المصابون … مآساة الحرب المنسية

مديحة عبدالله
المصابون بسبب العمليات العسكرية الوحشية الدائرة الان، يواجهون ظروفا صعبة بسبب قسوة الاصابات، والاهمال، وارتفاع تكلفة العلاج وفي مستشفى مدينة ودمدنى يتجسد نموذج حى لمآساتهم نتيجة الاصابات المباشرة بمختلف انواع الاسلحة، مما يكشف عن قسوة غير مسبوقة تجاه المدنيين الذين تقع منازلهم على رؤوسهم، او تصبيهم الدانات والقذائف وهم فى الطرقات، او امام بيوتهم، لاتفرق بين كبار وصغار، نساء او رجال او مرضى، ويوجد الان فى المستشفى عدد كبير منهم، وتتفاوت الاصابات من كسور فى الايادى والارجل حيث جرت عمليات بتر لبعض الحالات ،واخرى بالغة الخطورة فى اجزاء مختلفة من الجسم.
وتقف تكلفة العلاج كمعضلة امام المصابين واسرهم،فهم قد وصلوا بصعوبة للمستشفى ، المحظوط منهم من كان معه قدر من المال ، اما الاغلبية فيواجهون اقسى الظروف الاقتصادية ،حيث تتراوح تكلفة المعدات الطبية (مسطرة /مسامير/ كى وير (سلك لشد الركب) مابين (150-500) الف جنيه، ولاتقل رسوم العمليات عن (150) الف جنيه، ويتعين على المصابين اجراء اغلب الفحوصات اللازمة خارج المستشفى.
ويبذل الفريق الطبى بالمستشفى مجهود كبير لتوفير الرعاية الطبية قدر المستطاع فى بيئة متدهورة ،فالمرضى يستلقون على سراير متهالكة (بعضها مسنود بحجارة، وصناديق المشروبات) بعضهم يستأجر سراير بتكلفة (2 ألف جنيه فى اليوم الف جنيه فى الفترة الصباحية ومثله للفترة المسائية ) استخدام الحمامات بتكلفة (200جنيه) لكل مرة والاستحمام (500) جنيه ، مع ملاحظة ان بعض حالات الاصابة لاتسمح للمصاب/المصابة بالذهاب للحمام ، دون ادنى امكانية لخصوصية فى مكان يضم الرجال والنساء.
هذه المعلومات مستقاة من المصابين انفسهم الذين تسمح حالتهم بالكلام ومن المرافقين ، الذين اوضحوا معاناتهم من اجل توفير تكلفة العلاج ، والطعام وكل ما يحتاجه المرضى مما يتطلب اموالا غير متوفرة الابمشقة وبدعم من الاهل والاصدقاء، اولكل طرح سؤال ، لمصلحة من هذه الحرب؟ ولماذا يدفع ثمنها المدنيون ؟ ولماذا الاهمال والتجاهل من جهات الاختصاص؟ ويطالبون بتوفير العلاج مجانا وبالتعويض… انها قضية الساعة فى خضم حرب مستمرة مما يؤدى لمزيد من الاصابات المفضية لاوضاع غير انسانية.
من جهته رحب المدير الطبى باجراء مقابلة معه فى الايام القادمة لتوفير مزيد من المعلومات عن عدد المصابين واوضاعهم وقدرة المستشفى على توفير العلاج اللازم لهم
…نواصل
غايتو الحرب كشفت درجة تخريب الكيزان لأخلاق الشعب السوداني. معقولة مريض يستأجر سرير و يستخدم الحمام بقروش. عيب و الله عيب