الطريق للقصر ..أو كرسي الوزارة

المتأمل يري بأن أحوالنا دائما تذهب للأسوأ ، وفي كل شي ، وأوجاع المواطن تزداد وتكتر وأرواحهم تسترخص ، و الخونة الطغاة لا يهمهم شي غير المراشقات والمنافحات هنا وهناك ، تارة وزير مع وزيرة، ولا وزيرة مع نقابة ، ولا خائن متعفن ضد أشخاص في الحكومة ،وما انقلاب الهمج وفضائحه وحيثيات المحاكمة ما هو إلا دليل علي ذلك ، وفساد الكبار وقممهم السيادية يذهب مباشرة إلي أعوانه الأصغر منهم ، والشعب المغلوب على أمره يسمع ويري ولا يقدر أن يحرك ساكنا ، كترت عليه المواجع ، ولا يستطيع أن يعمل شيئا ولا يحرك ساكنا ، لأن ألاعيب القيل والقال ربما تطيله وهو ليس له حول ولا قوة ، وبعد كشف المستور أثناء المحاكمة الانقلابية في تورط وزير الدفاع في الأسلحة الفاسدة وموت عدد من ضباطه بأحدي الصفقات المشبوهة ، وأصبحنا ندرك ونعرف بأن كل الطرق المشبوهة للفساد تودي مباشرة إلي القصر لتستقر في حماه ، لأن كل متنافس وعابث بما لديه من سلطات ،له سند وأعوان يدعمونه وبهذا تقفل الملفات لحين إشعار أخر أو حتى تأتي ثورة الغيب ، و حالنا بكل أسف في حالة يرثي لها وأشبه بحالة الغيبوبة الطويلة . أي إنسان في السودان يعرف مفاسد هذا النظام ولا يحتاج إلي دليل إثبات أو مٌشرع حصيف ، كل شي بائن بينونة كبري والبلد أصبح منهجها الفساد والمحسوبية في كل الأصعدة ، تضارب في الأقاويل والتصاريح هنا وهناك حتى من هم داخل بيت الإنقاذ ، ونتأسف غاية الأسف عندما نري التطبيل والتهليل في أروقة الدولة المختلفة كأننا نعيش في عصر الأمية المدقعة بالرغم من وجود من يحمل منهم الدرجات العلمية أو الأستاذية .. ولكن للأسف الشديد جداً .. بأعمالهم هذه فإنهم ينتمون إلي عهد الرجعية الأولي ، وبكل جدارة أصبحوا سادة التطبيل.
[email][email protected][/email]