مقالات وآراء

تقولون الدين بحر ، لذلك نعاني من ملوحة الاسلام يا كيزان البحر

عثمان بابكر محجوب

مخطئ من يظن اننا سنشهد تطورات دراماتيكية بعد اعلان حميدتي رغبته في اعلان سلطة مدنية في المناطق الذي يسيطر عليها اذا ما تشكلت حكومة في بورتسودان . بل جل ما في الامران حميدتي يحاول ايهامنا بعد نصف سنة تقريبا من الحرب ، بان الحرب لم تبدأ بعد واننا نعيش في زمن السلم لكن الامور ستكون مختلفة اذا ما شكل البرهان حكومته ، هذا الخطاب الاستهلاكي يجافي الحقيقة الماثلة امام اعيننا اذ ان الوقائع في الميدان تؤشر الى حالة ضياع يعيشها طرفا الحرب بعد ان اثبتت المعارك الدائرة عجزهما عن حسم هذا الصراع.ويبدو انه بهدف تقطيع الوقت ومكافحة الضجر يتم التصعيد الكلامي من كلا الطرفين بعد ان بات طريقهما مسدودا ومن خلال اتخاذ تدابير واجراءات لوجستية وادارية تحت مسمى حكومة ،

يعتقد الطرفان ان بامكانهما بث بعض الحيوية على حربهم العبثية الفاشلة . لكن من الثابت ان الطرفان بعد انقلابهما على الشريك المدني لم يستطيعا تشكيل حكومة ، فهل تبدلت المعطيات الى الافضل حتى يتم الحديث عن سلطة مدنية او حكومة في بورتسودان ؟ هل يجرؤ البرهان او حميدتي على اعلان حكومة تسهر على مصالح الشعب السوداني في دولة فاشلة مستباحة مفلسة بسبب الفساد والسرقات ؟ اذن من المؤكد انه ليس على سبيل الصدفة ان تطلق هذه التهديدات من قبل طرفي الحرب بالتزامن بل يبدو ان هناك تواصل وتنسيق بينهما بهدف استمرار هذه الحرب ضمن ضوابط متفق عليها بينهما خصوصا بعد بلوغهما حالة من الارباك والضعف بعد تدني قدرتهما على تمويل هذه الحرب بسبب الخراب الحاصل في مؤسساتهم الاقتصادية ومصادر دخلهما ووقوعهم تحت تاثير هاجس تجميد اصولهم المالية بفعل عقوبات محتملة واغلب الظن انه ومن خلال تهديدهما بتشكيل وزارة كل في القسم الذي يسيطر عليه يؤشر الى رغبة مبطنة باستدراج عروض لدى القوى الاقليمية والدولية التي تتربص بالسودان لتجزئته الى دويلات بغية الحصول على تمويل خارجي لحربهم القذرة ضد شعبنا الصابر .لكن حتى الان لا يوجد دليل ملموس على ان الدول المعنية هي بصدد تسريع مسار تقسيم البلاد ومن المعلوم للقاصي والداني ان الاخونجية وعبر هذه الحرب يريدون العودة الى الحكم ولوعلى اشلاء البلاد وابادة العباد لذلك ما سمعناه من البرهان وحميدتي ليس أمرا خارجا عن المألوف بل يتوافق كليا مع مخططات فلول البشير. ومن خلال رصد الاحداث الراهنة في سياقاتها المختلفة لم يظهر حتى الان في الافق اي مؤشرملموس يدل على ان هناك مخطط دولي –عربي قيد التنفيذ لاعادة صياغة السودان في خرائط جديدة .علما انه ليس من المستبعد وجود مثل هذا المخطط خصوصا واننا لم نلحظ اية مبادرة جدية من الدول المعنية لايقاف هذه الحرب بل هناك بعض المساهمات منها في اذكاء نيرانها من تحت الطاولة .

وبالتالي يمكن القول بان البرهان وحميدتي ما زالا مصران على الاستمرار في تخريب البلاد في حرب لن تنتهي الا في حال عاد الموتى الى الحياة ،وهذه الرغبة اخونجية بامتياز لانه منذ تسلم الاخوان المسلمون زمام الحكم بدأت الحروب المتنقلة حتى بلغت العاصمة أخيرا، وفي ظل هذا المخلوق الاخونجي السرطاني تكون الحروب هي الحالة الطبيعية وليس السلام. وهنا نذكر من يكيل الضربات لدولة 1956 بان هذه الدولة لم يعد لها اثر بعد عين منذ تاريخ استلام الاخوان المسليمين حكم السودان لانه ومنذ دخول البشير الى القصر الجمهوري انفصل السودان عن تاريخه نهائيا وخلال حكمه للبلاد هذه المدة الطويلة نقل البلاد الى العيش خارج الزمن ومع هؤلاء الوحوش الضارية فقد السودان ماضيه وحاضره ومستقبله حيث ساد حكم اسلامي بغيض يمارس فيه الاسود عنصريتة ضد الاسود منه .
وعلى من يرغب في ممارسة دوره في العمل على وقف هذه الحرب عليه رصد التدخلات الخارجية وفضحها امام الشعب السوداني لان شح التمويل وتراجع الامكانيات لدى طرفي القتال هو اما يساعد على وقف هذه الحرب لان المراهنة على الحس الانساني عند البرهان وحميدتي وفلول البشير مضيعة للوقت

ومن يقرأ رواية ” يوم انتحار عزرائيل ” للكاتب الجنوب سوداني “آرثر غابرييل ياك” يتأكد اننا شعب واحد لكننا نزهق ارواح بعضنا البعض بلا رحمة .يتأكد اننا كلنا أخوة حتى أولاد الحرام اخوتنا باستثناء الاخوان المسلمين وكوزهم حسن البنا المالح النجس.

عثمان بابكر محجوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى