مقالات وآراء

تحبير الواقع

محمد شعيب

حكمة مجسدة.. ودرس مستفاد

عزل الجماعات الإجرامية من حواضنهم الاجتماعية والبراءة من منكراتهم، بداية حقيقية نحو التعافي من هذه المظاهر التي ألحقت أضراراً كثيرةً في البنية الاجتماعية بتعميم البعض جرائر الأفراد على العشيرة التي ينحدر منها الجاني، وبهذا العزل يكون المجتمع قد غسل يديه الاثنتين من التهم المصوبة ضده، بجانب مساهمته الفعلية في فَرْشِ بساط الأمن والطمأنينة في المنطقة.

أساليب التنكر والتعصب الأعمى الذي يسيطر على أدمغة البعض، ورفضهم بالإعتراف على الجرائم التي يقترفها منسوبوهم، حتى وإن نطقت القرائن، والبيَّنات، والشواهد الدامغة للفعلة النكراء التي ارتكبها فاعلها الذي لايبالي على ما يترتب جراء الفعلة التي أوقعته، ولا يخشى المساءلة،
أوالتوقيف، ببساطة لأنه مستشعر بالأمان الكامل والحماية المتوفرة له من كيانه الأهلي، وزمان قيل :” من أمِن العقاب أساء الأدب”.

بالأمس جسدت الإدارة الأهلية بمحلية الكومة بولاية شمال دارفور، والإدارة التنفيذية للمحلية، في بيانها الصادر بتاريخ 30 سبتمبر الماضي، والممهور بتوقيع المدير التنفيذي للمحلية، بشأن تعرض الطوف المأمن من قبل حركات الكفاح المسلح إلى اعتداء من قبل متفلتين بالمحلية، بحسب رواية البيان، جسدت المعنى الحقيقي الفعلي للحكمة في التعامل مع تلك الحادثة، أرغم الكثير من المتابعين بتسجيل صوت الشكر للحنكة الإدارية التي تفردت بها الإدارة الأهلية التي لم تبطءِ في تلبية دعوة الاجتماع الرسمي المنعقد لمناقشة تداعيات تلك الواقعة، وإجراء التحقيق في معرفة الأفراد الذين أطلقوا النيران على حراسة الطوف.

هذا الدرس يجب أن يستفاد منه في إدارة الأزمة، بدءاً بالتعري من جلابيب العصبية، والمكر، ودراسة الحالة الماثلة مع ضرورة إجراء تحقيقات شفافة، وعرض نتائجها للرأي العام، عوضاً عن المدافعة العمياء، وتبادل الاتهامات الجزافية التي لم ولن تفيد أبداً بل تزيد الطين أكثر ابتلالاً.. هذا الفراغ الأمني الكبير المنتشر على الرقعة الجغرافية الواسعة من البلاد، يمكن سدها إذا ما عملت الإدارات الأهلية بالتعاون والتنسيق التام مع الأجهزة المحلية ومساعدتها على عزل الجماعات الانفلاتية.

محمد شعيب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..