اجتماع لدعم الاستجابة الإنسانية في السودان: 6 ملايين يعانون نقصا في الغذاء

انعقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك، أمس الأربعاء، اجتماع وزاري لدعم الاستجابة الإنسانية في السودان، وسط تحذيرات من التهديدات الطارئة بسبب تفاقم الصراع والنقص الحاد في الغذاء.
وخلال مخاطبته الاجتماع، أعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، عن قلقه بسبب التهديدات الطارئة التي يواجهها 6 ملايين سوداني على الأقل، بسبب النقص الحاد في الغذاء.
ولفت كذلك إلى تدهور القطاع الصحي وتفشي الأمراض والأوبئة، مشيرا إلى أن اللجنة الإنسانية تعمل ما بوسعها لتلبية الاحتياجات الملحة والإنسانية لإنقاذ الوضع في السودان، لكن الأوضاع الخطيرة والقيود البيروقراطية والأمنية تعيق ذلك.
وبين أنه منذ بدأ الصراع في السودان استطاعت اللجنة الإنسانية الوصول إلى نصف مليون من أصل 18 مليون سوداني، أي ما يعادل 19٪ فقط من إجمالي المحتاجين للدعم والحماية. وندد كذلك بالمستويات المريعة للعنف الجنسي ضد النساء والفتيات منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل/ نيسان الماضي.
فيما لفت صندوق النقد الدولي إلى مواجهة الدولة السودانية أزمة متعددة تسببت في كارثة إنسانية دفعت بالسودان إلى الخلف عدة عقود، مؤكدا على ضرورة أن يتوقف الصراع في السودان.
في حين قالت لولوة راشد الخاطر، وزيرة الدولة للتعاون الدولي في قطر: «إننا نشعر بقلق بالغ إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، ومن الضروري أن يزيد المجتمع الدولي جهوده على الفور لتقديم المساعدة الأساسية والدعم للشعب السوداني، بمن في ذلك النازحون واللاجئون في جميع أنحاء البلدان المجاورة».
ودعت إلى الوقف الفوري للقتال، كما دعت جميع القوى السياسية للمشاركة في الحوار، والوسائل السلمية لحل النزاع. وأكدت دعم بلادها لـ «الجهود الإقليمية والدولية الجارية والتي تهدف إلى إنهاء النزاع وتحقيق الاستقرار في السودان».|
وفي السياق، أشار وزير الخارجية السعودية، فيصل بن فرحان إلى تفاقم الموقف الإنساني بسبب استمرار الصراعات المسلحة، داعيا إلى الإنهاء العاجل للأعمال العدائية في السودان، مبينا أن نحو 5.1 مليون سوداني تشردوا بسبب الحرب في السودان.
ولفت إلى ان الاستجابة يجب أن تقف على الوضع الإنساني وتعمل على الحفاظ على الأمن والسلم في البلاد، مشيرا إلى أن استجابة بلاده اشتملت على عدة عناصر تضمنت العمل عبر منبر جدة من أجل وقف العدائيات في السودان، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية والمساعدة في نفاذ المساعدات الإنسانية وتسهيل وصول الناس للخدمات الأساسية وتشكيل ممرات آمنة للوصول للخدمات، داعيا المانحين الدوليين لمضاعفة جهودهم من أجل تقليل معاناة الشعب السوداني.
ودعا إلى الالتزام بإعلان جدة لحماية المدنيين بما يتضمن حماية العاملين في مجال المساعدات الإنسانية وحماية مكاتبهم وضمان الممرات الآمنة، مؤكدا دعمهم للشعب السوداني في الصعوبات التي يعانونها والاستمرار في جهود الوصول إلى حل سياسي مستدام يؤدي إلى المستقبل، مؤكدا التزامهم بدعم المباحثات.
فيما أشار وزير الخارجية المصري سامح شكري، إلى بلورة بلاده خطة سياسية لتجاوز المحنة الراهنة ونزع فتيل الأزمة في السودان، واستعادة الأمن والاستقرار، مؤكدا تضامن بلاده مع الشعب السوداني من أجل تجاوز المحنة الراهنة للحصول على ما يستحقه من حياة آمنة.
وقال إن بلاده ستواصل محاولة نزع فتيل الأزمة والتفاعل مع كافة الأطراف الفاعلة ودول جوار السودان، مشيرا إلى أن دول الجوار لا ينبغي أن تتحمل وحدها وطأة الأزمة في السودان، مما قد يتسبب في استنفاد موارد تلك الدول ومفاقمة الأعباء والضغوط التي يتعرض لها قطاع الخدمات العامة فيها مما يزيد من هشاشة المجتمعات المضيفة ويخلق تنافسا على الموارد وفرص كسب العيش على نحو يهدد التعايش السلمي ويدفع نحو حركات الهجرة غير الشرعية.
ودعا إلى التقاسم المنصف للأعباء والمسؤوليات، مشيرا إلى أنه الطريق الأوحد لتخفيف الأعباء على تلك الدول.
وأكد تطلعهم لتلقي المزيد من الدعم وتضافر الجهود لسد الفجوات التمويلية، مشددا على ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته.
وعلى الرغم من توقيع السودان ومصر على اتفاقية الحريات الأربع التي تتيح لمواطني البلدين حرية التنقل والإقامة والعمل والتملك، إلا أن القاهرة، بعد أسابيع قليلة من اندلاع الحرب، قيدت دخول السودانيين بإجراءات معقدة، بينها الموافقة الأمنية التي تبلغ تكلفتها للفرد الواحد «1500» دولار على الأقل، مشيرة إلى أن مصر استقبلت ربع مليون سوداني بعد الحرب.
إلى ذلك، توجه رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، أمس الأربعاء، إلى نيويورك مترئسا وفد السودان المشارك في أعمال الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وحسب المجلس السيادي السوداني، سيلقي البرهان خطاب السودان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، كما سيشارك في اجتماعات لبحث تعزيز التعاون متعدد الأطراف فيما يتعلق بمختلف القضايا الدولية والإقليمية المطروحة.
وسيلتقي بعدد من الرؤساء من مختلف دول العالم وممثلين من المنظمات الدولية والإقليمية، لبحث «سبل التعاون الثنائي ودور التعاون متعدد الأطراف في إطار منظمة الأمم المتحدة لبناء مستقبل أكثر استقرارا»ً.
القدس العربي