مقالات وآراء

الخطر القادم تقسيم البلد عبر تكوين الحكومات

أحمد المهدي

تعج الاسافير خلال هذه الأيام بعدة مواضيع من بينها أخبار تقول بأن طرفي الصراع يريدون أن يمضوا في تكوين حكومتين في كل من بورتسودان والخرطوم تلك الخطوة التي بدأها البرهان من خلال جولاته وزياراته الخارجية لأجل ايجاد داعمين للحكومة التي يعتزم تشكيلها مع الاعتراف بها حال أعلانها

متجاهلا واقع الحال الذي أوجده بأنقلاب الخامس وعشرون من أكتوبر الذي فشلا خلاله كلا الطرفين في تشكيل حكومة تقوم بإدارة الدولة وتسند انقلابهما المشؤوم وعندما عجزاء عن ذلك فتحوا المجال أمام الفلول لاستعادة مواقعهم في أجهزة الدولة واسترداد الأموال المنهوبة والمستردة قانونيا وبأمر الثورة من قبل لجنة التفكيك وإزالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو ومن ثم إعادة تمكنيهم في مفاصل الدولة مرة أخرى وعندما لاحت لهم شبه فقدانهم للأمر وأستحالة عودتهم مرة أخرى عقب التوقيع النهائي للاتفاق الإطاري قاموا بإشعال حرب الخامس عشر من أبريل ومازالوا يتمادون في الاستمرار بتلك الجريمة التي ارتكبوها مع كامل الاصرار والترصد ويعملون ليلا ونهارا لزيادة إشعال الحرب وعدم ايقافها على الرغم من الموت والجوع والتشريد الذي ألم في الجميع والآن إن أقدم أي من الطرفان على تشكيل حكومة سواء في بورتسودان أو الخرطوم فإن هذه الخطوة سيفضي لانهيار كامل البلاد وسيفتح الباب لتشرذمها وتفككها وتمزقها بالكامل .

مقالات ذات صلة

من خلال التفكير في هذه الممارسات الغير مسؤلة تأكد للجميع مرة أخرى وبشكل قاطع بأن السودان الان صار رهينا لقائدين عسكريين يفتقران لابسط شروط القيادة من مسؤلية وحرص على وحدة البلاد وسلامة شعبها الذي أذاقوه جميع أنواع الهوان من خلالها حربهما العبثي هذا وقد صدق الدكتور حيدر إبراهيم حينما تحدث عن المشهد السوداني الآن مع كل هذا العبث بعد أن وصفها بالسريالي الغير قابل للمنطق والعقلانية مع استغرابه لنداءآت الوسطاء بدعوة للطرفين المتقاتلتين بتحكيم ” صوت العقل ” في الوقت الذي لا يوجد فيه عقل لقادتي الطرفين المتقاتلين حتى نتحدث عن صوت لهذا العقل .

يوجد سقف أخلاقي لكل معركة أو أختلاف من تجاوزه خسر حتى وإن ظن نفسه بأنه منتصر خلالها و في ذلك يقول مخائيل شولخوف، الكاتب الروسي الحائز على جائزة نوبل في الآداب للعام ١٩٦٥ بأن ” لا أحد ينتصر في الحرب سوى الحرب نفسها، فهي التي تنتصر على الجميع ” وهو الحقيقة بعينيها لأن أيا الآراء التي ينادى بها دعات الحرب ما هي إلا دعوة للمضي قدما لتمزيق الدولة وتقسيمها إلى دويلات عدة لتتقاتل فيما بينها.

لقد أثبت الطرفان بأنهما غير مؤهلان لادارة دوله وانه لابد من دخول طرف ثالث عاقل صاحب شرعيه ثورية لأخذ ذمام المبادرة وهي القوى المدنية الداعمة للتحول المدني الديموقراطي بعد توحدها لمواجهة ومقاومة هذا الإتجاه ولحماية الوطن من التمزق والتشظي.

أحمد المهدي

تعليق واحد

  1. ووين القوى المدنية الداعمه للتحول الديموقراطي دي..حتي الآن الذي أراه لا يوجد حزب ديموقراطي واحد في السودان.ومن عجب ان حزب الامه محسوب على قوي الثورة لكن العيب مش فيهو العيب في الكتاب والمثقفين الذين يظنون بقدرتهم على الضحك علينا.. قبحكم الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى