بيان الحركة الإسلامية …. محاولة خلق سياق جديد للحرب الدائرة في السودان (1-2)

يوسف عيسى عبدالكريم
في تطور مفاجئ لدور الإسلاميين في الحرب الجارية الان في السودان و تزامنا مع خطاب الفريق البرهان بمناسبة العيد الستين للقوات المسلحة انتشر في الوسائط بيان صادر عن الحركة الإسلامية السودانية حيت فيه مجاهدات افراد الجيش السوداني وكشفت عن تقديمها ارتال من أبنائها كشهداء فيما اشارت اليه باسم معركة الكرامة و اكدت انها ستظل سندا للجيش في معركته مع القوى المتمردة .
وينظر لهذا البيان كاعتراف واضح و صريح بوجود كتائب من الإسلاميين تقاتل مع القوات المسلحة الامر الذي ظلت قيادة الجيش تنفيه نفيا قاطعا طيلة الفترة السابقة . كما يعتبر البيان بمثابة جرس انذار بان النظام البائد ما زال حاضرا في المشهد السياسي السوداني بقوة وانه بداء يستخدم ورقة كتائب الظل و الحركات الجهادية لرسم صورة جديدة للمشهد و خلق واقع جديد بقوم على توسيع رقعة الصراع و اخرجه من السياق المعروف كحرب الجيش مع مليشيا متمردة الى سياق اخر يقوم على توصيف الحرب بانها حرب ضد مشروع استئصال الدولة الدينية في السودان والذي يحتم اصطفاف كل التيار الإسلامي العريض (الذي يشمل الإسلاميين و التيار السلفي المتشدد و الحركات الجهادية ) دفاعا عن الدين ومكتسبات الامة حسب زعمهم. وقد اصبح الامر جليا الان بان مستقبل السودان سيكون ارض الجهاد الجديدة و معقل الحركات الإسلامية الجهادية التي ستقود الحرب ضد مليشيات عرب الشتات القادمة من الصحراء و المتحالفة مع تيار الدولة المدنية ( العلماني ) مما ينذر بطول امد الحرب في السودان.
لقد درج الإسلاميين و منذ قيامه دولتهم في السودان في عام 1989 على استقطاب التيارات الإسلامية الحركية من شتى انحاء العالم بغرض إعطاء زخم اعلامي لمشروعهم الحضاري المزعوم على الصعيد العالمي والترويج للسودان كحاضنة لتيار الإسلام السياسي والسلفي السني المتشدد و نموذج موازي لنظام الملالي الشيعي في ايران . وقد أدى الانفتاح على الجماعات الإسلامية في السابق الى تدفق مجموعات كبيرة من العناصر السلفية والحركية من المحيط الإقليمي والدولي صوب السودان خصوصا وان التوقيت قد صادف سقوط مشروع دولة الخلافة في العراق والشام و تفكيك الولايات المتحدة لخلايا تنظيم القاعدة و انهيار مشروع الاخوان لحكم مصر حيث تشتت قادة و أعضاء هذه الجماعات وتحولوا الى ذئاب منفردة تبحث عن مأوى لها تعيش فيه كخلايا نائمة حتى يحين ايقاظها بحرب كالتي تدور في السودان الان.