مقالات سياسية

السودان لا يتنفس الا حرية ..!

احمد بطران عبد القادر

هنالك أقلام حرة شريفة تفاعلت مع تاريخ وثقافات الشعب السوداني الذاخرة بالثراء والتنوع وقد قدمت للمكتبة العالمية دراسات أكاديمية مستفيضة كثيرة عميقة ومتنوعة ذات قيمة علمية رصينة قرأت الواقع الماثل في بلادنا بشكل ممتاز وخلصت الي حقيقية ان شعب السودان لا يتنفس الا حرية فهي عشقه ومبتغاه وأمله في المستقبل الزاهر المشرق ظل يرنو اليها ويكافح بقلب مفتوح من أجلها ويتطلع للتغيير لواقع آفضل يستحقه بزل كل ما في وسعه من غال ونفيس لإدراكه او يستشهد دونه ضارب مثلا رائعا في الجسارة والصمود
ولئن كانت هنالك قضايا كثيرة من حولنا تخص العالم العربي والإسلامي كانت محل اهتمامه مثل مشاريع النهضة والوحدة العربية والأمن القومي العربي والإقليمي وتحرير الأرض المغتصبة في فلسطين وقضايا التحرر الأفريقي ومكافحة التفرقة العنصرية فإن من اكبر القضايا التي انشغل بها همه وانصب عليها مجمل تفكيره وجهده هي قضية الديمقراطية وكيف يرسي دعائمها في وطنه؟ وكيف يرسخ مفاهيم ثقافتها؟ وكيف تصبح النظام الأمثل للتداول السلمي للسلطة؟ وكيف نزيل المعوقات من امامها لتنجح وتخرجنا من الدائرة الشريرة دائرة سيطرة الانظمة الشمولية المستبدة وتداولها عبر الانقلابات العسكرية التي تأتي غالبا لتجهض التجارب الديمقراطية عقب فترات الانتقال المشحونة بالرؤي والأفكار المتداخلة والمحملة بالمصالح المتقاطعة والإشكاليات المتجذرة هذه الفترات الانتقالية التي نصل اليها بفضل الانتفاضات الشعبية التي انقدحت شرارتها منذ فجر العقد الأول للاستقلال بتفجر ثورة اكتوبر في تاريخ ١٧نوفمبر١٩٥٨م هذه الفترات الانتقالية كانت دائما تخصص للإصلاح العدلي والمؤسسي وإزالة آثار جرائم الديكتاتورية
ولما كانت هذه الانقلابات تحدث نتيجة عوامل داخلية متعددة ومؤثرات خارجية ذات نظرة مصلحية بعيدة عن تطلعات الجماهير ومصالحها في التعايش السلمي وتبني مشاريع النهضة والتنمية المتوازنة والمشاركة في صناعة القرار والإصلاح المؤسسي لسلطات الدولة كانت تنشأ حركة مقاومة من قبل شعبنا بكافة مكوناته الاجتماعية والسياسية والمهنية ترفض وتقاوم بجدية وحزم ماضيا في مشروعه النضالي لاسترداد سلطته وتحرير إرادته لا يضره من يخالفه ومثل ما قاوم شعبنا الانظمة الشمولية المستبدة في بلاده كذلك كان مساهما فاعلا في مناصرة حركات التحرر والاستقلال في العالميين العربي الأفريقي لتتأكد حقيقية عشقه للحرية و إيمانه بالثورة وقدرته علي صناعة المستقبل لكن النخب المتعافية علي حكمه كانت بائسه يائسه منكفئة علي ذاتها غير راغبة في التغيير الجذري مثل العسكر تماما ومن يتحالف معهم من مدنيين كلهم ساهم بقدر كبير في إعاقة مشاريع التغيير واجهاض الثورات الشعبية فلم نتمكن من إنجاح التجارب الديمقراطية التي كانت تأتي دوما بعد الانتفاضات الجماهيرية مدللة علي سلامة الوعي وعدالة المقصد لشعبنا
غير ان الأحزاب التي وصلت للسلطة عبر الانتخابات عقب هذه الانتفاضات (كحال حزبي الامة القومي والاتحادي الديمقراطي) كانت قليلة حيلة و أدائها لم يختلف كثيرا عن تلك التي وصلت عبر الدبابات (كحال الجبهة الاسلامية القومية) و لم تفلح في تلبية رغبات الشعب في  إقامة حكم مدني وطني (دعك من ديمقراطي) يستجيب لتطلعات الجماهير المشرئبة لحياه كريمة وواقع افضل كما لم تستطع إيقاف حروب الأطراف العادلة حتي تطورت الصراعات فيها وذهبت في اتجاه معاداة جماهيرها لمركز صناعة القرار وحملت السلاح في وجه الدولة مما شجع قوي ظلامية ظلت تتأمر علي الشعوب الفقيرة والمجتمعات النامية باشعال نيران الحروب فيها وتأجيج الصراعات العبثيه بغرض ضرب نسيجها الاجتماعي وتفتيت وحدتها او تقسيمها واستغلال مواردها لصالح نهضة ورفاه شعوبها هي لتعيش بلداننا حياة الفقر والعوز والجهل والتخلف فتهاجر الكوادر المهنيه والكفاءات الوطنية وتبقي منها قلة قليلة يستميلها السلطان الظالم ويلهيها بشعارات براقة لتصبح جزءآ منه مقابل حياة البزخ والدعة والاستمتاع بأموال الشعب بعد تطويعه بالكبت والإرهاب وتضليله بالإعلام الخادع الكذوب وفق تفعيل مقاومة نظرية المؤامرة .
ثورة ديسمبر المجيدة حاولت ان تخرج بالبلاد من هذه الدوامة فحملت رؤية متكاملة لحلول ناجعة للازمة السودانية تقوم فلسفتها علي تفكيك بنية الاستبداد والفساد ومحاكمة رموز النظام البائد لتفعيل قاعدة المحاسبة ولا للافلات من العقاب فلم يعد مجديا ممارسة سياسة عفا الله عما سلف لان المجرمين يستغلون سماحة وطيبة الشعب ولا يخشون العقاب فعندما تكون السلطة بيدهم يرتكبون افظع الجرائم واشبع الانتهاكات لحقوق الإنسان وينهبون الأموال ثم بعد سقوط انظمتهم يهربون للخارج كي يستمتعوا بأموال شعبنا .
وعندما خشيت القوي المعادية للتغيير والديمقراطية علي مصالحها ومصائرها نشطت وفعلت كل مافي وسعها لإجهاض الثورة عبر سلسلة من الأحداث والوقائع لتنحرف بالصراع عن مساره الصحيح واحداث حالة من التوتر والارتباك في المشهد السياسي لتقود البلاد الي فوضى تخطلت فيها المفاهيم حتي لا نتبين ما الغرق بين هذا الفعل او ذاك؟ كحال من وقع اتفاقية للسلام تخرق الدستور زاعما عدالة قضيته تسمح له ذلك…! فهل نقبله او يعود لتمرده او كمن اغلق طريقا قوميا يضر بمصالح الجماهير زاعما انه يخدم عدالة قضيته…!
تجاوزنا هذا كله لنتفاجأ بمن يذيع بيانه منقلبا علي حكومة الانتقال التي هو رئيس مجلس سيادتها مدعيا انه يصحح مسار الثورة..! ثم يؤيده من كان بالأمس القريب يناضل ضده…!
كل هذا يدعو للاستغراب والحيرة ولكن كان الأكثر اندهاشا به هو ان يستغل أحد اركان السلطة الانقلابية قوة عسكرية تربت وترعرعت تحت كنف الدولة كانت تحت تصرفه في تفجير حرب شعواء لا تبغي ولا تذر ترتكب فيها ابشع جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية تحت مزاعم جلب الديمقراطية وتأتي الغرابة من ان هذا الزعيم منتج خالص من سلطة الاستبداد وشريك في كل الجرائم التي ارتكبت ضد الشعب لإعاقة مشروع الانتقال المدني الديمقراطي
وعليه حتي لا نفارق خط الثورة فإننا نقول بوضوح ان المكون العسكري غير مؤهل للحديث عن الانتقال المدني الديمقراطى خصوصا قوات الدعم السريع التي استباحة الأعراض والأموال وحرمات البيوت والمرافق الخدمية وقطع الطريق العام والقتل بدم بارد دون اي وازع اخلاقي او ديني او حتي ضمير إنساني مع الرغبه في الاستمرار في المشهد..! يا للعجب لذلك لابد من الإقرار ان رسم خارطة مستقبل الدولة لابد من ان يكون بيد القوي السياسية المدنية الثورية وينبغي عليها طرح رؤية توافقية تلبي مطلوبات التغيير والتي ياتي في مقدمتها النأي بالمؤسسة العسكرية بعيدا عن ممارسة اي ادوار سياسية وعليها ان تنسحب من المشهد طوعا بعد إيقاف الحرب وتهيئة البلاد لانتخابات حرة نزيهة تحت رعاية ورقابة دولية (العسكر للثكنات والجنجويد ينحل) كما علينا انهاء فكرة تعدد الجيوش من أساسها فعلي القوات المسلحة فتح معسكراتها وكلياتها لاستيعاب احتياجاتها من الضباط والافراد علي اسس قومية مهنية ثم تنظيم قوي الاحتياط بتفعيل قانون الخدمة العسكرية الوطنية لتغطية النقص وتدارك الحالات الطارئة مستقبلا كذلك علينا ان نولي قضايا العدالة والقصاص والعدالة الانتقالية اهمية قصوى
ولئن لم نحسم قضية الا تفاوض مع العسكر باطرافه المتحاربة الا علي التسليم فلا يوجد سبب منطقي يبقيهم في السلطة او ان يكون لهم دور في المشهد فإننا لن نخرج من دائرة الفشل ولن تتوقف الحرب بل ستندلع مجددا بدوافع اخري وبصورة اقبح واعنف من الاول وبصبغة جهوية ونزعات انفصالية فمن المؤكد ان هنالك قوي ظلامية تعمل لحدوث ذلك او غيره متي ما وجدت الفرصة سانحة امامها حتي لا تنعم بلادنا بالأمن والاستقرار ونتراجع عن مشاريع المطالبة  بالديمقراطية التي تمكن الشعوب من التحرر والاستقلال وتصبح سيدة علي موارها وحرة في اتخاذ قرارها فتصعب عملية تطويعها او إستغلالها فتسلم من المؤامرات ويسلم شعبها ويضحي مستقبله في امان.

‫3 تعليقات

  1. يا جماعة اعرف ان هناك ناس لاتسكن الخرطوم تسكن بالخارج واعرف أن هناك ناس لها مصلحة مع الدعم السريع وناس تكره الكيزان كيف حميدتي حامي الكيزان يحارب الكيزان الناس ماواقفة مع الجيش عشان برهان الطفل يفرق بين من يضربه ومن يتركه من غير أن يعطيه حلوي الساكنين في الخرطوم فقط يعرفون الحاصل من سرق واحتل بيته ونهب كيف أقنعه أن الدعم السريع حاجة سمحة
    شماعة الكيزان لاتنطلي إلا كتاب الراكوبة وسودانيز اون لاين المغيبين
    مفعله الدعم السريع لا يريده إلا زول غير متضرر اذا كان الدعم يريد محاربه الكيزان لماذا لايحاربهم في تركيا وقطر المساكين ألفي الخرطوم زنبهم شنو
    الذي لاين رفع الدعامة أن العمارات لم يعطيها الكيزان للناس إنما دروس وتغربو
    عندما غيرهم من ضل لي ضل ومن ست شاي لست شاي هكذا نمنع الاجتهاد والتميز والعلم المهم تشيل ليك بندقية وتحتل وتنهى غيرك وتقول انك بتجارب الكيزان الكيزان سرقو لكن ما بالطريقة دي ناس فاكرة أنها لمن تقيف مع الدعم أنها مستديرة
    وهي قمة التخلف الشعب داير زول يخلصو من الدعم كيز ان شيطان
    ما مشكلة أول من يتم غدر بهم العاملين
    فيها مستنيربن
    وهم مغيبين
    بعض الجهلاء يتفكرون أن مشكلة الناس كيزان حرية تغيير
    حركات مسلحة جبريل اى دول برهان الناس أولوياتها مختلفة
    مافارقة معاه كيزان ولا شيطان إلا المغيبين
    عندما تسمع تحول ديمقراطي وينهى عرقك تصاب بالحساسية من الكلمات دي اقصد المتضررين
    لا أقصد المغيبين
    وأصحاب الأهواء
    القبلية والذين ان مصلحة الوطن
    في مصلحتهم فقط
    نعم لا نريد الحرب لكن لان رضي
    جيشين وحكم قبيلة في بلد فيه خمسمائة قبيلة
    إلا نكون معتوهين

    نريد أن نكون آمنين

    وليذهب

    ا لجنجويد عارف الكلام دا ما بتعجب ناس مغيبة لكن

    1. نحن كشعب متضرر تفتكر أن البرهان زاتو ماجادي لو حادي لتتبع تكتيكات تنهي الحرب بأسرع فرصة مثلا استدعاء الاحتياط شرطة جيش مرور سجون مستنفرين
      مواطنين المهم أجمع خمسة مليون شخص ممكن انشرهم في كل العاصمة
      في أسطح المباني في جميع الأحياء
      لابسين ملكي
      كل واحد يصطاد ج نجويدي
      قناصين بس لا حوجة لطيران او مدفعية
      المهم الجدية من الجيش كل واحد برأس
      لو جات كل أفريقيا بتتلحس
      سواطير وشابات المهم الجدية وعدم سماع أمريكا إمارات حوار إيفاد وكلام فارغ
      الجيش جيش من الأسود يقوده ارنب
      والله لو في جدية ملحس ا لجنجويد في يومين مراجعة للبيوت إلا البيوت تلقت الخلاص الله الحرب دي لو انتهت من المليشيات تكون إنجاز كبير حتي لو تضررا
      المهم البلد دي ما في زول يشيل سلاح إلا الجيش ما في حاجة اسمها ودمج وكلام فارغ لماذا تدفع البلد لعطاليالحركات
      الداير يخش الجيش الجندي
      دروب
      معروف والضابط يخش الكلية ملازم فقط
      اي زول دعا مي او وافق مع الدعامة للقضاء خلي الإمارات تزعل أمريكا تزعل المهم ال بل نحتاج لقائد ود مقنعة والله أفريقيا كلها ندوسها
      خليك من دعم وكلام فارغ
      المهم الجدية
      والحزم
      والله ألقي الجيش ده احتل افريقيا
      كلها خلي نيجر أفريقيا الوسطي
      وكلام فارغ
      يمكن تنظيف العاصمة
      في ايام لو في رجولة
      وقرار
      بعد داك حكم عسكري سنة واحدة تكون
      مفوضية انتخابات ذي ما عمل سوار
      الدهب
      ويتكلم الفائز
      السلطة جنجويد كيزان زعيم معيط قرد
      مش جابو الشعب
      ما مهم
      ما في حاجة اسمها توافق
      مفاوضات وكلام فارغ
      ما في محاصصة
      كيكة جوبا وترك وكلام فارغ
      اي زول معارض
      يتبل
      الثورة ما حقت زول
      هذه خارطة طريق
      اي جيش
      يتحل

    2. يا حسن رابا رب رب رب. الربربة التقطع رقبتك. يازول امش نحو الأمية أو ارسل رسالة صوتية. اللغة العربية معاك في خطر. قرفتنا الله يقرفك.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..