مقالات وآراء

الحل المنطقي والعملي لمشكلة امتحان طلاب الشهادة السودانية وطلاب الجامعات

ب/ نبيل حامد حسن بشير

بحكم خبرتي في المجال التعليمي ، خاصة الجامعي (1982م حتي 2020م) ، بجامعة الجزيرة كأحد مؤسسيها ، وجامعات الخرطوم والسودان وسنار كمتعاون ، وبحكم أنني قد بعثت الي الولايات المتحدة ، جامعة أريزونا (1977م حتي 1982م) لتحضير درجة الدكتوراة والاعداد لأن أصبح استاذا جامعيا ، وقمت بتخريج 38 دفعة من جامعة الجزيرة من العديد من كلياتها ، أود أن أساهم في ايجاد حلول مبسطة وعملية وعادلة لمشكلة جلوس طلاب الشهادة السودانية وطلاب الجامعات الذين تضرروا من توقف الدراسة وأضاعوا شهورا من أعمارهم في انتظار انقشاع الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد التي لا يعلم نهايتها كيف ومتي الا الخالق سبحانه وتعالي.
الوضع الراهن لطلاب الشهادة السودانية يتلخص في أن طلاب وطالبات الشهادة تشتتوا في العديد من الولايات وأحوالهم غير مستقرة حيث أنهم مستضافون في بيوت الاقرباء بالمدن والقري ، أو قامت الأسرة بايجار سكن قد يكون مناسب أو غير مناسب للمذاكرة. كما أن العديد من المدارس قد تكون لم تكمل المناهج كليا أو جزئيا لأسباب معروفة للجميع وتتكرر كل عام.
أما طلاب الجامعات ، في المساقين العلمي والأدبي، منها ما يعمل بنظام الفصل الدراسي (سميستر أو تيرم) ومنها ما يعمل بنظام العام الدراسي. منها ما هو حكومي ، والكثير منها كليات خاصة . كل هؤلاء ليس لديهم تاريح محدد موحد لبداية العام الدراسي أو نهايته. بل قد يحدث هذا داخل الجامعة الواحدة حيث يختلف موعد بدأ الدراسة بين الدفعات لأسباب كثيرة منها تراكم الدفعات وتداخلها. بالنسبة للكليات الأدبية والتي ليست لديها متطلبات دراسة عملية أو معملية أو ورش ومستشفيات ، ولم تكمل مناهجها ، من الممكن أن تعالج مشكلة اكمال المناهج لمن لم يكملوها بالمذكرات والكتب المنهجية والمراجع وبمحاضرات فيديو ترسل للطلاب والطالبات في البريد الالكتروني أو الوتساب …الخ قبل شهرين من موعد الامتحان.
أما بالنسبة للكليات العملية ، فمن الممكن أن يرسل اليهم الجزء النظري ، ويتم الامتحان في النسبة المئوية المحددة للاجزاء النظرية (عادة 60%)، وينقل الطلاب للمرحلة التالية علي أن يكمل الجزء العملي (40%) في بداية الفصل الدراسي التالي ، ويتم امتحانهم / تقييمهم فيه، ثم تجمع الدرجات وتعلن النتيجة، وهذا ما نتعارف عليه في التعليم العالي (بالنقل المشروط)، أي أن نقله متوقف علي اجتيازة للمواد. هنا يوقع الطالب/ الطالبة علي تعهد بذلك. أي أن من يحرز النجاح في الجزئين يستمر في الفصل الجديد، و من لم ينجح له معالجات معروفة لدينا بالجامعات تتوقف علي عدد مواد الرسوب (أعادة ، ملحق .. الخ).
ناتي الي الحلول المقترحة.
علينا أن نتفق علي بعض المفاهيم قبل أن نضع الحلول.
1) أولها أن الامتحانات التحريرية ليست هي الحل الأمثل أو الحل الوحيد لتحديد مقدرات أي شخص بما في ذلك الطلاب والطالبات ، لكن هي أحدي الطرق التي (نعتقد ونظن) أنها مناسبة لظروفنا (هذا الرأي متفق عليه عالميا وليس من عندي).
2) كما يجب أن نتفق أن الأساتذة معتادون وقادرون علي وضع عدة امتحانات لنفس المادة تكون عادلة للجميع متي ما جلسوا لها وتساعدنا قي تقييمهم بمعيار واحد وعادل (هذا من ممارساتي و زملائي بالجامعات حيث نضع الامتحان والامتحان البديل وامتحانات الملاحق في نفس الفصل الدراسي).
3) أن توفر كل مادة المنهج للطلاب والزمن الكافي لهضمها.
أولا: الشهادة السودانية
أقترح أن تقوم وزارة التربية والتعليم باخطار أساتذتها الذين يقومون بتدريس مواد السنة النهائية بوضع (ثلاثة أمتحانات لكل مادة) متساوية في كل ما هو مطلوب من معايير الامتحانات. تحدد تواريخ لكل أمتحان علي أن يكون الأول بعد شهرين من تسلم الطالب لكل المنهج والتأكد من ذلك ويحدد لذلك مدينة بعينها من حواضر الولايات المستقرة (مثال: سنار أو سنجة أو الدمازين). ثم يحدد الامتحان الثاني بمدينة أخري بعد اسبوعين في (بورتسودان أو القضارف أو كسلا). أما الثالث قيكون بعده باسبوعين أخرين في مدينة (عطبرة أو الدامر أو مروي). بهذا نضمن أأننا قد حققنا العدالة لكل الطلاب وانقذنا العام الدراسي وتجنبنا تراكم الدفعات وقللنا من تكاليف السفر والاقامة ووجد كل من يرغب في الجلوس للامتحان قرصته كاملة مهما كانت الصعوبات. أما الذين يقيمون خارج السودان فيمكنهم أيضا الجلوس في ذات التواريخ بمراكز تشرف عليها سفاراتنا. لماذا لا تكون كلها في وقت واحد؟ الاجابة هي أن نقدر حالة الطلاب والأسرة والاتصالات والمواصلات والتواجد داخل أو خارج الوطن ..الخ من سلبيات ناتجة من الحرب الحالية.
ثانيا: الجامعات
الجامعات هيئات مستقلة ، يحكمها اداريا مجلسها، وأكاديميا مجلس الأساتذة. كل جامعة بالتأكيد وبالضرورة حريصة كل الحرص علي سمعتها و تصنيفها ومستويات خريجيها. الجامعات بالولايات المستقرة يمكنها استضافة امتحانات طلاب الجامعات الموجودة بالخرطوم و ولايات دار فور وكردفان شمالها وجنوبها. الجامعات والكليات الخاصة يمكنها أيضا الاقتداء بذات الفكرة مع نظيراتها بالولايات. الاستضافة تكون لفترات الامتحانات فقط. أساتذة الجامعات اعتادوا كما ذكرنا أعلاه علي وضع 3 امتحانات لكل مادة. الجامعات المستقرة والتي لديها طلاب من كل الولايات يمكنها وضع تواريخ لمواعيد الامتحانات. كما توفر للجامعات المستضافة علي الأقل تاريخين لكل دفعة. كما يمكن للجامعة المستضافة أن تكون دفعاتها موزعة علي أكثر من جامعة واحدة في الولايات الأمنة، وتبدا بالمتخرجين. أما الذين يتواجدون خارج الوطن فليس لدينا حلول لهم كما فعلنا في حالة الشهادة السودانية سوي العودة لما تقرره جامعاتهم أو تقديم طلب تجميد.
نرجو أن نكوم قد ساهمنا في توفير بعض الحلول انقاذا للعام الدراسي والفوائد الأخري وهو مقترح قابل للتحوير والاضافة. اللهم نسألك اللطف (أمين).

‫5 تعليقات

  1. كلام عقل يا بروف ولكن نحن جيشنا كله كيزان أولادهم يدرسون في الخارج ولايهمهم السودان في شئ سوى السلطة لذلك لابد من القضاء علي الكيزان من جذورهم وبعد داك نشوف البحصل شنو.

  2. كلام موضوعى وحلول منطقيه تعكس خبرة وكفاءة عاليه ولكن يظل جوهر المشكل هو العامل المادى ولاسيما حاله الافقار والانهاك المادى للاسر النازحه فى حاله الشتات . فلذا اذا اردنا تطبيق كلامك فلابد وجود جهة تمويليه تساعد الطلاب والاساتذه او سنخلق حاله اللامساواة على مستوى الطبقيه وهذا يؤسس ان يواصل النعليم ابناء الكصارين البيض والناس العندها اموال ومن ثم ينحصر التعليم للاثرياء فقط والراسماليه الطفيليه والكيزان والمغتربين فى دول الفرنجه والدول المشيخيه النفطيه . ومن المنظور الامنى فى صراع توازن الضعف , لا احد يضمن امن المناطق التى ذكرتها والدعم السريع يتسرب فى كل بلاد السودان. حتى مدينه عطبره فيها تسريبات جنجويد كخلايا نائمه يعملون فى تجويل رصيد ودرداقات وبعضهم متكدس فى بيوت ريفيه ولكن الاستخبارات والمباحث تعمل بجد (ما هو الضامن الامنى بلا تبرير متيافيزيقى)

  3. طيب .neglected = social withdrawn
    اي طفل لا يهتم به والديه يعتبر مولود في البلاد ويضم للجيش .8 متر داخل البلاد .:)

  4. الحل في انهاء الحرب
    و على الطلبة و اهاليهم عمل مليونيات للمطالبة بوقف نزيف الدم في البلاد

    هذا المقترح من حضرة البروف يصلح لحالات مثل حالة وباء كرونا و لكن في حالة الحرب الحالية , فبالاضافة الى العجز المالي للاغلبية العظمى , فهناك مشاكل عدم الاستقرار و عدم توفر الجو النفسي المناسب للنازحين للانخراط في الشأن الدراسي

    هناك مشكلة أخرى الا و هي ان الامتحانات تحتاج الى مراقبة لمنع الغش و منع المحسوبيات و المجاملات و لعل هذا هو السبب الرئيس لاعتماد الامتخانات التحريرية كعنصر رئيسي في تقييم الطلاب .
    ايضا ما يعرف بنظام درجات اعمال السنة او التقييم المتواصل (Continuous Assessment) و هو الخيار البديل للامتحانات التحريرية لا يمكن تطبيقه عن بعد

    أخيرا : يبقى المعلمون مثل الطلاب هم من اكثر الفئات تضررا من هذه الحرب , حيث توقف مصدر دخل اغلبهم لفترة سبعة أشهر و المصيبة انها جاءت بعد فترة كورونا و التردي الاقتصادي في البلاد طوال الفترة الانتقالية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..