وجدي صالح: هذه الحرب لن تحسم عسكريا وليس فيها منتصر ومهزوم فالكل خاسر

الأسباب التى أدت لإندلاع الحرب بين الجيش السودانى ومليشيا الدعم السريع

بقلم المهندس / سلمان إسماعيل بخيت على الرباطابى

 هنالك سبب داخلى واحد ورد بالفصل السابع من الوثيقة الدستور – تكوين المجلس التشريعي الانتقالي – المجلس التشريعي الانتقالي سلطة تشريعية مستقلة لايجوز حلها ولا تتجاوز عضويته الثلائمائة عضواً ، على أن يراعي تمثيل القوى المشاركة كافة في التغيير، عدا أعضاء المؤتمر الوطني والقوى السياسية التي شاركت في النظام البائد حتى سقوطه وهذا قرار متهور وخاطىء والصحيح أن يكون الأمر متعلق بأى شخص قد أُدين بحكم نهائي من محكمة جنائية عليا في جريمة تتعلق بالشرف أو الأمانة أو الذمة المالية ولم يدان فى جريمة قتل نفس أكان من الكيزان أو حزب الشيطان فأنت لا تجرم لأن التجريم من إختصاص المحاكم أنت لا تكفر لأن الله هو من يكفر بنص قرأنى ، وهذه الفقرة دفعت قوى كثيرة من كلى الجانبين للسير فى طريق الإقصاء وحدث ماحدث
 هنالك مجموعة أسباب خارجية بعضها قريب منا وفى الجوار والبعض الأخر بعيد ولكنها مجتمعة ذات علاقة بالسودان لأنها مشكلات أمن وغذاء يمكن أن يسهم السودان فى حلها نلخصها فى مشكلة الطاقة وما تعانيه دول أوربا مع الغاز الروسى ، ثم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية ومشكلة تصدير الحبوب من روسيا وأوكرانيا لدول العالم التى تعانى من نقص الحبوب ، تليها مشكلة الوجود الأسرائيلى مع الشعب الفلسطينى مما إستدعى الذاكرة لتفتح مذكرات برنارد لويس وتقسيم الدول العربية المجاز من الكونجرس الأمريكى منذ 1983م ، لتأتى الحرب السودانية الأثيوبية التى أسترد فيها الجيش منطقة الفشقة الكبرى والفشقة الصغرى مما تسبب فى ضيق ونقص فى الغذاء لسكان أثيوبيا فبدأت تستغل وجود مقر الهيئة الحكومية للتنمية IGAD بأديس أبابا والتقارب الدينى الذى يجمعها مع كينيا وحدث ماحدث أيضا
 حميدتى وشقيقه عبد الرحيم كانا يمنيان النفس بتأسيس مملكة آل دقلو كإنتقال من تجار الحمير الى تجارة الدهب والحبوب واليورانيوم واللحوم وكل مايزخر به السودان من خيرات ، وهما كتاب مفتوح يسهل قراءته لكل شخص يفك الخط ، فيقرأه الجميع وهما لا يقرأن ولا يكتبان ، فدخلت فرنسا والدول الإستعمارية الأخرى من أوربية وحتى آسيوية وقد تكون معها أمريكا على الخط ليرسل محمد بازوم قرابة ستة ألف جندى من النيجر من أصول عربية ( ليبية ، موريتانية وجزائرية ) من نوعية عرب النيجر بلون محمد بازوم ، ولحظهم العاثر منذ لحظة إندلاع الحرب كان هنالك مخطط رسمه من يدير المعركة نيابة عن حميدتى بتشتيت جهود جنود الجيش السودانى بإتباع خطة خبيثة أن يوزع أتباعهم من الشباب الصغار من ليس لهم خبرة بإستخدام السلاح والقتال تكون مهمتهم إحتلال بيوت المواطنين والمستشفيات وبعض المواقع الحكومية التى تخدم المواطن من وزارات وبنوك وغيرها بعد طرد من بداخلها تحت تهديد السلاح وسرقة ما بداخلها وهذا الأجراء سيربك حياة المواطنين و ويدفع بالبرهان ونوابه باللجنة الأمنية وقيادة الجيش لمطاردة هؤلاء المحتلين من بيت الى بيت فى ولاية مساحتها الكلية لا تقل عن 22 ألف كيلومتر مربع نعلم أن مالايقل عن نصف مساحتها ( أى قرابة 11 ألف كيلومتر مربع تقع ضمن المخطط العمرانى المعتمد لولاية الخرطوم يسكنها ما لا يقل عن 15 مليون نسمة بين سكن معتمد وسكن عشوائى وبأخذ متوسط سكان كل اسرة برقم لا يقل عن 6 مواطنين – رجل وزوجته و4 أطفال – فنحن نتحدث عن رقم مابين 2500 الى 3000 منزل سكنى قانونى وعشوائى بولاية الخرطوم بمحافظاتها الثلاثة الخرطوم ، الخرطوم بحرى وأمدرمان بمحلياتها السبعة ) ، فترك الجيش مواقعه بسلاح المدرعات والذخيرة ، وسلاح المهندسين ، والدفاعات الجوية بكررى ليتفرغ لمطاردة شباب الجنجويد الذين وزعتهم قيادة مليشيا الدعم السريع المتمردة على بيوت المواطنين بهدف إحداث ربكة للجيش متناسين أنهم أمام جيش خبر الحروب منذ مايزيد عن مائة عام وسوف لن تنطلي هذه الخطة الخبيثة عليه ، فخيرا فعل جيشنا حين ثبت فى مواقعه وهنا ضاق صدر الجنجويد فبدأوا حربهم بضرب الأسواق والمستشفيات ونهب الصيدليات ومخازن شركات الأدوية والجيش يتعامل معهم بسياسة النفس البارد ويتوجه سلاح الطيران لأماكن تجمع تلك المليشيات وتتم إبادتهم بضربات سلاح الطيران فى شرق النيل بعيدا عن المبانى المأهولة بالسكان وفى شمال غرب أم درمان وفى جنوب الخرطوم فى طيبة ، فكانت هذه الضربات الجوية المحكمة سببا أساسيا فى هلاك الجنود الأجانب القادمون من النيجر ودول أخرى وكانت هذه المجموعة هل مصدر ثقة حميدتى لحديثة المتعالى إلا أن الجيش أباد هؤلاء الضيوف وإبادتهم كانت فى أيام احرب الأولى وهو ماتسبب فى ثورة الحرس الخاص ضد الرئيس محمد بازوم رئيس جمهورية النيجر ، فقد قدمت هذه القوات التى أخذت جرعات تدريبية خاصة فى فرنسا وكانت مليشيا قوات الدعم السريع المتمردة غير مكترثة لأنهم يعرفون أن الجيش السودان لم يتلقى تدريبات متقدمة منذ ثلاثة عقود كما لم يتم تسليحه تسليحا حديثا أيضا ظانين أن الحرب ماهى إلا تأهيل وتدريب وعتاد حديث ، متناسين قول الله تعالى ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) ومن أسباب تفوق الجيش السودانى على المليشيا المتمردة هو أن الجيش من أبناء الوطن يعرفون شوارعه وأزقته ويحبون ترابه وقد شهدناهم يحثون التراب على رؤءسهم ونقول لهم أبنائى الجنود الأشاوس يمكن وانت فى ميدان القتال تأخذ حفنة من تراب وطنك لكى تتيم عليها لتصلى ولكن ان تأخذ التراب وتكبها على رأسك ووجهك فهذا منهى عنه بحديث صحيح نصركم الله فى كل ميادين القتال ، واقول كلمة لأهلى فى السودان مهما فعل الجنجويد من جرائم قتل ونهب وهدم للبيوت فكل شىء سوف يعود وقريبا إلا أننا لو فقدنا الوطن فهذه هى الخسارة الكبرى التى لا تعوض ولديكم فى أخوتنا فى فلسطين مازالوا يحملون منذ 74 عاما مفاتيح اقفال صدأه والأقفال غيرها المحتل اليهودى وأسمحوا فى ختام حديثى أن انعى لكل أهل السودان إبن أخى البطل الهمام لواء أركان حرب ( ياسر فضل الله الخضر الصائم ) الذى حفر قبره بيده ليموت مغدورا من أحد أتباع الجنجويد وهو رزيقى جندى بحامية نيالا ، فياسر إبن أخى فضل الله رحمه الله إبن بخيته بت على الحسن الجقلبى وأمى نفيسة بت على الحسن الجقلبى وأمه البطل المغوار سعاد بنت عثمان عبد السيد وقد ورث الشجاعة والإقدام من أجداده ميرغنى وبابكر وعثمان عبد السيد وأى شخص عاش بمدينة عطبرة ما بين الخمسينيات وحتى الثمانينيات من القرن الماضى لا بد أن يؤكد ذلك فالى جنات الخلد يا ياسر فقد كتبت تاريخك ضمن صحائف ابطال الجيش السودانى وموتك لن يكون موتا عاديا ولكن درس سيدرس لطلاب الكلية الحربية ….
 رسالتى الأخير للشعب السودانى وأخص بهذه الرسالة السيد البرهان وقائد مليشيا التمرد
منكم من يقول أوقفوا الحرب ومنكم من يقول لاتوقفوا الحرب ، أعلموا أن الحرب التى توقف أو تستمر تكون حربا بين الحق والباطل ولكن هذه الحرب مصدرها هو الشيطان الذى رافق أبونا ادم وامنا حواء منذ ان نزلا على الأرض حين طلب إبليس من ربه أن يرافقهما للارض وقال إبليس لربه ( قال ربى فأنظرنى الى يوم يبعثون ▲ قال فإنك من المنظرين ▲ الى يوم الوقت المعلوم ▲ قال رب بما أغويتنى لأزينن لهم فى الأرض ولأغوينهم أجمعين ▲ إلا عبادك منهم المخلصين ) سورة الحجر 36 – 40 صدق الله العظيم
فى هذا الجزء منى رسالتى أود أن أرسل رسالة لناس برمه ناصر والشباب المنضوى فى تجمع قوى الحرية والتغيير الذين يصطفون فى صف ناس وليام روتو وابى أحمد وهؤلاء لهم مقاصدهم الخاصة ومن يرفضون الحديث عن وقف الحرب ويودون أن تستمر نيرانها حتى تقضى على اخر جندى بمليشيا الدعم السريع
نقول لهؤلاء وهؤلاء إن الحرب التى يتحكم فيها الأنسان ويوقفها حين يريد ويشعلها حين يريد هى حرب بين الحق والباطل والحق هو الله والباطل هو الشيطان ولكن هذه الحرب بدأت بين باطل وباطل لذا أمر وقفها أو أمر إستمراريتها سيكون بيد الله حين يتبين الحق من الباطل ، فهذه حرب لم تخالف قوانين الأمم المتحدة كما يتحدث البعض ولكنها حرب خالفت القوانين السماوية فقد قال صلى الله عليه وسلم ( إذا رفع المسلم سيفه فى وجه أخيه فالقاتل والمقتول فى النار ) فقد جاء ستة ألف جندى مسلم من النيجر لنصرة حميدتى ليقاتلوا جنود الجيش السودانى المسلم ويخرجوهم من ديارهم لموازنات وحسابات عالمية أحدثتها حرب روسيا واوكرانيا وأزمة الغذاء نتيجة عدم تصدير الحبوب وإختلال ميزان السلم فى الأراضى المحتلة وكيف أن مشكلات كثيرة فى منطقتنا تم تضميدها وإغلاق الخراج دون ان ينظف من الصديد ، ومشكلة ليبيا فى توسع ومنطقة الساحل والصحراء تشتعل وجنوب الصحراء ليس بافضل حال ، فلا تستعجلوا إنها الحرب أخوتى فى السودان ، فلو توقف الحرب قبل أن يعاد فتح الجرح وتنظيف الخراج من كل الصديد وأخذ المضادات الحيوية اللازمة فسنعود لحرب أخرى ، وهذا مرهون بعدم تنظيف صدورنا مما علق بها من كراهية الإنسان لأخيه الأنسان والسلام عليكم …