سودان ما بعد الحرب
أمجد هرفي بولس
الان وقد حدث ما حدث ، وما حدث هو الأسوأ علي الاطلاق في تاريخ السودان الحديث ، فحرب عبثية أشعلت لكي تستمر بضعة ايام ، ها هي تدخل شهرها الخامس كحفرة يسمونها حفرة جهنم اشتعلت في تركمنيستان أثناء التنقيب علي الغاز ولم تنطفيء حتي يومنا هذا .
والسؤال الذي يدور في زهن كل سوداني لماذا ؟ لماذا اشتعلت هذه الحرب اللعينة وبهذا الجنون العبثي ، والذي كان وكأنه علي موعد مع آلهة الخراب اليونانية، ليدمر عاصمة كان جل سكانها يعيشون فيها بالكاد مستوري الحال ، لتصبح بين ليلة وضحاها مسرحا لعمليات عسكرية برية وجوية ، لا يجد فيها المواطن المدني غير أن يكون ضحية في شكل لاجيء او نازح او جريح او قتيل او منهوب او ساكن يكتوي بلظي هذه الحرب العبثية اللعينة .
يري ماركس ان اهم ما يحرك التاريخ هو الصراع الاقتصادي ، وسواء اتفقنا معه بالكلية او اختلفنا بالكلية لابد أن نعترف بأن للاقتصاد أهمية كبري في تحريك التاريخ للأمام.
يعاني المواطن السوداني العادي منذ ولادة دولته وخصوصا في اطرافه وهوامشه من ضنك العيش بصورة او باخري، ومن تنمية غير متوازنة ومن حروب عبثية دفعت بالكثيرين الي النزوح الي الخرطوم ، حتي صارت المدينة تحوي ربع سكان السودان .
تمددت الخرطوم افقيا حتي تداخلت مع ولايات اخري مثل الجزيرة والنيل الأبيض من شدة النزوح إليها من الأطراف والهوامش. واصبحت الخرطوم نفسها تعاني من هذا التمدد في شكل نقص في الخدمات وسؤ في بنيتها التحتية ، وتدهور في صحتها العامة حتي اذا جاءت كارثة الحرب كانت الكارثة اكبر من ان يتخيل الجميع ، فها هي معظم الوزارات والمرافق الحكومية تتعطل ومعظم البنوك تنهب ومعظم المصانع تدمر بعد أن تنهب ٠ وها هي اقاليم السودان المختلفة تستورد حتي ماء الصحة من الدول المجاورة.
كل هذه الحقائق تضعنا امام سؤال يشكل تحد خطير ، لابد أن يشترك في الإجابة عليه كل السودانيين ويتمثل هذا السؤال في : هل يريد السودانيون العودة بعد الحرب الي سودان ما قبل الحرب ؟
في اعتقادي المتواضع أن الإجابة ستكون قطعا لا ، ولكن كيف لنا أن نبني سودان ما بعد هذه الحرب حتي لا نعود مرة اخري الي الدوامات التي قادت في نهاية المطاف الي هذه الحرب.
نحتاج في السودان الي دولة حقيقية قوية مبنية علي القانون متجهة بكلياتها الي خدمة المواطن وتنمية الوطن بعيدة عن الايديولوجات العبثية ذات الشعارات الرنانة والتي تقود اصحابها في نهاية المطاف الي الاصطدام بالاخر المختلف حتي وان كان ثمن هذا الاصطدام الوطن باكمله ، وحتي لو تمت التضحية بالمواطن المغلوب علي أمره.
عندما قام مهاتير محمد بتنمية بلاده ماليزيا لم يعلن انه يساري ام يميني ولم يعلن انه إسلامي او علماني وإنما اتجه نحو التنمية الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية وها هي ماليزيا الان لا وقت لها لمثل هذه المماحكات والتي لا تولد الا انقساما وخرابا.
فسودان ما قبل الحرب كان يسير وفق اللا خطة واللا هدف . لدينا تجارة يربح منها التجار اكثر من ٥٠ % دون رقيب او حسيب وفوق هذا لدينا نظام ضراءبي ضعيف ، يعرف معظم التجار كيف يتهربون منه ، فتزداد الطبقات الغنية غني وتزداد الطبقات الفقيرة فقرا وتهميشا.
لدينا صناعة معظمها عبارة عن تعبئة وتغليف ، فتخيل عزيزي القاريء ونحن في دولة زراعية لا نصنع الصلصة إنما تاتينا جاهزة ثم تقوم مصانعنا بتعبءتها ثم نكتب علي العلبة صنع في السودان.
لدينا زراعة ولكنها أقرب للبداءية فلا شركات ضخمة تقوم بالاستثمار في اراضينا الشاسعة السهلة الصالحة للزراعة وإنما هي اجتهادات مزارعين كثير منهم يصل الي السجون في نهاية الموسم الزراعي .
لدينا قطاع صحي متهالك ، سرب معظم امكانيته للقطاع الخاص الذي يعالج المواطنيين بعدما يقطع من لحمهم الحي ، وغالبا ما يتوفي المريض فتكون ميتة وخراب ديار .
لدينا قطاع تعليمي متهالك ايضا سرب معظم طاقاته الي القطاع الخاص فزادت الهوة بين الطبقات وزاد الغبن والشعور بالظلم بين المهمشين وما نهب الخرطوم بهذه الطريقة البشعة الا حصاد هذه الفروق الطبقية الوخيمة.
استعرضت معكم عزيزي القاريء هذه الأمثلة دون اسهاب او تطويل لكي أوضح أن سودان ما قبل الحرب لا يجب أن يعود وإنما نريد دولة قوية تقوم علي مباديء قانون صارم لا مجاملة فيه ولا محسوبية ، قاءم علي خطة تنموية شاملة ، وسموه بعد هذا الاسم الذي تريدون فلا يفرق عندنا أن يكون اسلاميا او علمانيا يمينيا كان او يساريا .
سودان ما بعد الحرب في كف عفريت!! لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم و فهمي للتغيير هو الوعي و الضمير و هذا قولا ثقيلا كيف له ان يستقر في نفس و عقل السوداني ذو الشخصية اللزجة كثيرة الجدل بطبع متشنج. سوف نرى فلعل الله يحدث بعد ذلك امرا
اذا ظل هناك سودان ما بعد الحرب فمشروطياته تفكيك الدوله المركزيه النخبويه الصفويه الغردونيه النيليه المحتكره للسلطه والثروة والاعتبار. والتى تقوم على امتياز الوظيفه واحتكار الامتيازات عبر جهاز دوله لا يعبر عن مصالح الشعب وفشلت فى ادارة التنوع وتاتختلاف وفشلت فى ادارة قضايا الوحدة وتخليق السلام الشامل. سودان ما بعد الحرب ان ظل::::::::فيلزم هدم القوى الاجتماعيه العمياء التى تشكلها بيوتات الارث الطائفى والافنديه الغردونيه واراسماليه الطفيليه الاستعماريه والماسونيه ويلزم تحديد مهام الجيش وعدم تدخله فى السياسه وموضعة الدين فى موضعه الطبيعى وهو سلطة الضمير وليس سلطة الدوله وحظر اى حزب يقوم على اساس دينى قبلى عرقى اثنى مناطقى وكذلك نخليق السلام الشامل وتخليق الريف المنتج ووقف مشروع الاسلمه القسريه والتعريب الجبرى وصناعة التهميش بمكينزيماتها من ترميز تضلليلى واعاده انتاج وقمع بدنى ثقافى عرقى وغيرها ………وتفعيل مبداء المحاسبه والمساله التاريخيه ومكافحه صناعة الفقر والافتقار_____________________________________
الخلاصه: معليش ما عندنا دولة ولا عندنا قياده ولا عندنا ساسه::::::::: عندنا بلد مكونه من المكونات الاوليه لما قبل الدوله من قبليه ودين وعشائريه :::::: ولا يوجد لدينا قائد كاريزمى يضاهى بول كاجمى او مهاتير : وليس لدينا سياسين بل سماسرة سياسة وعملاء وارزقيه متموضعين حول الذات والمصلحه الذاتيه ولايؤثرون مصلحة الوطن العليا والامن القومى ::::::::::::::::::لا اتوقع ان يكون هنا سودان ما بعد الحرب بل سيكون buffer state ومرتع للحركات الارهابيه وتدفقات المتطرفين مثل جماعة نصرة المسلمين ومقاتلى تنسيقية الازواديه والاخونجيه وبقايا داعش والقاعده وغيرها من الحركات الظلاميه الموجوده فى افريقيا __________________________ لقد كان هناك بلد اسمه السودان ( بالمناسبه عرب التيه بتاعرين الساحل الافريقى فى الدعم السريع سيقاتلون من اجل النهب والسرقه ولم يتركو السودان ::::::::::: تحول الدعم السريع الى مهدد امنى وليس مقاتل عسكرى)
مقال ممتاز … لامس القضايا الأساسية دون تطويل ولف ودوران … لكن للأسف نحن قوم أدمنا الدغمسة واللغوسة والخرمجة … أنظر للتعليقات أعلاه حتى تفهم كيف أننا شعب جبل على السواطة وتكرير نفسه وأخطاءه وعدم التعلم من التجارب السلبية … نحن شعب كان يعيش في مكب زبالة كبير “كوشة” والآن نعيش في مكب زبالة كبير يحترق .. وفي أفضل السيناريوهات سنطفيء الحريق ونعود لنواصل العيش في مكب الزبالة