التصدي للإنتهازيين هو واجب العقلاء تجاه شعوبهم
منير التريكي
الذين يساعدون أمثال نتنياهو وبوتين وزلينسكي وترامب والبرهان للوصول إلى السلطة عليهم أن يتوقعوا نتائج أعمالهم. هنالك العديد الأشخاص الذين اضروا كثيرا بشعوبهم ودمروا أوطانهم بغرض تحقيق أمجاد زائفة. عادة يدفع الأبرياء ثمناً باهظاً بسبب الطموحات غير المشروعة لهؤلاء الأشرار . هتلر وستالين وموسليني وشارون أمثلة فقط على هذه النوع من التفكير. ماذا كان يتوقع الذين يقفون وراء وصول هؤلاء وأمثالهم للسلطة؟
هل توقعوا أن يقضوا أوقاتهم في إيجاد حلول لما تواجهه الإنسانية من مشاكل.
هل توقعوا أن يفكروا في قضايا البيئة والجفاف ونقص الغذاء والإحترار؟ هل من ضمن إهتماماتهم إيجاد حلول للتحديات التي تواجهها الانسانية ؟ لا أعتقد.. اغلب الظن أننا سنجد عقولهم مشغولة بإنتاج وشراء الأسلحة الفتاكة واستعراض القوة وصنع أعداء وتضخيم الأخطار الأمنية وإيهام الشعوب بضرورة إشعال الحروب والإنتصار فيها بأي ثمن.
لكن كيف ينجح هؤلاء الحكام السيئون كل مرة في خداع الطيبين؟ إنهم ببساطة يفعلون ذلك بأموال هؤلاء الفقراء الطيبين أنفسهم . يستغلون السلطة ويجمعون الأموال منهم بالإحتيال والفساد ثم يغدقونها بجهل على الإنتهازيين. هؤلاء يقومون بتغييب عقول العامة بالإعلام المضلل. ثم إيهامهم بضرورة إستخدام القوة ضد الأعداء. لاحظوا أن الأعداء في الجهة المقابلة يفعلون نفس الشيء.
وهكذا تحدث الحروب. بالطبع لم ينتصر أحد في حرب منذ الحرب العالمية الثانية. وحتى الانتصار فيها كان ثمنه باهظاً جداً. في ست سنوات قتل ملايين من البشر وأصيب الملايين بالإضافة إلى أعداد ضخمة من المفقودين. كما حدث دمار مخيف في العديد من دول العالم. الكثيرون لا يزالون يعانون من آثار الحرب العالمية الثانية رغم مرور ثمانين عام على نهايتها. لن يخبرك حاكم ما بأنه سيشعل حرب يقتل فيها الناس وتدمر فيها المنازل والمرافق العامة وتحدث خراب . إن الحاكم الشرير يتحدث عن تأمين البلاد ورفاهية الشعب والذود عن الوطن وحماية المصالح العليا. وطبعاً نفس هذا الهراء(الجَخْ) يقوله الحاكم الآخر في الجهة المقابلة.إذن على عقلاء الشعوب منع وصول أمثال هؤلاء المستبدين إلى السلطة. يقع على عاتق المستنيرين تنبيه الغافلين بخطورة هؤلاء الحالمين بتحقيق أمجاد زائفة على حساب معاناة شعوبهم. الحل هو في التصدي للإنتهازيين أولاً وتفشيل خططهم الشريرة. خططهم هي سرقة الشعوب وتهريب الأموال للخارج ثم إشعال الصراعات لإخفاء جرائمهم. أما الطغاة والمغامرون بمصائر الملايين من أجل تخليد أنفسهم بأمجاد زائفة. فهؤلاء مغفلون يدمرون شعوبهم ويخربون بلدانهم ثم يفيقون بعد فوات الأوان.
أمسكوا بأيدي هؤلاء الجاهلين قبل أن يخرقوا السفينة.
لا تزال لدينا فرصة لإصلاح السفينة قبل أن تغرق. لكن تذكروا أن أي لحظة تأخير تعني زيادة في الضرر.
اللهم قيض لهذا البلد عقلاء وعاقلات يقودونه إلى بر السلام والعدالة والتنمية.