مقالات سياسية

عندما تندلع الحرب لا أحد يستطيع تحديد مسارها ونهايتها حتى أطرافها

مجرد رأي وتحليل...!!

محمد عبد الرحمن الناير (بوتشر)

●بطبعي لستُ متشائماً ولكني واقعياً، فقد قالوا إن الحرب التي اندلعت شرارتها في الخرطوم يوم 15 أبريل 2023م ستنتهي خلال ساعات أو بضعة أيام، فقلنا لهم: “عندما تندلع الحرب لا أحد يستطيع تحديد مسارها ونهايتها حتى أطرافها، وضربنا مثلاً بالحروب من حولنا التي استمرت لسنوات ولا تزال”..!!.

●إن الحرب الدائرة بالسودان لا يلوح في أفقها القريب أي إنتصار إستراتيجي لأيٍ من أطرافها رغم التقدم النسبي لقوات الدعم السريع، وإذا سارت على هذا المنوال بلا شك سوف تستمر لسنوات قادمات…!!.

●الواقعية تقول يجب عدم إنتظار المجهول الذي أمر تحقيقه ليس بيدك ، فالأمنيات وحدها لا توقف الحرب، وأن هذه الحرب على درجة عالية من التعقيد، فهي ليست حرباً بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع فقط، بل تحمل في جوفها كافة التشوهات العرقية والجهوية لدولة ما بعد الإستعمار، ولها أطراف إقليمية ودولية، ويمكن تسميتها بحرب تصفية الخصومات والخلافات الكبري، وأي من أطرافها الداخليين والخارجيين لا يريد إلا وأن يخرج منها منتصراً…!!.

●على السودانيين الإنتباه وعدم الركون للمجهول وتصريحات الخداع، ويجب تجهيز البدائل لإستقرار أسرهم وعوائلهم وضمان سلامتهم بعيداً عن مسارح الحرب وإيجاد فرص لتعليم أولادهم في أي بقعة من العالم بدلاً عن تضييع الوقت وإنتظار وعود حسم الحرب التي كنتم تسمعونها منذ أول يوم للصراع، فالوقت يمضي وكل يوم يمر نجد أن دائرة الحرب تتسع ومعاركها تتعاظم وتشتد، ولكم في سوريا وليبيا واليمن عظة وعبرة إن كنتم تعقلون..!!.

●إن تكاثر المبادرات والمؤتمرات هو تطويل لأمد الحرب التي أكلت الأخضر واليابس؛ ويخلق إصطفافات ليست في صالح القضية السودانية ووحدة السودانيين وتوحيد رؤاهم للحلول المرتجاة، ونحن في أحوج ما يكون لوحدة جهود جميع الشرفاء من السودانيات والسودانيين الذي يؤمن بوقف وإنهاء الحرب ومخاطبة جذور الأزمة التاريخية والتحول المدني الديموقراطي، وإقامة دولة المواطنة المتساوية على أنقاض دولة الحروب والدماء والدموع.

●إن منبر مفاوضات جدة بشكله الماثل للعيان غير مؤهل لتحقيق هدف إنهاء الحرب والتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية، وفي أفضل أحواله إذا لم يتم معالجة الخلل المنهجي فيه سيكون تكراراً لإتفاقية أديس أبابا 1972 التي جمدت الحرب لعشر سنوات ومن بعدها اندلعت أكثر ضراوةً في 16 مايو 1983 والتي لم تتوقف إلا بتوقيع إتفاقية نيفاشا عام 2005 والتي رسمت ملامح إنفصال جنوب السودان عام 2011م.

#العوج_رأي_والعديل_رأي
[email protected]

تعليق واحد

  1. يا استاذ محمد عبد الرحمن … كل الاحتمالات واردة الآن وفي ماضينا القريب عظة وعبرة … اين جوبا وملكال اليوم ؟؟
    من يهُن يسهل الهوان عليه … ما لجُرحٍ بميتٍ إيلامُ
    من فرط في الجنوب ليبقي الكرسي وقسم البلد لشطرين قسم مع جوبا وآخر بقي مع الخرطوم … من فعل هذا يمكنه أن يتخلي عن نصف السودان الحالي للجنجويد في سبيل التمسك والتشبث بكرسي الحكم في دولة جمهورية شرق السودان وعاصمتها بورتسودان … ولكن هذه المرة لا استفتاء ولا وجع راس بس بسياسة فرض الامر الواقع !!
    انهم يعدون العدة للتوهط الدائم في بورتسودان وهناك خبر اوردته سونا ولم يتم نفيه حتي الآن تحت عنوان:
    التصديق بإنشاء فلل رئاسية ومقر دائم لوزارة الخارجية ببورتسودان
    وسيادته في بداية الاقتباس هو السيد وزير الخارجية، اقتباس:
    “كما عبّر سيادته عن تقديره لإستجابة الوالي بالتصديق بمنح وزارة الخارجية قطعة أرض في موقع مميز لتقوم الوزارة بدورها بإستقطاب الدعم الخارجي من أجل إنشاء مركز لإستضافة المؤتمرات وبناء فلل رئاسية ومقر دائم لوزارة الخارجية وان يتم انشاء محطة لتحلية المياه ومحطة للطاقة الشمسية لتمثل واجهة حضارية وسياحية للولاية كما تعود بالفائدة للبلاد من خلال إستضافة المقر للمؤتمرات الدولية والإقليمية وكذلك القمم الرئاسية”
    ويقول المعلقين النبهاء في منبر آخر:
    – تقول لي مقر دائم … وزارة الخارجية شغالة بالواتساب مع السفراء !!
    – ما هذا ؟؟ الناس ما لاقية دواء او علاج او أكل اوسكن وحكومة برهان تفكر في بناء الفلل والقصورالرئاسية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..