سياسة خارجية ورحلة بأجندة كاذبة لابد أن تفشل..!

د. محمد عطا مدني
لقد صور الغباء الفطرى للبرهان وكيزانه أنه يمكن يخدع الأفارقة فى اجتماع الإيقاد لحل أزمة السودان بما حاول أن يوهم به نفسه وكيزانه بأن الدعم السريع (محبوبه وخليله لسنوات طويلة) أصبح بين عشية وضحاها (فئة متمردة) وهو الذى (بدأ الحرب) وأنه وكيزانه (في معركة كرامة) للدفاع عن (الشعب السوداني)..!!
مجموعة من الأكاذيب لا تنطلي على طفل صغير، دعك عن رؤساء أفارقة معظمهم جاء بانتخابات حرة فى بلدانهم، ويشكلون مجموعة) خبرة أفريقية واعية (بما يحدث فى كل البلدان الأفريقية، لهذا- وبتغاضى اجتماع الإيقاد عن هذه الأكاذيب- خرج بحلول واقعية للأزمة السودانية، منها الفصل بين القوات المتحاربة وعقد مفاوضات مباشرة لإنهاء الأزمة. ولكن الأزمة الحقيقية كانت فى البرهان والعقليات التى تديره وتحركه كبيدق مسلوب الإرادة، فكيف يرد اسم (الدعم السريع) فى مضابط الإجتماع ولا يدعونه (الفئة المتمردة) مما يعنى المساواة بين طرفى النزاع ؟ وكيف يصرح أحد الرؤساء الأفارقة بأن بالسودان (فراغ سياسى) أدى لاشتعال الحرب؟ لقد أدت هذا الحقائق الواردة فى اجتماع الإيقاد لاشعال حنق البرهان وكيزانه ضد الرؤساء الأفارقة رغم أن ماقيل هى الحقيقة بعينها. فالدعم السريع لم يصنف (كفئة متمردة) بنص قانون من قوانين الجيش السودانى التى وضعت فى حالة التمرد.
وإنما الذى أصدر هذا الحكم (شخص مدنى) وفى اجتماع (حزب محلول) يوم أول إبريل 2023 م، بما يسمى (اجتماع الإعداد للحرب) قبل أسبوعين من انطلاق الرصاصات الأولى فى 15 إبريل. ورأس هذا الاجتماع (على كرتى) وجاء فى بنده الثالث (يعتبر الدعم السريع فئة متمردة ويتم تجييش الشعب السودانى ضدها)، أى إشانة سمعتها. ورغم سيطرة هذا الحزب على قيادة الجيش (السودانى) منذ عام 1989م، إلا أن قادة هذا الحزب لم يستوعبوا جيدا استخدام المصطلحات العسكرية، فاستخدام لفظ (فئة) ليس عسكريا، وكان المفترض أن يستخدم لفظ (كتائب أو قوات)، وقد استخدم لفظ (فئة) (قصدا)، كى يستخدم فيما بعد للإتساق مع قوله تعالى: (فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ) (صدق الله العظيم). وهم بارعون فى استخدام آيات القرآن الكريم والفقه الاسلامى لتحقيق مقاصدهم الدنيوية.
أما تصريح أحد الرؤساء الأفارقة بأن بالسودان (فراغ سياسى) وأنه سبب الأزمة الحالية فهذه حقيقة واقعة، فالحكم الحالى فى السودان لايستند على أى نصوص قانونية مشروعة، وإنما يستند على شريعة (البندقية)، فمنذ إنقلاب البرهان فى أكتوبر وتمزيق الوثيقة الدستورية، لم يعد للبرهان أى شرعية للحكم، كما لم تتكون حكومة منذ هذا الانقلاب المشؤوم وإلى اليوم. ولأن الكاذب يغضب إذا واجهته بكذبه، خاصة إذا كان يعلم تماما أنه كاذب ويجافى الحقيقة، كان غضب وهجوم (فئات الحكم اللاشرعى فى السودان) على اجتماع أديس أبابا وعلى الرئيس الكينى الذى اعتبروه منحازا للدعم السريع لأنه استخدم المسميات الحقيقية والواقعية.
فالمعروف لكل الشعب السودانى والدول المجاورة للسودان، أن الدعم السريع منذ بداية تكوينه اعتبر عدوا للشعب، فقد قتل الآلاف بدار فور وأحرق قراهم، ثم كان اليد التى بطشت السلطة الغاشمة وقمعت بها أبناء الشعب السودانى وثواره، وقتلت شبابه وشاباته الأحرار ورمتهم فى النيل بلا رحمة او شفقة، لانهم أوقدوا نار ثورة ديسمبر التى اسقطت سلطة الحكم الفاسد الاستبدادي.
وكم تغزل البرهان وقادته وكيزانه فى الدعم السريع واعتبروه حامى حمى السودان ودبجوا القصائد والخطب العصماء فى مدحه، فلماذا تحول الدعم السريع من أهم (أخلاء وأحباب) السلطة الحاكمة فى السوان إلى (فئة متمردة) ؟ لا شك أنه صراع السلطة والثروة بين الفريقين. ومهما كانت أسباب الصراع، فالمفاوضات هى أفضل السبل لحل المنازعات بين (فئتين)، رغم رأى غالبية الشعب السودانى فيهما، وبأنهما (أى الفريقين) يقعان فى خانة (أعداء الشعب السودانى) لأنهم ولغوا فى دمائه حتى الثمالة..!
وعلى أساس تلك المصطلحات الكاذبة التى أودت بعلاقة السودان بالدول الأفريقية وضع البرهان أجندته فى رحلاته المكوكية لبعض الدول التى يتوق إلى مساعدتها له فى القضاء على الفئة (المتمردة) – بعد أن يأس من الدول الأفريقية – وهكذا صرف البرهان ملايين الدولارات من أموال الشعب السودانى المسكين فى رحلة بأجندة كاذبة كى يتنقل من دولة لأخرى (حاصدا الهشيم) وكانت النتيجة لم تقتنع أى دولة بوجهة نظره وكلها كانت رؤيتها واحدة (ايقاف الحرب)..! فهذه الدول لا يمكن سياقتها فى الخلاء مغمضة العينين، فلديها سفاراتها وأجهزة مخابراتها، وهى تعرف عنا أكثر مما يعرف بعض شعبنا عن نفسه. وقد اعتبروا الدعم السريع طرفا فى النزاع مساويا للجيش وليس فئة متمردة وطالبوا بإيقاف الحرب..!
ولكن السلطة الحاكمة فى السودان غير الشرعية والممثلة فى المؤتمر اللاوطنى المحلول، ترى أن إيقاف الحرب لن يخدم مشروع عودتها للحكم ثانية كما يتمنى سدنتها، ويالها من سلطة غبية موغلة فى الغباء، لأنها تعتقد أن الشعب السودانى سيقبلها فى الحكم إن هى انتصرت على (حبيبها القديم) و(عدوها الحالى) الدعم السريع..فى معركة (كرامتها هى) وليست كرامة الشعب السوداني..!
من الممكن أن يقتنع بعض الاغبياء بوجهة نظرك الخاطئة ويتبنونها. ولكن من المستحيل أن يقتنع كافة العقلاء بمثل هذه الاطروحات التى تؤدى لخراب الدول وتشريد الشعوب..!
لهذا فشلت سياسة وجولة البرهان وزمرته قبل أن تبدأ لأنها بدون أجندة حقيقية..!
لك الله ياوطني..!
* أستاذ جامعى متقاعد
[email protected]
اقتباس (وقد استخدم لفظ (فئة) (قصدا)، كى يستخدم فيما بعد للإتساق مع قوله تعالى: (فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ) (صدق الله العظيم). وهم بارعون فى استخدام آيات القرآن الكريم والفقه الاسلامى لتحقيق مقاصدهم الدنيوية. )
هم ليسوا بارعين و لكن جهل غالبية الناس بأحكام الدين هو الباب الذي أعطاهم الفرصة للخداع و اتخاذ الدين تجارة .
حسب نص الاية الواضح فانه يجب أولا الاصلاح بين الفئتين أي الصلح ( التفاوض) على أسس من الشريعة السمحة التي تحرم القتال بين المسلمين و اذا رفضت احدى الفئتين التصالح , فيجب قتالها .
هل قبل هؤلاء بمبدأ الصلح ؟
الاجابة لا , حيث انهم منذ اليوم الاول لم يتركوا اية فرصة للصلح او التوسط للصلح
اذن, ايات الذكر الحكيم تدينهم و لكنهم لم يجدوا من يبين ذلك فاستغلوا الفرصة
الغريب في الأمر يا اخي، ان البرهان العنبج يسمى نفسه، أو تسميه زمرته البلابسه، إنه “رئيس مجلس السياده”، إلآ يدعو ذلك للعجب؟ في حين ان راعي الضأن يدرك انه لا وجود لمجلس سياده و لا وجود الحكومه شرعيه، منذ إنقلاب قائد الجيش على حكومة الثوره الإنتقاليه في 25 أكتوبر عام 2021..
إذن البرهان و زمرته هم “المتمردون” و معهم الدعم السريع نفسه.
أولا دكتور في شنو وقاعد وين وماتكتب إلا في الراكوبة من إسمها دي هي واقعة ب اول هواء
تاني حاجة ظاهر لونتك الحزبية البيضة النتنة نحن في السودان عاوزين نجمع ما نفرق نشجع ما نخرب وعاوزين نبني ما نخرب ونكاتف بي جوازاتنا السودانية ولا نشتم وياريت تفهم المقصود