قوات «الدعم السريع» تواصل قصف أم درمان ومقتل 4000 في دارفور منذ اندلاع الحرب

تواصل إطلاق القذائف العشوائية من قبل قوات «الدعم السريع» الخميس، على أحياء الثورة شمال مدينة أم درمان بالعاصمة السودانية الخرطوم، فيما أعلنت المفوضية السامية للاجئين مقتل 4 آلاف شخص مدني، وإصابة 8 آلاف و400 آخرين في إقليم دارفور منذ اندلاع الحرب وحتى نهاية أغسطس/آب الماضي.
وأفاد مواطنون لـ«القدس العربي» بأن قصف مدفعية «الدعم» من أماكن تمركزها بالخرطوم-بحري وأحياء أم درمان القديمة استهدف منازل المواطنين في الثورة الحارة 11 وتسبب في سقوط قتلى وجرحى وتدمير جزئي طال بعض المساكن.
وقال متطوعون في مستشفى النو بأم درمان «إن الثورة الحارة 11، وعلى مدى يومين سقطت فيها دانات، تسببت في استشهاد ثلاثة مواطنين أمس بينهم امرأة، فيما سقطت دانات الأربعاء تسببت في استشهاد سبعة مواطنين منهم أربعة سيدات وطفل».
وفي غضون ذلك، كشفت مصادر عسكرية لـ «القدس العربي» عن تدمير الجيش لعربتين قتاليتين تحملان مدافع ثنائية تابعة لقوات حميدتي في محيط سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم، بالإضافة إلى تسلّم عربة عسكرية مصفحة أخرى بعد اشتباكات بين الطرفين بالقرب من معسكر سلاح الأسلحة شمال الخرطوم-بحري.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، يعيش السودانيون في دوامة حرب مدمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع عقب خلافات في قضايا الدمج والإصلاح العسكري واتهامات متبادلة عن السطو على السلاح بقوة السلاح.
وفي سياق متصل، أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقها البالغ إزاء التقارير الموثوقة التي تفيد بأن قوات الدعم السريع كثفت قصفها في نيالا وما حولها في جنوب دارفور وكرري في أم درمان، ما أدى إلى تفاقم معاناة الشعب السوداني.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أمس الخميس، إن بلاده على علم بالتقارير التي تتحدث عن قتال قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية داخل مدينة نيالا في دارفور.
ولفت بأن «الدعم السريع» ربما طوقت المدينة استعدادًا لهجوم، ما قد يحرم المدنيين من القدرة على الفرار إلى بر الأمان. كما كشف عن قلقهم إزاء التقارير التي تفيد بأن القوات ذاتها قصفت ومنعت كل سبل الوصول إلى معسكر الحصاحيصا للنازحين في وسط دارفور.
ودعا المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، «الدعم السريع» إلى الكف الفوري عن قصف الأحياء المدنية وحماية المدنيين في نيالا وأم درمان وفي جميع أنحاء السودان.
وطالب طرفي النزاع في السودان إلى الوقف الفوري والعودة إلى المحادثات من أجل الخروج من هذا الصراع عن طريق التفاوض.
وقال ميلر: «لا يوجد حل عسكري مقبول لهذا الصراع، وإن «انتصار» أي من الجانبين من شأنه أن يلحق خسائر لا تطاق بالشعب السوداني وأمته». وأضاف: «لقد حان الوقت لإنهاء هذا الصراع ومعاناة الشعب السوداني».
وفي السياق، كشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن مقتل قرابة 4 آلاف شخص مدني وإصابة 1400 آخرين منذ اشتعال الحرب وحتى نهاية أغسطس/آب الماضي.
وأشارت المفوضية في بيان صحافي لها، إلى أنه «يُعتقد أن غالبيتهم قد تم استهدافهم بشكل رئيسي بسبب انتمائهم العرقي، لا سيما في غرب دارفور».
وقال البيان: «من المأساوي أن الأطفال النازحين، بما في ذلك اللاجئون، وقعوا في مرمى النيران المتبادلة، أو قتلوا أو شوهوا بسبب تأثر مدارسهم بالقصف، ويعاني أولئك الذين وصلوا إلى أماكن آمنة من كرب نفسي حاد».
وأكد أن الممتلكات المدنية لم تسلم، مبيناً تدمير ما لا يقل عن 29 مدينة وبلدة وقرية في جميع أنحاء دارفور بعد عمليات النهب والحرق واسعة النطاق.
وفي الموازاة، أعلن تحالف قوى الحرية والتغيير ـ المجلس المركزي، قرب عودة مباحثات جدة بين أطراف النزاع في السودان من أجل وقف الحرب وحل الأزمة السياسية.
وقال القيادي بالتحالف، عروة الصادق في تدوينه له بـ«فيسبوك»: «أخيراً، بعد شهور من التمنع، منبر جدة لمفاوضات وقف إطلاق النار سيعاود مباحثاته بحضور أمريكي أفريقي عربي وبتمثيل لكل هذه الجهات» وتابع: «سيكون أكثر فعالية من سابقاته، وفق تصورات جديدة وملزمة لجميع الأطراف وبضغط أقوى وتمثيل أرفع للجهات الميسرة للتفاوض».
ومن المتوقع تكوين آلية تضم الشركاء الإقليميين والدوليين (الاتحاد الإفريقي، وإيقاد، وجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة) وعقد مؤتمر تحضيري للقوى السياسية والاجتماعية يسبق العملية السياسية ويناقش كيفية التمثيل وإدارة الحوار.
القدس العربي
الجنجويد مجرمو حرب
اصبحوا يطلقون مدفعيتهم على المواطنين في منازلهم بهدف اخراجهم منها ومن ثم اقتحامها لسرقتها.
هذه عصابة نهب مسلح يجب ان توثق هذه الجرائم التي تقوم بها لتحاسب عليها محليا ودوليا.
ونسأل من يدافعون أو يتعاطفون مع هذه الحركة المجرمة: هل هذه هي الديمقراطية وهؤلاء هم رسل الحكم المدني الديمقراطي؟