مقالات سياسية

أيها السودانيون أنتم أشبه بالملائكة، لماذا تتركون الشياطين يفكرون نيابة عنكم؟

منير التريكي

ماذا يريد الآخرون من السودان وماذا يريد السودانيون من السودان؟ منذ زمن بعيد ظل السودان منجم للرجال والمال.ظل الآخرون يأخذون منه الكثير على مر التاريخ. وفي الزمن الحاضر تريد بعض الدول أخذ مواد خام وغير ذلك من السودان. إذا قلنا أن روسيا تريد الذهب وتريد بناء قاعدة عسكرية في شرق السودان. وأن الإمارات تريد الذهب والموانئ البحرية في . وإن الصين تريد الحديد والكروم وأي معدن تستطيع أخذه. وأنها تريد سوقاً لتصريف منتجاتها الرخيصة رديئة الصنع. وأن فرنسا تريد الذهب أيضاً وقد أخذت الكثير منه بواسطة رموز النظام البائد. ولو إفترضنا ان أمريكا تريد الصمغ العربي الذي ينتج السودان أكثر من ثمانين بالمئة منه. وتريد التحكم في أفريقيا والمنطقة. وإذا قلنا أن لبريطانيا مصالح قديمة وارتباط ما بالسودان . وإذا قلنا أن تركيا تريد إستعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية التي كان السودان جزء منها . وان مصر تريد المياه و الثروة الحيوانية والمحاصيل السودانية بثمن بخس لتقوم بتعبئتها وبيعها بالدولار. وان إسرائيل ترتبط بالسودان بتاريخ قديم منذ النبوءة الأولى. ولها حلم عن دولة كبرى من النيل للفرات .وهكذا أيضاً الشركات العابرة للقارات. وبالطبع لكل دولة الحق في تحقيق مصالحها بالطرق المشروعة. لكن غير المشروع هو سرقة موارد الشعوب بواسطة الحكام اللذين يخونون شعوبهم من أجل المال والمجد الزائف والسلامة الشخصية على حساب آلام الملايين معاناتهم. لكل شخص الحق في أن يحلم وان يسعى لتحقيق حلمه طالما كان ذلك الحلم مشروعاً. أن الدول مثل الأشخاص لها مصالح تريد تحقيقها. تفعل ذلك بالطرق المشروعة ومقابل مجزي إذا واجهت دولة قوية بها شعب واعي وحاكم مخلص. وتفعل ذلك بطرق ملتوية إذا وجدت شعب غافل وحاكم جاهل. يساعدها في ذلك الإنتهازيون.

أيها الطيبون هنالك أناس أنانيون لا تهمهم إلا أنفسهم. يريدون تحقيق مصالحهم غير المشروعة بإستغلال طيبتكم وتسامحكم . لا تتركوهم يقرروا نيابة عنكم. لا تدعوهم يخدعوكم كل مرة ويستغلوكم. إنهم يسرقون مواردكم لرفاهيتهم وترفهم . يقومون بتشريد الشرفاء ليواصلوا الظلم والفساد. يحاربون المواهب لصالح الآخرين. لا يأبهون لتاريخ السودان وتراثه وإبداعات شعبه وموارده. همهم النهب وإخفاء جرائمهم بالحروب. يقومون بصنع وتأجيج الصراعات وشغل الناس بمهمة البقاء فقط..الإنتهازيون هم المستفيدون من إشعال الحرب وإستمرارها.

تذكروا أن الحاكم يصبغ فترة حكمه بأمنياته. كثير من الحكام ساقوا بلدانهم للحرب بسبب رغباتهم وأحياناً نزواتهم التافهة. من الطبيعي أن يهتم الحاكم ذو الخلفية الزراعية بإستصلاح الأراضي وتطوير المشاريع الزراعية. و يهتم بالتخطيط العمراني من له علاقة بالهندسة مثلاً. و من الواضح أن الحاكم العسكري سيكون جل إهتمامه للتسليح والإستعداد للحرب.يبحث عن مجد زائف يكلف الشعب الكثير. سيصرف الحاكم العسكري أربعة أخماس ميزانية الدولة في وزارة الدفاع. الإنتهازيون حوله سيغذون هذا الشعور بعدم الأمان. يكون ذلك على حساب التنمية والتطور في التعليم والصحة والمجالات الأخرى. تتأخر الدولة لأن شخصاً غير مناسب إعتلى منصباً غير جدير به. يزين له الإنتهازيون عمله السيئ ويسرقون ويفسدون. للأسف يسكت كثير من الناس على ذلك . كيف نصحح ذلك؟

نبدأ بطرح الأسئلة الصحيحة. ماذا نريد لشعوبنا وكيف نحقق ذلك؟ لنتذكر أن لدينا حرية الإختيار. لنقرر الأفضل لأنفسنا. نبدأ بالتفكير لنختار ما نريد. نسعى لتحقيق الحلم بعزيمة قوية . نضع خطة و نختار الأسلوب والوسائل. نحدد الأدوات نحشد الطاقات. ونتوكل ونبدأ العمل.
أيها السودانيون ماذا تريدون وكيف تحققون ما تريدون؟
رائع… متى نبدأ؟

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. لا نريد الا أن ينقرض جيل الديناصورات الحزبية ونشطاء السياسة المصلحجية.. فهم كانوا في الحكم او في المعارضة اما فسقة او خونة او عملاء ويندر ان تجد وطني غيور بينهم.

    1. لا يجد الأنتهازى والمصلحجى بئة صالحة لممارسة خباثته الا فى ظل حكم عسكرى شمولى .. غياب المساءلة والرقابة وبقاء السلطات الثلاث ( تشريع وقضاء وتنفيذ ) فى يد الحاكم تقوده للتسلط والتمسك بالكرسى مما ييتيح فرصة للأنتهازيين و واصحاب الأجندة الخاصة الأللتفاف حوله لتحقيق ماربهم … لهذا السبب اختار لصوص الحركة الأسلاموية فى السودان جنرالا ليلتفوا حوله ومن ثم يمكنهم من كل مفاصل الدولة !!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..