بين ديمقراطية حميدتي ومدنية برهان و(حرية ،سلام ،عدالة) شعار الثورة يضيع شعب

د/ ابو علي احمد
المتأمل لما آل اليه حال الشعب السوداني يجد ان المشكلة أعمق ومتجذرة لا يمكن أن تحل بحلول معتادة ،،لأن كل ما ذكر في العنوان أعلاه من شعارات مصاحبة لحاملها الذي يسير عكسها ويؤمن بضدها، ،
ما يمارسه أنصار حميدتي لا يحمل في طياته من الديمقراطية الا اعتذار حميدتي للشعب لما سببته له الحرب من مآسي ،،الم يدرك يوما بأنه طريقه الذي يسير به الي حيث نحن الآن؟ أليس من باب الحصافة ان يضع خطته مسبقا لتلافي ما حدث ام انه يعتقد بحفنات المال يستطيع أن يشتري كل شيء ؟ كل الأحداث من حوله ابتداءا من خلافه مع أحمد هارون الذي أخمد ناره وقتها البشير مرورا بمسرحية سقوط البشير وانتهاءا بانقلاب البرهان المخزي في اكتوبر كلها كانت تشير بأن حميدتي لن تصفو له الايام طالما ان الكيزان تحت رماد البرهان يضيئون ويكيدون الفتن،،،اما كان حري به ان يقف بديمقراطيته المزعومة وقتها شامخا يخطب ود الشعب وينحاز الي الشعب الذي كان في قمة غليانه؟ ولكنها الفرص لا تأتي مرتين بعد ان نالته خيانة الشريك المتغطي بهيمنة الكيزان رجع الي كنف الشعب يخطب وده بعد ان اضرم النار في خيام الشباب النيام ونكل بهم ،استخدمه الكيزان لأجل لهذه اللحظة وتغلق الباب دونه حتي لا ينحاز له الشعب ،وقد كان رمي بثقله لنيل رضا الكيزان المتخفيين والذين يظنون ان الحكم ورثا لهم لا ينبغي لاحد من بعدهم حتي ينزل الله المسيح عيسي ابن مريم عليهما السلام ،،، لبس البرهان جلباب الكيزان ظنا منه انها جلباب مخفي لا يراه أحدا عليه ولكن نسي ان يخفي السلوك فمدرسة الكيزان ليس لبسا ولكنها سلوكا وتربية ونهجا ،،، لم يترك البرهان مجمعا ولا مجلسا الا وصرخ مناديا بالمدنية والتي لا يعرف عن معناها شيئآ الا اسمها ،،قام باعاقة المكون المدني لدرجة انه صار لعبة في ايدي الدول الاخري يسيرونه يمنى ويسري لتحقيق حلم ابيه بحكم السودان لم يضحك عليه الشعب فقط الذي مهر نضاله بدم شبابه ولكنه أضحك عليه الكيزان وسخروا من احلامه ان كانت حقيقة ذلك بأنهم يملون عليه اوامرهم فتوعدوه سرا بسبب حلمه الغبي ولكنهم اجلوا النظر في أمره ريثما يمتصوا غضب الشعب من جهة وويتمكنوا من استغفال واقناع المجتمع الدولي من جهة أخري بانهم قد زالوا ،،ولكنه غباءهم المعهود لم يتحروا بعد من انتهاء المعركة فهرعوا لجمع الغنائم فانقلب عليهم بمهلكة سترميهم الي مزبلة التاريخ ان شاءالله ،،
أصبح غباءهم اكثر وضوحا باستخدامهم البرهان ليبلغهم غاياتهم بالحكم مرة أخري، نسوا ان هذا البرهان تربيتهم، ،سلبوا ارادته واشبعوه الخوف والتردد والطاعة العمياء لأنهم لم يظنوا يوما انهم سيتخفون خلفه ،،فاذاقهم مر ما ربوهوه عليه من خنوع وخضوع اي قرار يخرج به البرهان يتيقن الكل ان القرار لم يكن من عند البرهان، ،دأب الكيزان علي حل مشاكلهم الداخلية او خصومهم بازهاق الروح او الاقصاء من الحياة العامة بصورة مهينة وهذا ما تربي عليه البرهان وخوفا من هذا المصير تربي علي سياسة الخنوع لذلك يسهل تطويعه وتغيير خططه في وقت وجيز لذلك لا نلوم الدول التي ضبطت محطاتها علي اشارته اللاسلكية في تنفيذ الاوامر،، هذه الحرب ورؤية الشعب منها اوقدت في نفس البرهان الأمل بأن يكون ذا قرار استقلالي يخرج من جلباب الكيزان الذي ظن انه مخفي ولكن سلوكه وسلوك ساسته فضحه ،،
ويحاول هذه الأيام بنفش ما تبقي عليه من ريش ليسير مع تيار الشعب وينال دعمهم ويتدثر به ولكن لا يعلم ان الشعب قد عرف انه يحتاج لشخصية مهاتير لتنمية البلد وقوة بوتين في مواجهة العواصف وصلف وغرور كيم يونغ لمواجهة سيطرة الآخرين وعدم الانقياد لهم وصمود كاسترو ،،وكل هذا يفتقده البرهان لانه أسوأ عسكري مر علي السودان لانه دون ثورة الشعب التي هيأت له الطريق فكرة ان يترأس او يقود انقلاب ضد البشير ولا في سابع الأحلام لديه ،،،اما الشعب الذي مهر ثورته بدم شبابه بشعارات قوية تبددت أحلامه وصارت شعارات لا فائدة منها فقد اظهرتها الحرب بأنها شعارات جوفاء لا تعني شيئآ عند الكثيرين ممن حملوا راياتها ،، شعب كأنما اصيب بمتلازمة استكهولم، ،الشعب الذي قتل أمام دار من يعتقد انهم حماته وسنده الذين نفذوا وصفة أصدقاء السوء في تفريق الاعتصامات بالسلاح وقتل المئات عند شعوبهم ظنوا انها قد تخيف الشعب السوداني وتدك كبرياءه فقد انعكست عليهم آثارها وذاقوا منها الوبال، ،،المحير في هذا الشعب صار يهتف لقاتله بعد شعار السلام ويعلن الحرب علي كل من له صاحب رأي مخالفا له فراحت الحرية مع من راح ومات في الحرب ،،ومورست القبلية والجهوية ونالت ممن لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الحرب فقط لأن ذويهم او اقرباءهم اختاروا الوقوف في الجانب المخالف للشعب،،،فتبدت العدالة وتبخر الشعار ،،
حرية سلام وعدالة . وصار،،
( تبعية ،سلب ،نهب والبل والجغم خيار الشعب )
د/ أبوعلي احمد