تجنيد الأطفال … من جرائم حرب ابريل

خارج السياق
مديحه عبدالله
كشفت السيدة سيبوهان مولالى المقررة الاممية المعنية بالاتجار بالبشرعن تقارير تفيد بتزايد تجنيد الاطفال واستخدامهم من قبل طرفى الصراع فى البلاد (الراكوبة 17 أكتوبر الجارى)، واشارت بوضوح الى ان قوات الدعم السريع (تقوم بتجنيد الاطفال غير المصحوبين بذويهم، والاطفال من الأسر الفقيرة في ضواحي ام درمان والخرطوم وفي دارفور لتجنيدهم للقتال) كما اشارت الى تقارير تفيد (باختطاف فتيات من الخرطوم الى دارفور لاغراض الاستغلال الجنسي)
جرائم ضد القانون الدولى الانسانى يرتكبها اطراف الحرب وبشكل متعمد مستغلين حالة اطفال السودان غير الانسانية التى شهدت تدهورا مريعا بسبب الحرب الوحشية،فهم يواجهون الجوع وظروف النزوح القاسية والحرمان من الرعاية الاسرية،فالاطفال الذكور يتم استغلالهم كجنود اى وقود لحرب دامية،فهم اما قتلى او مصابين اصابات معيقة او مشوهين نفسيا جراء ما يرونه من فظائع، والفتيات يتم استغلالهن جنسيا بالقهر الجسدى والنفسى اى شكل قاسي من اشكال القتل المعنوي المدمر، فاطراف الحرب اعداء لشعب السودان بكل المقاييس، ويهدفون لتجييش المجتمع، وهزيمة اطفاله نفسيا ووضعهم في خانة الجاهزية للحرب.
وأوضحت السيدة سيبوهان نقطة فى غاية الاهمية هى الادعاءات بان اتضمام الاطفال الى الحركات المسلحة يكون من أجل البقاء.. فذكرت أن موافقة الطفل او أى شخص اخر يقل عمره عن 18 عاما لا أهمية له من الناحية القانونية وليس من الضرورى إثبات استخدام القوة !
ويكشف ذلك جزء من اسباب حالة العداء تجاه اى عمل مدنى لوقف الحرب، وتجاه عمل الامم المتحدة فى البلاد، فتوضيح الحقائق وتمليك الرأى العام المعلومات هو امر مقلق لطرفى الحرب، فالعداء وصل حد قتل (19) عاملا فى مجال المساعدات الانسانية حتى اكتوبر 2023، واغلاق (72) مكتباً، وإعاقة وصول المساعدات الانسانية لمستحقيها.
وعلى ذلك فأننا امام وضع يهدد مساعى تحقيق السلام واستدامته فى البلاد، حتى لوتوقفت الحرب اليوم،فالتجييش والتعبيئة والاستنفار لتجنيد الاطفال ،يوطن لما يقف عائقا امام تحقيق السلام، فمجتمع يتشبع اطفاله بروح وثقافة الحرب لن ينجو من احتمال اندلاعها لاحقا، حينما تتأكد قناعة أن السلاح والقتال هو السبيل لتحقيق الاهداف،وسيستغل اعداء الدولة المدنية الديمقراطية ذلك لابقاء روح الحرب والقتال كامنة فى المجتمع، مما يفرض على القوى المدنية أن تعمل ليس فقط لوقف الحرب، انما لاجتثاث اسبابها ومنها العوامل التى تهيئ لتجنيد الاطفال وشحنهم بثقافة الحرب .