافي بأهمية كل ما ذكرته الكاتبة في شان الزواج الا أن تكوين أسرتك الخاصة يظل هو الأهم خاصة عندما يتقدم بك العمر فلن تجد الحضن الدافي ولا رد الجميل الذي افنيت عمرك فيه الا من ابنائك وبناتك الذين ربيتهم وعلمتهم بنفسك ولن تحس بالحرج كما هو الحال مع الاخرين..يعني احسن نكون صادقين مع أنفسنا شوية وطبيعة الدنيا شيلني واشيلك فكيف ان كان بينهم مودة وحب ورحمة.

  2. نصيحه لاي زوله تقرا المقال دا.
    الراجل اذا كان راجل جد جد وما النوع بتاع المظاهر ، فالتعدد حاجه شرعها ربنا وما فيها شي بالعكس يمكن تلقوا فيها خير كتير ، الدنيا دي ما معروفه ما تحرموا حاجات ربنا احلها ، وفي نفس الوقت اذا دايرين تحرموا وتمنعوا حلال ربنا في النهايه بتلقوا واحد شبه الحاجه دي وكلها شهر شهرين سنه سنتين وتبدا الاثار السالبه تظهر ،
    احسن ليكم حياة هاديه في ظل الموده والسكنه بدل حياة المناكفات الرتيبه دي ،
    ما تبقو زي البارن احلام مستغانمي وفي النهايه هي عرست خلت خشمهن ملح ملح

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..