إلي الرفِيق ياسّر عرّمْان بدايةالتصحِيح يكون بالتنحِي عن مواقِع القيادة

نضال عبدالوهاب
في خاتمة لقاء معه علي “الجزيرة مُباشر” سأل مُقدم قناة الجزيرة مباشر المُذيع “أحمد طه” الرفيق “ياسر عرمان” عن أمر هو نادم عليه مابعد سنوات الثورة وأنه إذا دار به الزمن لن يُكرره مرةً أخري؟ ، أجاب ياسر عرمان نصياً ( الأمر الذي أندم عليه أننا حينما إستلمنا السُلطة لم نُحسن التعامل مع السُلطة كُل قوي الثورة التي إستلمت السُلطة ولم نُحسن تقديم التنازلات لبعضنا البعض كقوي ثورة وإذا دار الزمن مرة أخري لأحسنت قوي الثورة التعامل مع السُلطة وهذه الفرصة التاريخية ولقدمنا تنازلات لبعضنا البعض وهذا هو الأمر الذي يجب أن نسعي له الآن لأن بلادنا تستحق وشعبنا يستحق والسلام يستحق ومجتمعنا الإقليمي و الدولي يستحق ذلك منا ) ، فسأله المذيع بعدها مباشرة قائلاً: الا يستحق هذا إعتذاراً للشعب السُوداني ؟ ، فاجاب ياسر عرمان ( نعم نعتذر لشعبنا أننا لم نوفر القيادة الجيدة التي يستحقها الشعب وتضحياته ونحن مستعدين لتصحيح أخطائنا وأن نكون خُدام لهذا الشعب وأرواحنا ملك الشعب متي طلبها وجدها)…
حقيقةً أُحيي الرفيق ياسر عرمان علي أعترافه الصرّيح و الشُجاع هذا وندمه علي أنهم لم يُحسنوا التعامل مع السُلطة ، وإن كان السؤال له شخصياً لكنه أدخل كُل قوي الثورة التي إستلمت السُلطة علي طريقة الفنانة الراحلة العظيمة عشة الفلاتية ( أنا وأخوي الكاشف ) ، هذا إعتراف جيّد جداً ، ولم يُراوغ فيه وإن أقحم البقية معه ، والأمر الآخر الجيّد هو كذلك تقديمه لإعتذار شُجاع لشعبنا لسبب عدم توفير قيادة جيّدة يستحقها الشعب السُوداني وتضحياته ، وأن أرواحهم ملك للشعب إن طلبها وجدها…
أُحب أن أقول للرفيق ياسر عرمان وهو يعلم أنني من دعاة تنحيه هو وآخرين عن المشهد و بكلمات أكثر دقةً عن الدور القيادي فيه ، و ليس لأي أمر آخر وإنما فقط لذات ما تفضل به في ختام لقاء الأمس بتاريخ ٢٦ أغسطس ٢٠٢٣ معه علي قناة الجزيرة ، فما ظللت أطالبهم به برّغم كُل الإحترام والتقدير الشخصي هو حقيقةً الأبتعاد عن الدور القيادي في هذه المرحلة ، فبلادنا ليست ساحة ( للتجريب) ، هذه البلاد بها مايفوق ال ٤٠ مليون سُودانية وسُوداني وبها العشرات ممن يُمكن لهم التصدي لمهام المرحلة وتمثيل قيادة جديدة لبلادنا في هذا الظرف ، وأنك يا رفيق ياسر وآخرين تمت تجربتكم في فرصة تاريخية كما أسميتها أنت بنفسك ، و لم تُحسن/وا إستثمارها والتعامل معها أي ( السُلطة ) ، وفشلتم كقيادة بإعترافك نفسك بقولك ( لم نوفر القيادة الجيّدة )…
التصحيح يكون بتنحيكم وبمثل هذه الشجاعة في الندم والإعتذار ، وليس بطلب فرصة أخري أو الإصرّار علي البقاء و(مُناتلة) الفرصة وعدم الفكاك من مواقع القيادة ، هذا أمر لا يشبه الثوار الحقيقيون ويقدّح في القائد الحقيقي الذي يعلم أن القيادة تحتاج إتجاهات صحيحة وقرارات صحيحة وتقُبل و تحمل للمسؤلية في حالتي الصواب و الخطأ وتقديم التنازلات في حينها نزولاً للمصلحة العامة ، وإن إعترافك بعدم تقديم تنازلات لصالح شعبنا يقودك لفعلها الآن أنت نفسك وغيرك ممن تعلمهم ويعلمهم شعبنا بالتنحي والإبتعاد عن هذه المواقع لأجل المصلحة العامة ولأجل التصحيح والتغيير وإعطاء الفرصة لقيادات جديدة وعقليات جديدة لم تُجرّب ولم تُختبر ولم تسنّح لها الفرصة في واقع ملئ بالتمسُك بالمواقع والتشبث بها ورفض مُبارحتها وإقصاء الآخرين الجيّدين رجال ونساء وشباب ، برغم كُل ما نراه ويراه شعبنا من فشل ودمار وإنهيار.
رسالتي الأخيرة والمُباشرة وبذات شجاعتكم في الندم والإعتذار هي بضرورة مُبارحتكم للمواقع القيادية وإتاحة الفُرصة لغيركم ، وعدم التمترّس و الإصرار علي البقاء فيها في هذه المرحلة الهامة والعصيبة والتي لاتقبل التجريب وتكرار الأخطاء ، ولكم في المُستقبل إن أطال الله في الآجال وبعد أن تتوقف الحرب ، و تستعيد بلادنا عافيتها وإستقرارها ومسارها الديمُقراطي أن تتقدموا ببرنامجكم إن أردتم لشعبنا وفق خياراته الديمُقراطية ، وهو الذي لديه خيّار عودتكم من عدمه….
27 أغسطس 2023
ارجو ان يصل الكلام الجميل هذا الى كل سياسي سوداني وكل عسكرى متسيس ان المرحلة هي مرحلة الحفاظ علي السودان من التقسم وكما طلب الكاتب من ياسر التنحي فياسر مثال لكل الذين كانوا فى المشهد السياسي فارجو تلبية النداء والتنحي من المشهد السياسي وتسليم السلطة لي مستقلين مدنين وعسكرين فى مرحلة انتقالية .
وكما طلب الكاتب من ياسر اذا اراد العودة الى الحكم ان ياتي من الباب من صناديق الانتخابات واذا الشعب إختارهم لماذا لا يحكمون مع أني أشك فى ذلك لان كل الموجودين حاليا فى المشهد أيديهم ملطخة بدماء الشعب السوداني فمن الافضل لهم التنحي وكتابة مذكراتهم وهذا لو عندهم مذكرات يستفاد منها فى الحياة السياسية .
والله انا استغرب من الذي يتوقع من امثال ياسر عرمان خيرا
نتوقع خير من واحد زي منو يا دكترة
كلام كيزان
السيد نضال طالب ياسر عرمان ومعه تحالف الحريه والتغيير بالتنحي لانهم لم يحسنوا التعامل مع السلطه تناسي السيد ياسر عرمان ان سلطه الحكومه المدنيه الاولي والثانيه لم تكن سلطه بالمعنى الحقيقي وإنما هي بدون انياب ومعلومه لان المكون العسكري احتكر المنظومه الامنيه وبالتالي لم يتوفر ركن رئيس من السلطه والذي يملك المعلومه يحكم .ثانيا تامر العسكر علي الحكم المدني .والشئ المهم لم تكن هناك دوله بالمعنى المتعارف عليه رغم ذلك قدمت الحريه والتغيير نقدا لتجربتها خلال ال٢٤شهرا ووضحت الاخفاق والنجاح وياسر عرمان سار في هذا المنوال نعم كان الحريه والتغيير فتح المجال واسعا أمام قوي الثوره وتقديم تنازلات بدلا من الاحتكار المهم تجربه الحريه والتغيير فيها النجاحات والاخفاقات مثلها ومثل اي تجربه بشريه
احسنت قولا وصنعا وسلمت اناملك أيها الكاتب المخضرم والواقعي، فمن المعروف جيدا أن هذا العرمان افشل من وطأت قدماه الثرى، ومازلت اذكر إلى يومنا هذا حينما ذهبنا إلى مقابلته في مكتبه بأركويت حينما كان شريكا للمؤتمر الوطني بحكم انه من قادة الحركة الشعبية الشريك الأساسي للمؤتمر الوطني في الحكم بعداتفاقية نيفاشا ، اقول مجددا ذهبنا لمقابلته فرفض أن يقابلنا وقام حرسه الخاص من الجنوبيين بزجرنا على أن لانعود لمقابلته تارة أخرى، وقد تيقنت لتوها أن هذا العرمان يعاني من جنون العظمة وحب الاستعلاء ظنا منه أن الحركة الشعبية صمام الامان والدرع الحديدي بالنسبة له بيد انه لايدري أن المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وجهان لعملة واحدة ..
لقد اثبت عرمان انه أفشل من مارس العمل السياسي على وجه الارض..فويح قلبي ماذا يروم هذا الفاشل من أرضنا وإلى متى سيفارق درب العمالة والارتزاق بقضايا الشعب السوداني..