هل انتصرت ثورة ديسمبر المجيدة؟

د. الحسن النذير
لا، لم تنتصر بعد. كلمة “وغطائها” بالبلدي غتايتها!
نعم، تمت تضحيات جسام من أجل نصرة هذة الثورة العظيمة. وهي مستمرة، لأنها مسيرة وليست بحدث يحدث فحسب.
نعم تهاوي نظام الإنقاذ، وفقد الكثير من عنفوانه وجبروته، لكن لجنة قيادته الأمنية صعدت الي القياده. ذلك كان نتيجةً للخطأ التاريخي للقوي التي تصدرت قيادة الثورة (قوي اعلان الحرية والتغيير) “قحت” في شكلها العريض قبل أن تتشظي. نعم الخطأ التاريخي لكل مكوناتها من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار. ذلك الخطأ، حدث يوم أن قبلت قحت العريضة، بإشراك اللجنة الامنية، في مؤسسات الحكم الانتقالي وفق وثيقة دستورية معيبة.
ولما علمت اللجنة الأمنية بضعف قحت، كشرت عن أنيابها وأعلنت عن منصب سيادي إضافي، “نائب أول لرئيس مجلس السيادة”!! ونصبت فيها قائد مليشيا الجنجويد, دون مشاورة أي من مكونات قحت التي أذعنت لهذا القرار؛ ومن حينها استمر التغول من قبل اللجنة الأمنية علي الحقوق التي كفلتها الوثيقة الدستورية لمكونات السلطة الانتقالية. والامثلة في هذا المجال عديدة:
– قيادة مفاوضات السلام آلت، عملياً لنائب رئيس مجلس السيادة بدلاً عن رئيس مجلس الوزراء.
– تعيين رئيس القضاء والنائب العام باختيار المكون العسكري.
– رئاسة لجنة الطوارئ الاقتصادية كلّف بها نائب رئيس مجلس السيادة!
– انسحاب رئيس “لجنة تفكيك النظام البائد واسترداد الاموال المنهوبة” من رئاسة اللجنة، عندما بدأت التحري في قضايا تطال اللجنة الأمنية.
– عرقلة اختيار ولاة الولايات،
– عرقلة اصلاح المناهج التعليمية،
– عرقلة اصلاح القطاع الصحي،
والقائمة تطول، دون الحديث عن اصلاح الجهاز القضائي ناهيك عن الاجهزة العسكرية والامنية!!
واختتمت اللجنة الأمنية عرقلة استحقاقات ثورة ديسمبر المجيدة بالإطاحة بالحكومة الانتقالية برمتها في 25 أكتوبر 2021. وقامت فوراً بإلغاء قرارات لجنة ازالة التمكين، بما في ذلك ارجاع الاموال المستردة لسارقيها وارجاع منسوبي نظام الانقاذ الي الوظائف القيادية في الدولة…
لم يك كل ذلك بمعزل عن اليد الخفية التي كانت توجه اللجنة الأمنية. وفي الواقع، كلمة الخفية هذة، يمكن ان تطلق خلال السنة الاولي للفترة الانتقالية. لكنها اصبحت يد تعمل في وضح النهار، حتي بلغت ذروة اعلانها قبل اندلاع الحرب خلال الافطارات الرمضانية التعبوية المعلومة، والتي صرح فيها قادة النظام البائد عن استعدادهم لاستخدام العنف من أجل إسقاط الإتفاق الإطاري.
خلاصة القول، ان اللجنة الأمنية، قد لعبت الدور الأساسي والمحوري في عرقلة مسيرة التحول الديمقراطي وعدم بلوغ ثورة ديسمبر المجيدة غاياتها.
لم تتردد اللجنة الامنية في استعمال أبشع أساليب القمع ضد ثوار ديسمبر الأبطال، علي امتداد السنوات الأربعة الماضية، بدءاً بفض الاعتصام، ومروراً بمقاومة انقلاب 25 أكتوبر 2021 وخلال الحرب العبثية المستمرة الآن.
ما ذكرناه أعلاه، معلوم للقاصي والداني داخل وخارج السودان. ثبت ذلك أكثر واعلن علي المستوي الدولي، بقرار العقوبات الامريكية الأخير حيال قائد الحركة الاسلامية “الأخوان المسلمين” علي كرتي بتهمة عرقلة ايقاف الحرب والتحول المدني الديمقراطي في السودان. ودون شك، هذا القرار يعني أن الادارة الامريكية علي علم تام بنفوذ الحركة الإسلامية علي قيادة الجيش وحكومة الأمر الواقع في البلاد.
نعم لم تنتصر ثورة ديسمبر بعد. وفي نفس الوقت سقط القناع تماماً عن وجه اللجنة الأمنية لقيادة نظام الانقاذ، الذي ما زال يحكم، ويمارس الخراب والدمار الشامل في السودان مع صنيعته مليشيا الجنجويد الدموية.
بلا شك ان ما اوردناه في هذا المقال، يبدو بيناً لأغلب المتابعين للشأن السوداني، لكننا رأينا تسليط ضوء أكثر علي ما جري في بلادنا، خاصة لجموع القراء من غير السودانيين، أو لبعض السودانيين الذين لم يتابعوا أحداث السودان عن قرب خلال السنوات الاربعة الماضية.
والثورة مستمرة، وستنتصر بإذن الواحد الأحد
ما قلته هو عين اليقين يا دكتور ولم تترك مجالا للمحرفين والذين في قلوبهم مرض الغرض في تزييف حقائق الواقع والتاريخ .
يا كك العسكر نجحوا في مؤمراتهم بسبب الشعب لأن أغلبهم سذج و فيهم من البله الكثير لذلك يكثر جدالهم و نقهم تجدهم يتركون أصحاب الجرائم العظام و يتشنجون و يثرثرون لأن واحدة لابسة ضيق او ما شابه!!!! إيه…
ياخي أبرهه هو أُس كل بلاوي الوطن ومآسيه، لأنه كذاب منافق مخادع ومراوغ !!! لقد كانت الثورة تهدر في الشوارع وتردد شعار “العسكر للثكنات والجنجويد ينحل”، وأبرهه كان يردد “الدعم السريع جزء أصيل من الجيش”، وأيضاً يردد “الجيش والدعم السريع علي قلب رجل وأحد” !!! وفي نفس الوقت كان يغض الطرف عن تصريحات نائبه المهددة والمتوعدة للجميع كأقواله من شاكلة “البلد دي بلفها عندنا”، و “مافي ود مره يفِك خشمو، هديك النقعة والجبخانة توري وشها”، و “عمارات الخرطوم تسكنها الكدايس”، ثم طغي وتجبر وصارت قواته تضطهد حتي ضباط الجيش وتمسح بهم الأرض !!! فهل كان أبرهه يهابه، حتي صار هو الرئيس وأبرهه نائبه !!! لم يكن يقوي علي رد أي طلب لحميدتي، من زيادة قواته من 30 ألف إلي 100 ألف داخل العاصمة، كما ذكر أبرهه نفسه، منحه مواقع إستراتيجية في العاصمة، وأوكل إليه حراسة وحدات الجيش المختلفة، والإذاعة والتلفزيون، والقصر، وحتي القيادة العامة للجيش ! ده كلام ده ؟
كيف يُفكر أبرهه، أم أنه لا يمتلك هذه المَلَكة ؟؟؟
إن الواجب الحتمي هو محاسبة كل إنقلابيي 25 أكتوبر 2021، كون لو لم يكن هذا الإنقلاب التعيس، لما إندلعت هذه الحرب اللعينة !!!
الثورة مستمرة ومحروسة ومنتصرة بحول اللّه وبجسارة شعب الجبارين .
يا كاتب المقال هل انت متأكد ان حميدتي عين نائب رئيس مجلس السيادة دون مشاورة قحت..طيب لماذا لم تعترض وتفك الشراكة.. وأرجو أن لا تقول تعيين حميدتي رئيس للجنة الاقتصادية واللجنة السياسية لمفاوضات جوبا برضو تم بدون مشاورة قحت وحمدوكها.
لم تعترض قحت علي كل خروقات اللجنة الأمنية للوثيقة الدستورية. هذة إدانة ل قحت, في كل الأحوال. قحت مسئولة عن كل تلك الخروقات.
أنا ام أبرئها ولا أستطيع. ولم أبرئ حمدوك. وهو أيضاً مسئول عن ذلك.
تم.
شكراً