مقالات سياسية

كيف حطمت الحرب الحياة المدنية (1)

مديحة عبدالله

حالة التعليم … نظرة عن قرب

تسببت الحرب الوحشية الدائرة الان فى تحطيم الحياة المدنية ،وحرمان المدنيين من حقهم فى الحياة والاستقرار واستهدفت البنى الاقتصادية والاجتماعية ، لتحقيق هدفها فى منع قيام دولة المواطنة الديمقراطية فى البلاد ونال قطاع التعليم نصيب وافر من التدمير مما ادى لانقطاع العملية التعليمية فى المناطق التى تشهد مواجهات مسلحة دامية ، وتعثر وتدهور الاخرى فى المناطق الاخرى ، وفقد ملايين الطلاب والطالبات فى المراحل الابيتدائية والثانوية والجامعية حقهم فى مواصلة التعليم وباتوا نازحين ولاجئين يقاسون اوضاعا غير انسانية، وبينما يحتفى العالم ياليوم العالمى للمعلم ، يواجه المعلمون والمعلمات اوضاعا اقتصادية قاسية بسبب توقف الدراسة وتاخير المرتبات ومواجهة اوضاع النزوح القاسية

اوضاع المدارس والطلاب

ذكرت منظمة ( انقذوا الاطفال ) ان السودان واحد من البلدان الاربعة الاولى على مستوى العالم التى يواجه فيها التعليم خطرا شديدا، حيث ارتفع عدد الاطفال غير الملتحقين بالمدارس حاليا من (6.9 ) مليون الى (9) مليون ،ونزح أكثر من مليون طفل فى سن الدراسة، واغُلقت(10.400)مدرسة على الاقل منذ بدء القتال (تقرير رويترز ونٌشر فى موقع العربى الجديد 10 أغسطس 2023)

وكشف وزير التربية والتعليم فى تصريح صجفى سبتمبر الماضى ان قرابة 40% من المؤسسات التعليمية فى ولاية الخرطوم تم تدميرها بشكل تام اى اكثر من (1500) مدرسة بسبب الحرب الدائرة الان ،واشار الى أن ال60% الباقية من المدارس تعرضت للنهب فى بنياتها التحتية ،وغالبيتها من مؤسسات التعليم الخاص ومرافق تعليمية اخرى تتبع لوزارة التعليم العام تعرضت لنهب ممتلكاتها ووسائل النقل الخاصة بها. ذات الخراب طال المدارس فى مدينة ام روابة شمال كردفان، اضافة الى حرق مكتب التعليم وسرقة اجهزة الحواسيب،وماكينات التصوير وغيرها جنوب دارفور(العربى الجديد 5 سبتمبر 2023)
وتم استخدام بعض المدارس كوحدات صحية ، وبعضها ثكنات عسكرية لاطراف الحرب،والمؤلم ان بعضها قد تم استخدامها كمدافن للقتلى لعدم توفر امكانية الدفن فى المقابر بسبب العمليات الحربية كما حدث فى بعض مدارس ام درمان (العربى الجديد 5 سبتمبر 2023)
وتحولت اغلب المدارس فى المدن التى شهدت تدفق اعداد كبيرة من النازحين والنازحات الى مراكز ايواء ،فاصبحت الفصول بمثابة غرف للسكن ، والطبخ، وحفظ المواد الغذائية وغيرها،وتتعرض مرافقها الصحية لخطر استخدام اعداد كبيرة من الناس لم تُصمم اصلا لاستعاب حاجتهم ،ومع نقص المياه وسوء الاستخدام احيانا فأن تلك المرافق تعتبر الاكثر تضررا فى المدارس، اضافة الى قطع الاشجار فى بعض المدارس لاستخدامها كوقود !

ويحاول بعض المسؤولين نثر حديث غير واقعى عن استئناف الدراسة فى المناطق(الآمنة) على أن تلحق بها الخرطوم ودارفور وكردفان، بينما ما يحدث فعليا على الارض يؤكد استحالة اجراء امتحانات الشهادة السودانية ،مع تضعضع وضع المؤسسات التعليمية والمعلمين والمعلمات الذين حٌرموا من تلقى مرتباتهم فى مواعيدها المعلومة ،بل وتعرض قادتهم للاعتقال حيث تم اعتقال الاستاذ سامى الباقر رئيس لجنة المعلمين من قبل استخبارات الجيش فى بورتسودان اواخر سبتمبر 2023 .وخضع للاستجواب حول الموقف من الحرب وحقوق المعلمين!

حالة التعليم العالي:

وكشفت وزارة التعليم العالى عن حجم الاضرار التى لحقت بمؤسساتها (الراكوبة 28 أغسطس 2023 )ووفقا للجنة حصر الاضرار بالجامعات الحكومية والخاصة والمراكز البحثية والصندوق القومى لرعاية الطلاب ،ومنسوبيها فى العاصمة والولايات والتى تبلغ (194) مؤسسة،اتضح أن رئاسة وزارة التعليم العالى تضررت باشتعال النار فى عدد من طوابقها، واحتراق عدد من المكاتب ،وتضررت البنى التحتية بالجامعات من معامل وورش ومكتبات وقاعات ومكاتب ادارية ،وفى ولاية الخرطوم وحدها تضررت جميع الجامعات الحكومية بكلياتها، بسبب اعمال النهب والتكسير والحرق ،بجانب الضرر الذى لحق باكثر من عشر جامعات خاصة وجامعتين اهليتين وعشرين كلية جامعية ، وفقدت هذه المؤسسات عدد من طلابها وعلمائها .
وفى الولايات تضررت ست جامعات حكومية بكلياتها باعمال النهب والتكسير والحرق،بجانب عدد من من الكليات الجامعية الخاصة ،كما تضررت داخليات الصندوق القومى لرعاية الطلاب ومكاتبه فى العاصمة والولايات ، والمراكز البحثية بمعاملها ومكاتبها وورشها ،اضافة الى الضرر الذى لحق بممتلكات ومساكن اعضاء هيئة التدريس والعاملين فى مناطق كثيرة من العاصمة والولايات .
وذكر مدير جامعة المغتربين بالخرطوم للراكوبة (الثانى من أكتوبر الجارى) بأن نتائج الحصر الاولى لخسائر الجامعة جراء الحرب اوضحت أن الجامعة فقدت جميع سيارات ترحيل الطلاب الى مناطق التدريب ، والسيارات الصغيرة ، ونهب جميع الاموال التى كانت موجودة بخزنة الجامعة وتقدر ب (170) الف دولار،و(250) مليار جنيه سودانى…
وفى دارفور وحدها دمرت الحرب 13 مؤسسة جامعية من جملة 15 مؤسسة ، وتقدر جملة الاضرار حتى الان ب(2) مليار دولار، و(95) الفا طالب وطالبة بالاقليم فقدوا فرص مواصلة تعليمهم العالى بسبب الحرب تقرير على قناة العربية (20 سبتمبر 2023

[email protected]

تعليق واحد

  1. الأن قضية جديدة .. تهجير المهجرين ……… أعلن وزير التعليم .. فتح المدارس والجامعات … يعني كل المهجرين المقيمين في المدارس سيتم تهجيرهم مرة أخرى ولا ندري إلى أين ….. الإيجار في الولايات الآمنة كما يقولون مرتفعة بشكل غير عادي…. البيت بسعر مليار جنيه .. وهذه تعاجل (أربعة آلاف وخمسمائة ريال سعودي) من اين لهم أن يدفعوا هذا المبلغ .. والدولة ما فاضيه ليهم … مفروض تكون في وكالة إعاثة تكونها الدولة (إذا كانت في دولة) تقدم لهم المأوى والمعيشة وتدخل أبنائهم المدارس والجامعات …. لكن بما يسمى بالدولة هربت من قضاياهم .. حتى الدول التي قامت بالتبرع بالمال بمليارات الدولات .. والأغاثة العينية يتم بيعها على عينك يا تاجر ….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..