
عثمان احمد
قوى الحرية والتغير تصدرت المشهد السياسي السوداني طوال الخمسة سنين الماضية كما في علم الكافة…
وبالتالي هي ليست معفية عن ما يدور في البلاد اليوم مسؤوليتها لا تقل جسامة عن البرهان وحميدتي …
ولا يخفى على احد ان قوى الحرية والتغير اضاعت كثير من الوقت والجهد في فترة حكمها الاول والثاني في مناكفات ومماحكات وتصفية حسابات سياسية مع رجال النظام السابق دون ان تقدم مشروعا سياسيا وطنينا يجمع السودانيين ويوحدهم رغم الزخم والاسناد الجماهيري الذي وفرته لها الثورة..
اداء قوى الحرية والتعيير ( المركزي ) بعد الحرب لا تلحظ فيه جديد ذات التكرار للأخطاء واستخدام ذات شماعة النظام السابق المهترئة والصاق كل الموبقات به وهو وان لم يكن بريئا من كل ما ينسب اليه الا انه من غير المقبول ان تتنصل قوى سياسية تدعي انها تمثل الثورة من مسؤولياتها فقط بحجة صراعها مع النظام السابق تحوله الى مشجب تعلق عليه كل اخطائها .. اذ لا يليق هذا المسلك بقوى سياسية تدعي انها ستذهب بالشعب السوداني الى مرافئ المدنية وازدهار الحريات وتوالي العملية الانتخابية …
حاولت قوى الحرية والتغير ان تسوق موقف الحياد عند بدايات الحرب بحجة ان هذه الحرب لا تخص الشعب السوداني والشعب السوداني لا ناقة له فيها ولا جمل كما صرح بذلك ــ خالد عمر ــ المتحدث باسم الحرية والتغير والمتحدث باسم العملية السياسية ، وقد يبدو موقف الحياد في الاربعة ايام الاولى موقفا عقلانيا ومقبولا حتى من جمهرة الشعب السوداني .. غير ان تحولا كبيرا قد طرأ على مجريات الحرب بعد الاربعة ايام الاولى اصبح معه موقف الحياد اقرب ما يكون الى الخيانة منه الى الموقف العقلاني ، حيث ترك احد طرفي الحرب ( الدعم السريع ) ترك المعارك مع الطرف الاخر وحولها الى معارك مع المواطنين بدأها بسرقة العربات ثم احتلال البيوت واخراج اهلها منها مع سرقة اموالهم وذهبهم وجوالاتهم وكل ما يملكون هذا فضلا عن الاغتصابات وحرق الاسواق ونهب البنوك واحتلال المستشفيات ومحطات المياه واقامة الارتكازات لإزلال المواطنين …
كيف لسياسي عاقل ان يتمسك بموقف المحايد وكل هذه الفظائع تقع امام عينه على اهله وشعبه ومواطنيه … في اليوم الثاني عشر للخرب طرأ طارئ آخر اصاب العالم اجمع بالصدمة والوجوم وايقظ كل المنظمات العالمية من ثباتها حيث ارتكبت المليشيا مجزرة الجنينية التي راح ضحيتها في ايام معدودة ما يقارب العشرة الف قتيل قتلوا جميعهم على اساس عرقي ثم تم اغتيال الوالي والتمثيل بجثته وتركها في العراء يلعب حولها الصبية وتزغرد الحكامات فرحا بموته ، كل هذه المآسي ولا تزال الحرية والتغير تتبنى موقف المحايد فقط تطور بسيط جد على موقفها باستحداثها لعبارة .. لا للحرب … دون شرح للكيفية التي يمكن ان تقف بها الحرب هل .. لا للحرب .. كافية لتقيف الحرب ام ان هناك رؤية لهذه الكيفية تتضمن وقف الحرب ولا تسمح بإفلات الجناة من العقاب .. لم تطرح الحرية والتغير هذه الرؤية وظلت تردد فقط .. لا للحرب .. لماذا ؟
الاجابة في منتهى البساطة … لن تقدم الحرية والتغير اي رؤية لإيقاف الحرب ستظل تردد فقط لا للحرب لأنها في حال قدمت رؤية مكتوبة لوقف الحرب سيتعين عليها سلوك احد طريقين احلاهما مر اما ان تصطف الى جانب الشعب وتقدم رؤية حقيقية تتضمن مطالب الشعب في عدم العودة الى ما قبل 15 ابريل وتجريد الجنجويد من اي دور سياسي او عسكري في مستقبل اهل السودان والعمل على محاسبتهم على كل ما ارتكبوه من اهوال ..
وفي هذه الحالة يتوجب عليها التحلل من اي ارتباطات بمليشيا الدعم السريع ومن يساندها داخليا وخارجيا ، وهو مسلك لا اظن ان الحرية والتغير ستقدم عليه لجهة انها لا تملك من ارادتها الكثير تحالفاتها معقدة للغاية ولا بوادر فكاك منها تلوح في المشهد التراجيدي الذي نعيشه ، الفرضية الثانية ان تنتج رؤية تحافظ فيها على دور للدعم السريع في مستقبل السودان وفي هذه الحالة ستجد نفسها في مواجهة مفتوحة ومباشرة مع الشعب الذي مارست فيه قوات الدعم السريع ما لم يخطر على قلب احد ، وعليه فان الحرية والتغير لن تتحرك خطوة واحدة من محطة لا للحرب .. ولكنها ستعمل بكل ما اوتيت من استهبال في ان يقوم البرهان بالنيابة عنها بهذه الخطوة فهي تحثه سرا وعلانية على الوصول الى حل مع الدعم السريع وانهاء الحرب دون ان تملي عليه اية إملاءات او مقترحات حتى تتضمن الكيفية التي تقف بها الحرب فان ضمن البرهان وجودا للدعم السريع في مستقبل البلاد هو من يتحمل التبعات امام الشعب وسيغنيها الشعب حينها عناء القضاء على البرهان ،وازاحته من المشهد السوداني بأكمله ، وان لم يضمن البرهان اي دور للدعم السريع في مستقبل البلاد ستعمل هي على المواصلة في ذر الرماد في العيون بتبني مقولة .. لا للحرب .. التي لا يراد بها الحق الناصع …
لن تقدم الحرية والتغير اي رؤية لإيقاف الحرب ستظل تردد فقط لا للحرب ))
وتقدم شنو ! وليه تقدم رؤية , كلامك وتحاملك علي الحرية والتغيير بيعني إنك أصلاً ما كنت موافق علي التغيير إنت وغيرك كثير من الناس في دواخلكم كوز متحجر كامن في صدرك ليوم الدين , وبكل بساطة بتقول بعد الحرب إنت عارف معني بعد الحرب !! يعني وقف الحرب , ما سألت نفسك كيف حتقيف الحرب ! إنت عايز شنو بالظبط الحرية والتغيير توقف ليك الحرب وإنت مستهجن كلام الحرية والتغيير ! يلا قوم علي حيلك ووقف الحرب
هذا هو القلم الصادق الشريف ونحن ندعمك ونقف معك نلخص رأينا في جملة واحدة هي ( لا للحرب ولا للجنجويد )
عداؤك للحرية والتغيير جعلك تحملها كل اوزار الحرب تقول انها لم تقدم رؤية لكيفية انهاء الحرب في حين ان الحرية والتغيير قد.طرحتوالحل السياسي قبل الحرب وبعد الحرب اما موقفها من وضع الدعم السريع فهو واضح في الاتفاق الاطارى وهو دمج قواته وقوات جميع الحيوش في جيش مهني واحد وهو احد مطالب الشارع الثورى ولكنك تتغاضي عن كل ذلك وتتناول الامر بعين السخط لتغبيش الوعي وبث الكراهية لقوى الحرية والتغيير
عداؤك للحرية والتغيير جعلك تحملها كل اوزار الحرب تقول انها لم تقدم رؤية لكيفية انهاء الحرب في حين ان الحرية والتغيير قد.طرحت الحل السياسي قبل الحرب وبعد الحرب اما موقفها من وضع الدعم السريع فهو واضح في الاتفاق الاطارى وهو دمج قواته وقوات جميع الحيوش في جيش مهني واحد وهو احد مطالب الشارع الثورى ولكنك تتغاضي عن كل ذلك وتتناول الامر بعين السخط لتغبيش الوعي وبث الكراهية لقوى الحرية والتغيير