من سنار إلى الخرطوم: أطراف الحرب ومؤسسين الدولة!

أحمد ضحية
ربما أن أهم نقطة تتبادر إلى الذهن على خلفية تاريخ السودان —في تقديري— أن هذه الحرب هي صراع داخل (نفس النظام وروافده في تفكير العقل السياسي السوداني)، الذي أسس (الجمهورية الأولى!) أو ما ظل البعض يطلق عليها إسم (دولة ١٩٥٦)..
نفس العقل السياسي الذي بناها في حقب مختلفة من تاريخ السودان؛ متمرحلة من ممالك ومشيخات وحواكير إلى جمهورية، قرر آخيراً في ١٥ أبريل الماضي تدمير “هذه الجمهورية” والبناء على أنقاضها (جمهورية ثانية) —ربما تكون هي السودان الجديد وربما لا تكون!— فبينما ظل حلم (تدمير مركز السلطة الاستعماري) يداعب خيال “الحركات المسلحة” في الهامش لعقود —باعتبار هذه الحركات تمثل (نُظم تفكير) مختلفة عن نظام تفكير مؤسسي الجمهورية الأولى— إلا أنها فشلت في الوصول إلى مركز السلطة الاستعماري وتدميره!
السؤال: من الذي وصل إلى مركز السلطة ودمره؟
الإجابة: (نفس نظام التفكير في العقل السياسي السوداني) الذي كان مسؤولاً عن تأسيس الدولة منذ ١٥٠٥م!!…
ولو سألنا أنفسنا: ما الذي يفرق ثقافياً وإثنياً بين (العرب العبدلاب القواسمة)، الذين تحالفوا مع (الفونج) لتأسيس السلطنة الزرقاء. أو “عرب كردفان ودارفور”، الذين تحالفوا مع (الثورة المهدية) لتأسيس الدولة. أو “النُخب الكردفانية و الدارفورية والشمالية ونُخب الوسط”، التي ورثت الاستعمار..
ما الذي يفرق بين هؤلاء جميعهم وبين (قوات الدعم السريع) ب”مكوناتها القبلية، وحلفائها من الوسط والشمال والنيل الازرق؟”..
سنُلاحظ أنه.. (هو نظام التفكير نفسه) يصارع ضد بعضه البعض.. ضد رافد من روافده!! بينما النُظم الأخرى، التي عادةً نقصدها عندما نتحدث عن (تنوع السودان). أو يسميها البعض ب(الكتلة التاريخية = الشمال النوبي، جنوب النيل الأزرق، المجموعات غير العربية في دارفور وجنوب كردفان والبجا في الشرق).. هؤلاء جميعهم (ككيان مستقل قائم بذاته) في إطار (الكتلة التاريخية)، هذا الكيان الآن أما متواطئ أو لا (وجود له رسمياً) في هذه الحرب!! أشبه بالمتفرج؟!..
فالفاعل الحقيقي في هذه الحرب، هو (نظام التفكير المركزي)، الذي ظل يقود السودان تاريخياً، و(روافده) التي دخلت معه في صراع!! وهي ترفع (للمفارقة) شعارات (الكتلة التاريخية!!)، فيما الكتلة التاريخية ذات نفسها (مصطكة)، لا تدري ماذا يتوجب عليها أن تفعل، في هذا المنعطف التاريخي الخطير!!!
الحرب نتجت عن قلة الكاش دقلو وجنوده جايعون الجيش جنوده جايعون هناك قلة في المال الدولار .
وفروا الدولار ببيع الغالي واشتروا الرخيص الجيد .
الدولة دورها اشرافي فقط ليس اكثر ولا اقل يجب ان نعول على وعي وقوة شعبنا وذكاه وحرفيته في الخروج من هذا المازق .
الدولة دورها اشرافي وفقط الشعب هو ما نعول عليه .شكرا.
اتفق معك في هذا التحليل لكن أثر الدور الخارجي كبير جدا بحيث يصعب تصديق ان التفكير المركزي بنفسه تبني شعارات الكتلة التاريخية اي انه في مقام مجبر أخاك لا بطل.
ما هذا الهراء يا ضحية انت مثقف وتعرف تاريخ السودان فقولك تحالف عرب كردفان ودارفورمع الثورة المهدية بذات نمط تفكير الكتلة التاريخية فيع كثير مت الخلط ما كان ينبغي يا ضحية ان تصدر انت.
الحركة المهدوية الغاشمة استغلت عاطفة الناس الدينية وتوق البعض للتخلص من الحكم التركي ولم تتحالف ككتلة تاريخية ولم يكن في ذهن الكاذب المتهمدي اي فكرة مما تفضلت بل كان بعيد الطموح وهذا من حقه رغم انه كذاب كان يروم ان يحكم العالم الاسلامي راجع وثائق الحركة المهدوية.
وانت تعلم جيدا ان دارفور بعدما ضمها الزبير باشا للباب العالي بتركيا لم تكن اداريا تابعة للخرطوم ولا نمط التفكير العنصري السائد من بعض عنصريي دارفور.
نعم لسقوط دولة ٥٦ لكي يؤسس كل اقليم تاريخي جغرافي وليس حدود سياسية دولته المستقلة فدارفور وغرب كردفان بحكم تقاربها الاثني والعرقي البعيد كل البعد عن باقي السودان حيث يجب ان يكون ولكي نرتاح ويرتاح مواطن دارفور من تلك المحنة التي لازمت البلاد.
اذا كانت الكتلة التاريخية كما تزعم هي لب المعضلة لماذا لايفكر من هم خارخ تلك الكتلة البائسة في نفض ايديهم وتركها نهائيا.
نعم لهدم دولة ٥٦ نحن في الشمال لانرغب في الاستمرار في تلك اللعبة التي طال شوطها