مقالات وآراء

بقايا من ركام

د. الفاتح خضر رحمة

الباطل يتمدد حتى غطى بسواد قيحه إشراقات الحق وحجب بظلمته نور الحقيقة وتشابكت في عتمة الأهواء سبل النجاة وأصبح الشك يلف العيون وفي غمرة الظن تسيد الجهلاء وحكم الاغبياء وبات كل شئ يقينا ينتهي إلى حيث ترقد الفتنة ويقتل الشرف وتسفه الاخلاق، والضمير مابين التخويف والتخوين والاستهزاء انطوى وانزواء عاجزا من الخفق ليرقد في إنعاش الحقيقة مستسلما بلا حراك منتظر قدر محتوم ونهاية باتت وشيكة وما اقسى الفوضى في وطني حيث اصبح لكل خائن قلادة ترفعه بعد أن كان وضيع ولكل عميل سلطة تمكنه من خرق كل باب والتسلط على العباد وعندما يصلب الشرف ويموت الضمير تصبح صولة الخونة أكثر إيلاما وقبحا وتشويها للحقائق لأن من تربى على طباع الأفاعي ووسط درن العمالة لا يعرف قيمة النظافة والا أن يلدغ متى ما اتيحت الفرصة ومن باع ضميره الوطني لا يحس بقيمة الشرف والكرامة .

نعم الفوضى تسيدت كل السبل وأصبحت على نفاج كل طريق والباطل ازهق روح الامل بعد أن بث فيه الحمقى روح الضلال وكسوه من من زيف الشعارات ما جعله أيقونة يتهادى خلفه كل سكير وضال وعلى ايقاع طربه يتراقص الاغبياء ظنا لا يقين أن العبور الى جنة عدن ينتهي عندما يحكم الحمقى فكانت الفاجعة وتسيد القتل كل السبل واغتصبت الحرائر في عز النهار ونهبت الدولة وعمت اخلاق الغاب لتكون الكارثة عنوان لوطن تمزق ليل سكونه في لحظة نزوة سلطة وتشاكس باطل وحماقة لحاء وفتنة كراهية أحرقت كل شئ ولم تزر من دار الا الحقتها بأمات طه .
لقد انهزمت الاخلاق لحظة أن علا صوت الكراهية وغطى الباطل على هدى الحق وأصبح كل شئ يسير نحو مجهول وظلام سبيل ولم يعد من صباح الوطن المحترق الا بقايا من ركام يفسر ويترجم الحزن العميق ويعظ أن من يصنع الموت والقتل والنهب والتشريد لا يصنع الغد الزاهي وان الوطن مبتلى بساسة مثل ثيران الخزف أما أن يحكموا بباطل وإما أن يتهشم الخزف و يحترق الجميع .

وخزة:
من وسط ركام وطننا المحترق ومن وسط حزننا العميق يخرج غدا اشراق وترجع ابتسامة فتمسكوا بالأمل رغم الفاجعة والألم.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..