مقالات وآراء

ثم ماذا بعد فض سامر المحفل الدولي في نيويورك؟

إبراهيم سليمان

انعقدت خلال بحر الأسبوع الماضي الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، تبارى طرفا الحرب في تدبيج الخطب السياسية الاستعطافية، والدخول في لقاءات جانبية محمومة مع ممثلي الدول المهتمة بالشأن السوداني.

يبدو للمتابع أنّ الفريق البرهان، منذ تمكنه من مغادرة “البدروم” في القيادة العامة للجيش، بطريقة لا تزال لغطا، منذ تلك اللحظة يمر بتجربة مماثلة لتجربة رئيس نظام الإنقاذ المخلوع عمر البشير، حين أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه مع بعض كبار أعوانه، ظل البشير بعد تلك الحادثة، يفتعل السفر خارجيا لإثبات عدم فاعلية تلك المذكرة.

لذا يبدو أن حضور البرهان لاجتماعات الجمعة العامة للأمم المتحدة، مقصودا في ذاته، بحثا أن الشرعية، المطعون فيها منذ انقلابه على حكومة د. حمدوك، وتعطيل الدستور الانتقالي، والشرعية التي باتت متنازع عليها، بعد أن فقد الجيش السوداني السيطرة الفعلية على الأرض، واضطراره لمغادرة العاصمة الاتحادية الخرطوم، ومبارحة القيادة العامة للجيش، والاستقرار في القاعدة البحرية على شواطئ البحر الأحمر.

تفاجأ معظم الناس، بخطاب الفريق حميدتي المعروض أمام الجمعية العامة للأمم المتّحدة، في ظهوره الحاسم لادعاء مقتله، وفي محتوى خطابه، وفي مصوغات الأسرة الدولية بالسماح بعرضه! تعامل الأسرة الدولية مع قائد قوات الدعم السريع، بددت آمال الفريق البرهان، في اعتراف دولي أوحد بشرعية تمثيله للسودان، سيما أنه مهموم بتشكيل حكومة “نازحة” في البحر الأحمر، كما بشر بها نائبه المشكوك في صلاحياته مالك عقار.

محفل الأسرة الدولية في نيويورك، منح شرعية ضمنية لقائد قوات الدعم السريع.

يبدو للمتابع، أن المحفل الدولي الأخير في نيويورك، زاد المشهد السوداني تعقيدا على تعقيد، ولم يبشر بأية حلول قريبة لوقف الحرب، وتحجيم المواجهات، أو إغاثة المتضررين منها.

[email protected]
//أقلام متّحدة ـــ العدد ــ 117ــ //

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..