مقالات سياسية

مدينة أشباح

د. الفاتح خضر رحمة

ما بين طرب الالم المشحون بلواعج الشوق واهات الحنين ينسكب اليراع متلقف كل المعاني المسكونة بهياج اللوعة والمعبر عن حنين دفاق و انا ما بين لوعة المحب وأنين حرفي اكتب و على نفاج الحروف حبا اتكي لاسافر عبر شجونى مرتدا لوطن كلما بعدت مسافات الخطى عن سبل صباحاته اقتربت إليه النفس أكثر في براحات الشوق إليه ،والى كل فصول ربوعه انتمي ولها ، ومن اقاصيه إلى اقاصيه بلا استثناء لمناخ أو بيئة فلكل الوطن احترق شوقا وهيام.

فبعد الشقة والمسافة ومغصة الجراح والألم لم تغير في الروح المهزومة بالغبن من تضاريس الانتماء فصل فيقينا أن النزف المقيت من الدماء قدر كتب و أن الأرواح المبددة في طهر ترابه انسكبت بلا ذنب ازكت بروائح المسك تاريخ سطر في دفاتر بطولات الوطن ورغم ضباب الحزن وعذاباته المفجعة إلا أن النفوس المجروحة لا زالت تتمسك بفجر الامل وسط كثافة غيوم الياس.

لم تعد طرق الامس مرصوفة بالأحلام الوردية وطرب الأمسيات لم يعد ندى يحكى احاجى الهوى المكنون في النفوس الصافية ولم تعد الخرطوم آمنة بل احترقت وأصبحت هشيم تحكى الفاجعة وتصور أزمة الوطن المكلوم بالاحقاد والكره القاتل ، لقد تمدد البؤس في كل الأزقة والشوارع والبيوت الشاحبة وأصبح السكون يحكى عن الصمت المفجع وعن الهجرة القسرية التى تم انتهاجها سبيل لانتهاكات إجرامية.

لم تعد الخرطوم تغني ولم يعد للطرب المفعم بالأمل من خارطة ولا لنداوة الامس من سبيل لقد هزم الحزن كل إشراقات الامل وغطت الفاجعة على كل شئ وانغلق نفاج الحرف المبلل بوهج الفرح ولم تعد قيثارة اللحن الشجي يصدح فى سماءك يا خرطوم ، فالقتل والدمار والدم المسكوب بلا وعي أهدر كل شئ وجعل منك مدينة أشباح.

[email protected]

تعليق واحد

  1. يا د. رحمة بطل البكائيات دي للبنات وتعال شيل سلاحك , ولا نسيت “أو ترق كل الدماء”

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..