مقالات وآراء

حول حل قوات الدعم السريع: من الذي يحل و من هو المحلول؟

أحمد محمود احمد

ضمن الحالة العبثية التي دخل فيها السودان فقد تناقلت الأخبار ان الجنرال البرهان قد أصدر قرارا بحل قوات الدعم السريع ضمن حالة لا يمكن وصفها الا بمتوالية
“الخبل و العبط” والبرهان يفعل ذلك بوصفه رئيسا لمجلس السيادة و مجلس السيادة ليست لديه صفة دستورية أو قانونية لإتخاذ أي قرار يتعلق بشأن الدولة، إذ إنتهت شرعيته عبر انقلاب البرهان علي المسار الديمقراطي والوثيقة الدستورية ومعها الشرعية الثورية ..

السؤال الجوهري هنا وبعد اصدار هذا القرار الفضيحة، من الذي سيقوم بتنفيذه علي أرض الواقع، فهل ستتنزل ملائكة معركة بدر لحل الدعم السريع، ام ستقوم بذلك كتائب البراء بن مالك؟
وما جدوي القرار اصلا سواء كان من جانب سياسي او عسكري؟
هذه الحالة التي نشاهدها اليوم تعكس المدي الذي وصل إليه السودان عبر هذا العقل الكسيح..لأنه وضمن أي مقاييس فأن الصراع في السودان قد خرج من دائرة القانون والدستور إلي دائرة السلاح، و بالتالي فان
من يسيطر علي الارض هو الذي يفرض شروطه ويقرر في كافة المسارات..لقد ظل البرهان داخل المخبأ او “البدروم” لقرابة الخمسة اشهر و خرج حافيا منكبا علي وجهه، فلماذا تأخر كل هذه الشهور في اصدار قرار حل الدعم السريع، ومن هو الذي يحل في هذه الحالة، اهو الجنرال ام نائبه الذي يسيطر علي غالبية مواقع الجيش وينضم لقواته بعض ضباط الجيش، في حين تنضم للبرهان و جيشه المهزوم كتائب الحركة الاسلامية في اختراق واضح لكل قوانين القوات المسلحة التي لا تسمح للمدنيين بقيادة الجيش، حيث تقود الحركة الاسلامية الجيش و منذ ان أبتدأت الحرب و تقود المعارك وتوجهها..فالجيش الذي يقاتل ميليشيا قرابة الخمسة اشهر و يتراجع وينهزم في كل المواقع هو جيش محلول من حيث الفكرة و من حيث الموقع، او لنقل انه لا يوجد جيش حقيقي علي الارض، انما مجرد مسميات ورتب ونياشين افسدها الاخوان المسلمون..

اذا كان هذا الجيش لا يصمد امام ميليشيا، فكيف كان من الممكن ان يصمد امام أي دولة اخري يمكن ان تهاجم السودان، فهل عبر نظرية “الدفاع بالنظر” التي اتي بها و زير الدفاع في نظام الانقاذ عبد الرحيم محمد حسين حين سأله الطاهر التوم عن كيفية تأمين المجال الجوي السوداني، و اجابه بأنه قد اعطي الاوامر للجيش والشرطة والأمن في بورتسودان لمراقبة الاجواء السودانية بالنظر اي بالعين المجردة بعد ان فشلت الرادارات في رؤية الطائرة الاسرائلية التي اخترقت الفضاء السوداني حين ذاك..هذا هو اساس الجيش الذي يقاتل اليوم حميدتي، جيش الدفاع بالنظر او جيش زرقاء اليمامة ويقوم قائده بجولاته المكوكية وبأعتباره رئيسا للسودان، و يقف علي “كورنيش” مدينة العلمين مندهشا بالمعمار والمناظر الخلابة و شعبه يهيم مشردا داخل السودان و خارجه، و بدلا من ان يعلن وقف الحرب فورا و عاجلا ، فقد اعلن حل قوات الدعم السريع متلبسا شخصية رجل الدولة و الشرعية المتخيلة..ان البرهان قد فقد المباديء و فقد معها قيم الرجولة و هذا يكفي ان يغرب عن وجه السودانيين تماما وان يأخذ مكانه أي عسكري وطني ينهي هذه الحرب التي دمرت الأخضر واليابس ويضع حدا لهذه العقلية السوقية والتي لا تعي ما تقول..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..