عقوبات أمريكية!..مرةثانية؟ هل أنتم جادون؟

منير التريكي
لثلاثين سنة ظلت أمريكا تفرض عقوبات وحصار إقتصادي على الشعب السوداني. هذا الأمر فاقم من معاناتهم وأضر ببنية السودان التحتية. بينما الذين تسببوا في هذه العقوبات من قادة النظام البائد لم يتأثروا بالعقوبات. ظلوا يسافرون ويتمتعون بأموال الشعب. ولا زالوا يستمتعون في تركيا ومصر والإمارات وغيرها بما نهبوه طوال حكمهم الفاسد. لا توثر فيهم العقوبات بل تزيدهم ثراءا..هم يحتالون على الشعب ويحتال عليهم السماسرة الدوليون… والفضل في ذلك للعقوبات التي تمثل شماعة تتيح الفرص للصفقات المشبوهة في السوق السوداء.كما استثنت أمريكا وقتها سلعة الصمغ العربي من الحظر لحوجتها له. فالسودان ينتج أكثر من ثمانين بالمئة من هذه السلعة المهمة جدا للعديد من صناعات الأدوية والحلوى والأصباغ وغيرها . هل يستطيع أحدكم أن يخبرنا عن تأثير العقوبات الأمريكية والحصار الإقتصادي على رموز النظام الفاسد الساقط؟
أمريكا بتصديها للشأن السوداني تقوم بتقوية الطرف الذي يفترض معاقبته. تقاعس المعارضة خلال سنوات الإنقاذ السيئة السمعة كان بسبب آمالهم العريضة على المجتمع الدولي وخاصة أمريكا. بينما في نفس الوقت كانت أمريكا تلعب لصالح أوراقها في المنطقة. تنسق مع قادة النظام البائد في ما يخص الإرهاب وسياساتها في المنطقة. بالطبع لا أحد يلومها على تفانيها لرعاية مصالحها. لكن عليها أن تتحمل مسؤولية خيبات الأمل على وعودها التي لم تفي بها للشعب السوداني طيلة فترة حكم الإنقاذ البائد. في نهاية الأمر شمر شباب السودان عن سواعده و قدموا التضحيات الجسام واقتلعوا بثورة عظيمة النظام المستبد. للأسف تكرر الإدارة الأمريكية هذه السياسة الآن. وفي الواقع فإن جهود الحكومة الأمريكية منذ قيام ثورة الشعب السوداني الأخيرة في ديسمبر2018م وحتى الآن لا ترقى إلى اطروحات أمريكا التي تنادي بها علنا”. إن لم تقف الإدارة الأمريكية بكل جدية للمساهمة بفعالية لإنهاء الحرب في السودان فلا اعتقد أن لديها الحق في إرسال مبعوثين ومسؤولين لا يقدمون سوى مزيد من الوقت للمتورطين في الحرب. كما يقدمون وعودا براقة للسودانيين وللناخبين في أمريكا عن جهود لإنهاء الحرب في السودان. أما الحديث عن العقوبات فهو فقط لإثبات حضور غير فعال. أقترح على الإدارة الأمريكية أن تنسق مع جامعة دول أبو الغيط العربية. هذه الأخيرة ظلت تقدم مواقف سلبية للغاية في ما يخص الشأن السوداني والشأن العربي عموما. هذه هي القضايا التي من أجلها تم تأسيس جامعة الدول العربية. من أجل التصدي لمثل هذه القضايا يتم صرف المخصصات والمبالغ الضخمة من ميزانيات هذه الدول.
في الرياضيات سالب زايد سالب ينتج موجب. ربما أنتج موقف أمريكا السلبي مع موقف جامعة الدول العربية السلبي موجبا ما… ماذا تقولون؟
آه.. نعم.. أنا أيضاً أشك في ذلك.
لا عليك.. العيب ليس في أمريكا ولا عقوباتها ولا المجتمع الدولي…العيب فينا نحن السودانيين بعدم قدرتنا على إدارة خلافاتنا واستقوائنا على بعضنا البعض بالخارج.. اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين..إياك أعني يا أحزاب فاسمعي.